زاد الاردن الاخباري -
خاص - عيسى محارب العجارمة -كنت قد حذرت بمقالي الأخير من خطورة الإعلام القادم من خلف البحار، ولأننا في زمن فتنة فإنني على ثقة تامة، بأن وصلات الردح شبه اليومية التي تصل إلينا، من قبل بعض اشباه الرجال من خلف البحار من شياطين السي آي إيه وخدم المخابرات المركزية الأمريكية.
ممن يجيدون التصنع بمحبة الأردن، وهم ممن تم غسيل ادمغتهم تماماً تمهيداً لقبول السيناريوهات الاستسلامية المقبلة، ولأنهم بميزان الشرع قد وصلوا لدرجات الوصل والقطع بالمفهوم الصوفي للكلمة، فاحببت ان اضع شباب الأمة بالكلمة الطيبة التالية، لنعرض كلام أولئك النفر المقطوع عن الله، حيث طابت لهم المعيشة في بلاد الكفر، كاحدهم الذي عاد لعمان خمسة أيام فقط، ولم يحتمل أكثر من ذلك ليلهبنا ليلة الامس بلايف ينقل رغبة سادته الأمريكان بإنزال مليونية لشوارع عمان تكون بداية حرب أهلية، لا قدر الله، بمصطلحات أردنية بحتة تلبية لرغبة اليانكي واسيادة رعاة البقر في خراب الأوطان المستقرة كاردننا الهاشمي، ومليكه الجبل الاشم، فعدت لكتبي الصفراء وخرجت منها بهذا العلم الجم لاسوقه لكم شباب الأردن لتعرفوا بأن القوم مقطوعين عن الله ليعملوا خدما وعبيدا للتوجهات البغيضة لترمب وكوشنر والصهاينة فهم طلائع الغزو الأمريكي للأردن، واقصد دون مواربة جلبي الأردن المدعو نايف الطورة.
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي هو مفزع قلوب الموحدين إذا انقطعت بها أطنِبة الأسباب ، وموئل قلق أفئدة الراجين إذا سُدَّت تجاه مآملها الأبواب ، الفرد الصمد الذي تعكف حاجات المحتاجين العارفين منهم والجاهلين بطبعها على عتبة قدرته القاهرة ، والملك الباقي الذي تسطع شموس بقائه السرمدي فتظهر في كل آونة أعيان الفناء المحض بكل الذرات الباطنة والظاهرة ، جلَّ من سلطان غلبة حكمه لا تُدفَع ، وتعالى من ذي شأن آيات قدرته لا تُنزَع ، تَحِنُّ إليه طبيعة الكافر إذا انصرمت في أمره حيلته ، وتتعرف إليه روح الجاحد إذا انقطعت في حيلته وسيلته ، قُدرته تحكَّمت فأوقعت طور العجز في كل مخلوق طامس أو بارز ، وعَظَمَتُهُ تفردت فقطعت عن حضرة الفردية طبع كل فردٍ قوي أو عاجز ، هذه الهياكل الذي أبرزها رقَّمت الشبه في عقول المبعدين فعجزوا عن القطع بعدم الوحدانية ، وهذه الحقائق الذي طرزها محت الشكوك من قلوب المقربين فاقتدروا على فهم تنزلات الأوامر الربانية ، وبعد هذا العجز والاقتدار أُسدلت ستائر العظمة على مدارك الدُرّاك فصاح بهم لسان الدهشة ، العجزُ عن دَرَكِ الإدراكِ إدراكْ ، وأقرب المخلوقين وأقواهم على خوض هذا العجاج المشتبك والمهمة المغلق المحتبك قال سبحانك ما عرفناك حق معرفتك (اللهم يا عظيم السلطان يا عميم الإحسان صل على سيد رسلك) الذي رُفِعت في حظيرة القُدس مقامه ونُشِرت في حظائر العوالم كلها أعلامه ، كنز الحقيقة المنبجسة من درة القدس الأنزه ، فمكنونات علوم الغيوب مكنوزة بخزانته ، أمينك على أسرار الربوبية فجميع بدائعها المصونة مطوية في منشور أمانته ، حبيبك القائم بأمرك للمبايعة عنك بيدٍ لا يعرف غيرها حتى القيامة ، سلطان منصة حكمك القاعد على سرير الأمر والنهي ، مؤيداً بالعصمة والأمن والتوفيق والكرامة ، عبدك المتمكن في دوحة روضة العبودية المحضة ودونه خاصة عبيدك وعبادك سيدنا محمد الثابت القدم فما تزحزحت به عزيمة العزم مثقال ذرة عن صراط أمرك ومرادك (وسلم اللهم عليه وعلى آله شموس حضرات الحضور) في سدرة الترقي الجامع وأصحابه أسودك المتبحبحة تحت أعلام وطيس الملاحم والمعامع وعلى تابعيه وورّاثه المؤيدين بخدمته القائمين بإحياء سنته إلى يوم الدين والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين آمين .
أي سادة! بوارق الأرواح فعالة في عالمها وعالمها المحضر الذي تصدر فيه إشارة الأمر فتتدلى من خزانة السر إلى محفل الجهر فبعد ظهورها تنقطع عنها لمعة الإغلاق الروحاني وتسدل عليها بردة السبب المدرك العياني فأهل الحجاب يقفون مع السبب الظاهر وأهل النور يشهدون السبب الذي أبطنت فيه الأشائر فأهل الرياضة من أهل الزيغ يصلون إلى مكان جمع الهمة فيظهر لهم أثرها تسلق الروح المهيئة فيزعمون التحكم في المحضر الذي هو عالم الأرواح وأين هم منه لو كان لهم ذلك لوردت عليهم همتهم بلا تكلف لجمعها ولحصل لهم سر الإطلاع على حكم الإشارة الصادرة سواء كانت بجمع همتهم أو بجمع همة غيرهم وهذا شأن أصحاب الترقيات الروحية من خاصة هذه الأمة المحمدية. بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله يا أهل الحضيرة يا أهل الطمس يا ركبان يا أدِلاّء يا فقهاء يا فقراء يا خاصة يا عامة هذه حضرة لا لغوٌ فيها، أنصتوا بإذن العقل الكريم وتلقوا بفهم القلب السليم أنتم على بساط، ها هي تصب عليه سحب الرحمة والكرم وتمد إليه موائد البركة والنِعَم، أنتم في ديوانٍ جُندُهُ الوارداتُ الغيبية وبطانته التدليات السماوية وحاكمه الأمر النافذ الرباني الذي لا دخل فيه لحمحمة نفس فُلانٍ وعَلاّن، أسرار الكتاب المنزل وحِكم مقاصد الحبيب المرسل يُملى عليّ بلسان الإفاضة ويملى مني إليكم من طريق الوساطة وأنا فيه مثلكم في مرتبة المحكومية لا فرق بيني وبينكم. قال تعالى لحبيبه عليه أجلُّ صلواته وأعظم تحياته (قُل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) هذا التحكيم مرتبة العبدية، وبسط مائدة الأنسية ولكن نشر على رأسه الشريف إعظاما لجليل قدره وإعلاء لسلطان أمره، لواء قوله تعالى (يُوحى إليّ) فظهرت دولة الفرقية بينه وبين كل من أمته فهو صاحب مرتبة الفرق وإلا فنحن لا فرق بيننا إلا بالبصيرة النافذة والحجاب المسدل وهذان لا يفيدان الفرق الذي يقطع المناسبة بين المبصر والمحجوب لأن قلب الشأن لا شيء على من هو (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) فهذا اللجام رد شكيمة أهل الدعوى عن الترفُّعِ والتعالي وأنزل العارفين منزلة الأدب والخدمة في حضرة التلقي والإفراغ فهم أبواب حكمه ناشر الحكم القدوسية ووسائط البلاغ عنه للعصابة الآدمية وهو صلى الله تعالى عليه وسلم الأمين المأمون مستودع سر (ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) وله يد الرفعة على كل فرد من أفراد بني آدم أجمعين بشاهد (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) والأدلة العقلية ساطعة براهينها تجاه جاحده فلا يجد خُلُقا لنبي مرسل ولا يسمع بخصلة لكريم مقرب إلا ولهذا السيد العظيم فوق يافوخِ ذلك الخلق ويعسوب تلك الخصلة أشرف وأعظم من كليهما أخلاقاً كريمةً لا تُحصى وخصالاً جليلةً لا تُستقصى لا زالت سحب منته المحمدية تسح عليكم وعليكم وعوائد عوارفه الأحمدية تصل إليكم وإلينا ولجميع المسلمين آمين.
أي سادة! سارت رُكبان الناس بما ناسب أهواءهم ووقفت عقائدهم مع كل ما جانس طباعهم، إياكم وهذه الطامة فإنها النار الموقدة. قال نبينا عليه الصلاة والسلام (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواهُ تبعاً لما جئتُ به)، مَن لم يجعل الهوى عبداً ذليلاً مُسَخَّراً لدى سلطان الشريعة الذي شرعه نبيه ورسوله، فأين هو من الإيمان، كلَّت العزائم وحلت الهمم عند تفريق هذه الملابسة البينة.
أي أُخيّ! يطيب لك القول فتقف معه بدعوى الاتِّباع كأنك تهزأ بالأمر، يثقل عليك فتنصرف عنه بدعوى إقامة الحجة كأنك تستخف النهي، الأمر والنهي سِرَّانِ بارزان يعود شأنهما لمن أبرزهما ألا وهو ربك الذي صرف لك النطق باللحم، والسماع بالعظم، والبصر برق الجِلد، والقوى المجتمع في الهيكل الطيني المركَّب، وأسكن عقلك دماغك، وأقَرَّ فهم عقلك في مضغة قلبك، وأقام عليك الحجة بهذه الآثار الآلهية المجتمعة فيك، القائمة معك، فأين أنت بعد هذا إذا اتَّبعتَ الهوى وخالفتَ فالق الحَب والنوى، أعيذك بالله وإياي من ذلك، بسم الله بسم الله، يا أولياء يا وعاظ يا رجال الدوائر يا أصحاب المنابر يا شيوخ الأروقة يا فتيان الربط يا أهل الزيق يا سُلااّك الطريق يا علماء يا حكماء يا أرباب النقول المعقولة والعقول المقبولة، أين أنتم، كل ما أنتم فيه تحت كلمتين؛ وصلٍ أو قطع.
فالوصل باطنه وظاهره وأمه وأبوه وروحه وجسمه التأدب بأدب القرآن على ما شرَّع حبيب الرحمن، وما فوق ذلك من الأقوال والأفعال فمن هفوة نفسٍ أو من استراق سمعٍ انقلب على متن الروح من طريق الشهوة فظنه صاحبه من واردات الروح وعجز عن كشف منازلاته وحكمه بمحك الشرع لغلبة وجدٍ أو لشدة طيشٍ أو لموافقة هوى أو لمنازعة خصم، وقد يكون ذلك من حالٍ سالب، فإن استمر السلب فالمسلوب غير مكلف لا يؤاخذ ولا يُقتدى به وأن نُزع السلب وعاد الفهم، فالأدب كشف ما كان فيه وانكاره وتوبيخ نفسه عليه وإعلام أهل حضرته بخسة ذلك الشأن وأنه من زبد موج السكر الصارف عن حضرة الأمر، وقد يكون ذلك من انكشاف الآيات وقصر العزم عن ترك عاملها والترقي إلى طلب مظهرها سبحانه وتعالى، فيطيش لها العقل وترتاح لها النفس المضمَّخة بدخان الرعونة فينفلتُ اللسان ويتجاوز ميزان الأدب ظناً بأن مشهوده تحت حكم وجوده، وأين هذا المسكين من المقياس الذي لا يجهله جهلة الناس، وعليه الظاهر وحكمه الباطني عين ما عليه الشأن الظاهري وذلك كيف يدع كل راء ملك ما رأته عينه بمجرد شهوده له ارتياحه له أو برؤياه مشهوده وحده وكيف لا يمر بخاطره أن لهذه الآثار أهلا، وكيف لا يقول يوشك أن الناس على الغالب رأوها وانصرفوا عنها إلى أحسن منها، وأنا الآن حتى جئتها ورأيتها، ويهٍ عليك أيها المحجوب المبعد تظن بالناس الفتنة، مَن ظن بالناس الفتنة فهو المفتون، القريب يكون خائفا، أصلح شأنك بالأدب المحض فهذه الحضرة بين رفارفها وأوهام أهل الدعوى أهوال، هذا مذهب الوصول وأهله.
وأما القطع والعياذ بالله فهو إما قطعٌ بالأصل كحال الكافرين الذين يفترون على الله الكذب أو قطع بالسبب وهو كثير ومنه الكسل وترك العمل وهجر الأدب وملابسة الأخلاق الذميمة ومقاطعة الأوصاف الكريمة والانحراف عن السنة الغراء والمحجة البيضاء، فدواء هذا القطع ما نص في الوصل وداء ذلك الوصل ما نص في القطع، فأعينوني على أنفسكم بمتابعة نبيكم سيدنا ومرشدنا ووسيلتنا إلى ربنا وهادينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم فإنه زكانا وعلَّمنا الكتاب والحكمة وعلَّمنا ما كنا عنه في عماء الجهل، وإياكم وانتحال الفلاة ووقاحة أهل البطاءة وموالاة أهل البدعة ورؤية النفس على أحد من الخلق، وخذوا جهدكم بنصحية بني آدم كبارهم وصغارهم البر منهم والفاجر، المؤمن والكافر، أدُّوا ما عليكم، وعليهم ما عليهم، والله ولي المتقين وحسبي الله ونعم الوكيل، وصلى الله على رسوله علة الخلق الهادي إلى الحق وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين" انتهى المجلس.