معتصم مفلح القضاة
الأحداث المحيطة كبيرة، والأيام حبلى، وما عادت الوعود وحدها كافية، وأصبحت قناعة الشعوب أن التغيير يصنع بأياديها.
وأثناء متابعاتي لإقالة حكومة الرفاعي ، كنت أتمنى أن يكون القادم بعده شخصية على قدر من الوفاق والتوفيق، كنت أحلم بعبدالله النسور رئيساً للمرحلة القادمة، وكلنا يعلم من هو الدكتور عبد الله.
أما وإن الحلم لم يتحقق، بل وكان تفسير الحلم كان معاكساً إلى حدٍ ما، فقد وجب عليّ أن أنصح دولة الرئيس (المكلف) بما يمليه الضمير، وما تمليه المصلحة العليا لوطننا وأردننا، إذ أن الجميع قد ملّ وكلّ من التغيير في الرموز والأشخاص، وأن الواضح الصريح أن مصلحة الشعوب هي المبتغى، وهي المطلب الأساس في كل عملية تغيير أو تعديل.
دولة الرئيس: لقد عفنا تبديل الشخوص والدور واحد، وعفنا تبدل الأسماء والمضمون على نفس النسق والوتيرة، لقد شابت رؤوسنا نحن نحاول أن نحفظ أسماء وزرائنا ورؤساء وزاراتنا، لدرجة أن التشبيه الأمثل هو فلم مدبلج لعدة لغات أو عدة لهجات.
دولة الرئيس: إن محور المرحلة القادمة ينقسم إلى شقين: الأول إصلاح ما أفسده الدهر في مجالات شتى؛ حريات وديمقراطية، قوانين وأنظمة، ولاء وانتماء، وإن حجم الإصلاح في هذا المحور لا بد أن يكون شاملاً مقنعاً لا شكلياً هزيلا.
أما الثاني فهو محور الأول؛ هو المواطن الذي أسس لنهضة هذا البلد، وتحمل الأمرين لرفعة هذه الأمة، وهو من يستحق الحياة الكريمة والعيش الهانئ، إنه المواطن الذي ملّ التوريث في مناصب الدولة ووظائف القطاع العام، مما أفسد العيش على الكثيرين وقتل روح المنافسة عند فئة طموحة من أبناء هذا الوطن.
دولة الرئيس: لقد عانى الجميع من آثار الفساد والمفسدين، وجعلت فتن الفساد الحليم حيراناً، ولن يُقبل من أحدٍ غير ( مكافحة) الفساد شعاراً وعنواناً وأداءاً، لان مكافحة المفسدين كفاحٌ يعرف منه الرجال، وطريق تقاس به الهمم، وإنجازٌ يخلد التاريخ من قام به وأنحاز له.
دولة الرئيس: اعرف ما نحن بحاجة إليه، وتحسس ما يدور في خلدنا، عسى الله أن يعصمنا من هفوات لسنا بحاجة لها.