زاد الاردن الاخباري -
أدى وجود وجهتي نظر للقائمين على شؤون التعليم العالي منذ ثمانينيات القرن الماضي؛ إحداهما تتبنى المركزية في اتخاذ القرار، والأخرى مع اللامركزية، لغياب الاستقرار التشريعي بشأن القوانين والأنظمة المتعلقة بالتعليم العالي والجامعات، وفق رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة.
القضاة؛ أكد في لقاء صحفي له، عدم رفع رسوم الساعات المعتمدة على الطلبة، مشددا على البحث عن زيادة الإيرادات بعيدا عن جيوب الطلبة، متوقعا تساوي الايرادات والنفقات للعام الدراسي 2022 – 2023، ليصبح عجز الموازنة صفرا، وفقا ليومية الغد.
وبين ان من يتبنى خيار المركزية في اتخاذ القرار، اذ يرد كل شيء لمجلس التعليم العالي، يبرر حاجتنا الى ضبط الأمور في الجامعات من اعلى مستوى، مع توجه تدريجي نحو اللامركزية، وهي وجهة نظر لقيت تأييدا من لجنة التربية النيابية، بينما يدعو من يتبنون وجهة نظر اللامركزية، منح صلاحيات اكبر لمجالس امناء الجامعات، لتماسها المباشر مع ادارات الجامعات، مؤكدا ان الخاسر من وجهتي النظر، هو الاستقرار التشريعي.
القضاة؛ اعتبر الا ضرورة لوجود وزارة للتعليم العالي، وانه يؤمن بما جاء في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، التي تتبنى منح مزيد من الاستقلالية للجامعات.
وأكد عدم رفع الرسوم برغم ان 70 % منها اقل من 29 دينارا؛ اي ان الطالب يدفع 70 دينارا شهريا، أي أقل من رسوم الحضانة، مشيرا الى ان رسوم الساعات الدراسية في الجامعة، بقيت كما هي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وانها الأقل رسوما من بين الجامعات.
وقال “علينا التركيز على مصادر غير جيب الطالب، كالاستثمارات والبرنامج الدولي، وضبط النفقات ومشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية”، مشيرا الى ان الجامعة اتخذت 15 إجراء لتخفيض النفقات.
وتطرق القضاة لما تحقق من انجازات خلال اقل من عام، وبنيت على انجازات ايجابية للادارات السابقة، مشيرا الى انه وضع عند توليه مقاليد رئاسة الجامعة، مجموعة اهداف شكل لها 10 فرق لتنفيذها.
وأقرت في هذا الصدد تعليمات ترقية اعضاء هيئة التدريس والباحثين، بالتركيز على جودة البحث العلمي لا الكم، وتساوى عدد الابحاث التي نشرت اول 6 شهور من هذا العام، مع ما نشر عام 2017 كاملا، ما جعل هذه التعليمات حافزا للاكاديميين والباحثين.
واشار الى تفعيل نظام اعضاء هيئة التدريس، وينص على ان من لم ينشر بحثا خلال عامين، تتوقف زيادته السنوية.
وقال تقدمت الجامعة العام الحالي بانجازات واضحة، كالحصول على تقييم 5 نجوم، بتصنيف “كيو اس” العالمي بعد ان كانت 4 نجوم العام الماضي، بينما صنفت كلية التمريض من بين افضل 200 كلية تمريض في العالم، وفق تصنيف شنغهاي، هو اصعب تصنيف عالمي، وجاءت كلية طب الاسنان من بين اول 300 كلية في العالم.
وحازت الجامعة المركز الاول وطنيا في تصنيف “كيو اس”، والتاسع عربيا، وصنفت من فئة افضل 600 عالميا، قائلا “نطمح للدخول بفئة افضل 500 جامعة في العالم”.
وفي محور التحول الى جامعة ذكية؛ وضعت الجامعة 4 اهداف فرعية: لا ورقية ولا نقدية، وأتمتت انظمة الجامعة والرواتب والترقية والتعليم الالكتروني والمدمج، وان نسبة مواد التعليم الالكتروني من مجموع المواد المطروحة 12 %.
ولفت الى أن عدد الطلبة غير الاردنيين وهم من 80 جنسية يصل الى 4947، أي بزيادة 250 طالبا، كما اشار الى أن الجامعة زادت ايراداتها بالتحصيل وضبط النفقات، وانشاء مشاريع جديدة.
وبين القضاة؛ انه وبعد ان راوح مشروع الطاقة الشمسية مكانه، وقعت اتفاقية لتنفيذه خلال عام، ما سيوفر 8.5 مليون سنويا، كما انشأت الجامعة مكتبا للوقفية، وجمع لفترة وجيزة تبرعات بحوالي 600 ألف دينار، وهناك وقفية من الحكومة اليابانية واخرى محلية، سيجري توطينها، بقيمة مليوني دينار؛ حسب القضاة.
وأشار لاطلاق حملة تبرعات طويلة الأمد، حصلت 300 الف دينار خلال 5 شهور، وجمع تبرعات نقدية وعينية بقيمة 775 ألف دينار، مشيرا الى ان مجموع التبرعات في الشهور العشرة الماضية بلغ نحو مليوني دينار.
وتطرق القضاة الى ان الجامعة عملت على تحصيل 20 % من دخل اعضاء هيئة التدريس، ممن يعملون خارج الجامعة بموافاتها، وتحصيل 25 % حصة للجامعة من المشاريع البحثية من خارج الاردن.
وفي محور تحويل الجامعة، الى منبر ثقافي تنويري، أنشئ منتدى الجامعة الثقافي، ولتسويق الجامعة انشئت دائرة برئاسة مساعد رئيس الجامعة لشؤون البرنامج الدولي والتسويق.
واشار الى تشكيل فريق للمناهج والخطط الدراسية، لدراسة التخصصات الراكدة والمشبعة والتعليم التقني والإلكتروني، والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، الذي يتوقع انشاء معهد لتطبيقاته.
وبخصوص فرع العقبة؛ كشف انه يستنزف نحو مليوني دينار من موازنة الجامعة سنويا، مشيرا الى انه ستفتتح كلية للتمريض فيه، لتساعده ماليا، ويتوقع ان تتساوى النفقات مع الايرادات في الفرع العام المقبل، بسبب زيادة اعداد الطلبة وكلية التمريض.
وقال نعمل على زيادة الطلبة غير الاردنيين في الجامعة؛ ليشكل 25 % من المجموع، واستحداث برنامج علم البيانات، والتركيز على البرمجة وحماية امن المعلومات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وتوقع القضاة بان تتحول الجامعة الى عالمية ذكية ومنتجة ومستقرة ماليا وجاذبة، وان تكون منبرا تنويريا عام 2022 – 2023، مشيرا الى خطة استثمارية بعشرات الملايين، لاقامة مستشفى خاص ومول وفندق ومدارس جديدة وكراجات، بالتعاون مع مستثمرين استراتيجيين، إذ تمت الخطوة الاولى بهذا الاتجاه.