نستخدم صيغة السؤال كيف،بدلاً عن لماذا،في بحثنا عن الأسباب التي تقود الدولة الأردنية لحصر خيراتها فقط في لقاء جماعة الإخوان المسلمين،دون القوى الوطنية الأخرى،بناء على تصور حكومي يقول : أن الاخوان هم الذراع الأطول للمعارضة الأردنية،أو هكذا يشاع،لكن الواقع يقول بغير ذلك،وما المظاهرات لأخيرة الا دليل على هذا. نتفق تمام الاتفاق مع الحكومة في أن الاخوان هم الأقوى،لكنهم ليسوا الأكثر فاعلية في جذب المواطنين.
نستخدم كيف،لأننا نؤمن بيقين أن القائمين على اعداد هذه اللقاءات بعيدين جدا عن الرأي العام الأردني،ولا يعرفون شيئا عنه ولا عن قواه الفاعلة.
الدولة تقوم بلقاء الإخوان وكأنما لا يوجد غيرهم على الساحة،في حين يقول لنا كاتب التاريخ أن الإخوان ومنذ مباشرة عملهم في الساحة الأردنية لم تك مع الشعب،كون الشعب رفض تحجرها حول منطقها وأيدلوجيتها القائمة على سماع ذاتها دون الإنصات للآخرين.فهي تؤمن إيمان مطلق بصحة تيارها.
الاخوان يطالبون بانتفاضة سياسية بغية رفع أيدلوجيتهم وتصدرها المشهد،في حين تطالب القوى الوطنية الأخرى بالتركيز على القضايا الاجتماعية وهذه من الخطورة بحيث تشمل كافة أبناء مجتمعنا الأردني.يقول احد المحللين:أن هناك صفقة قد تنسج خيوطها بين الاخوان والحكومة تحقق مكاسب سياسية لهم،لكن هذه المكاسب لن تقترب من القضايا المجتمعية البحتة.
خلال لأسابيع الماضية خرجت مظاهرات عمت الجهات المملكة الأربع،مطالبة برحيل حكومة رجال الأعمال ورأسها سمير الرفاعي. المظاهرات بدأها الشباب الأردني بعد تنسيق ميداني غاية في الرقي،واستطاع أن يجمع رأي عام أردني غير مسيس وغير مؤمن بشي غير الوطن.لكنه يحمل ثقافة وهم وطني اكبر وأكثر تطورا من الحكومة ومجلس النواب والأعيان والأحزاب. وما أن تم الإعلان عن تسيير المظاهرات حتى انظم لها المعلم والمزارع والعامل والمهندس والممرض(....).
المظاهرة الأولى لم تصبغ بالسواد السياسي وإنما تزينت بالون الشعبي،لكن في الأسبوع الثاني تطورت المظاهرات لتضم تيارات وطنية عديدة مثل المتقاعدين العسكريين والمعلمين والعمال(...)ولم تضم أو تشمل الإخوان الذين رفضوا المشاركة.في المظاهرة الثالثة جاءت بعدما بدأت حركة الرأي العام تأخذ منحى تصعيدي ضد الحكومة، قرر الإخوان المشاركة فيها حتى لا يسبقهم القطار وبتالي يكونوا خارج الأحداث.بناء على القاعدة التي تقول\"أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي\"
قبيل المظاهرة تم التنسيق بين الأحزاب والتيارات الوطنية مع الشباب الذين أطلقوا شراراتها – أي المظاهرات – وتم الاتفاق على توحيد الجهود والمطالب والشعارات والهتافات،كما تم الاتفاق على الامتناع عن رفع أي علم خلا العلم الأردني. جاء الإخوان وانضموا للمظاهرة،لكن بمطالب وهتافات وشعارات غير التي تم الاتفاق عليها،ورفع أعلام غير العلم الوطني.
هنا تحولت المظاهرة إلى اثنتان،الأولى تضم التيارات الوطنية وهي الأكثر فاعلية،والثانية اخوانيه منفصلة عن الأولى. على اثر المظاهرات تم إقالة حكومة الرفاعي،وتكليف البخيت بتشكيل حكومة جديدة.
الا أن الجماعة لا تريد شيئا الا قلب الدولة رأسا على عقب لترتفع برامجها،لذا رفضت حكومة البخيت حتى قبل أن يجف الحبر الذي خط به كتاب التكليف السامي،في عين الوقت نسي الإخوان أن المشكل ليست بمن يدير الدولة ،وإنما بكيف تدار الدولة.
يتساءل الرأي العام الأردني،ماذا يريد الإخوان من كل هذا وماذا تريد الدولة الأردنية من خلال تقديمها الإخوان وإبعادها الآخرين لا لأنهم أشقاء بل باعتبارهم أعداء،هل يريدونها تونس ثانية ومصر ثانية أم تراهم يريدونها عراق ثانية.
كيف ترفض الحكومة الأردنية حوار كافة التيارات أليسوا شركاء في الأردن،أهم أبناء زوجة الأب،لما تقوم الدولة بهذا الحصر،وهي تعلم تمام العلم أن هذه التيارات الوطنية لا تأتمر بالخارج وليس لها ارتباطات، فارتباطها بالوطن والقيادة والشعب الأردني وأفكارها بلدية بالمطلق شعبية بالمجمل. الا أن البعض يريد الترويج إلى أن الرؤيا الشعبية لا تنحصر في الإخوان،
الدولة الأردنية غير أبهة بشي،تعتقد أن المشكل ستحل باستقطاب الإخوان ولقاءهم،من خلال الركون إلى الأسلوب النخبوي ينم عن قصور وعقم تفكير وتخطيط،أن بقي،سيقود إلى كارثة محققة. الدولة الأردنية تقوم بتقديم الإخوان من خلال زيادة جرعة الفوبيا لإخافة الشعب وإبقاءه متوجسا منهم وفق النظرة الغربية لتي تتوجس خيفة من الاخوان،لا حبا بهم،بل لإبقاء الأمور والرموز مغروسين في خاصرة الوطن،وتاليا تقويض خطى التطوير وتيار الإصلاح و قاطرة التغيير.
من المؤسف بمكان التمييز بين أبناء الوطن الواحد،على الرغم من أن البعض لا يأتي الا متأخرا لسلب النتائج لا الإعداد لها،احد السياسيين قال\"أن الصورة تنم عن تواطأ حكومي نع الإخوان\"لذا يصار إلى إبعاد الآخرين عن ألقاءات الملكية،خوفا من تعرية الرموز وكشفها على حقيقتها، أمام جلالته. نتمنى أن يتم الجلوس مع كافة القوى الأردنية وعدم تفضيل أحداهما على الأخرى أن أريد استقرار وطننا الغالي
سؤال أخير على طاولة لأصحاب الشأن ينتظر جوابا، أليس الملك لنا جميعا وليس خاصا لأحد دون الأخر، لكن لما يفضل البعض على إبعاد الشعب عنه مع سبق إصرار وترصد؟؟؟
.......الله يرحمنا برحمته...وسلام على أردننا الهاشمي ورحمته من الله وبركة
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com