انا عربي من الجيل الجبان جيل النكبه الذي ظل خائف من المجهول والسلطه والفضيحة والمؤامرة وشرطي السير واسرائيل وأكاد لا أُصدَق ما اراه في مصر أم الدنيا بلد الاهرام والنيل والسيما وملايين البشر .
نعم لقد رأينا قبل اقل من شهر شرارة انطلقت من نفس القاره تونس بورقيبه تلك الشرارة أودت بحكم بن علي وارتحل بعيدا ولكن ما نراه في المحروسه هو هبَة شباب مسيحي ومسلم مؤمن بقوته وقدرته على التغيير وألإصلاح والتحرر وأدركوا أن الصبر في ثورتهم هو مفتاح الفرج وأن ليلهم له إصباح مهما طال الثبات والصمود في ميدان التحرير .
لقد رأينا الشباب العربي يتقاتل في البلد الواحد كما كان في لبنان والصومال وموريتانيا واليمن وفلسطين وغيرها من الدول الشقيقه .
ولكن ما يثلج الصدر ان نرى شبابا مندفعين بإيمان يدافعون عن حقوقهم في العيش بكرامه وحقهم المشاركه في الحكم بشكل سلمي بالرغم من وجود مرتزقة من السجون والبلطجيه واعوان الشرطه المناصرين للعهد البائد اللذين يحاولون ان يُفشلوا ما ابدعوه اؤلئك الشباب المجاهدين .
إن ألاهتمام الذي ابداه الغرب وامريكا وإسرائيل لما يحدث في مصر يدلُ على اهمية مصر العربيه لمخططات الشرق الاوسط الكبير والجديد وحماية اسرائيل ومخططاتها ومصالح تلك الدول في المنطقه وتخوف تلك الدول على مرحلة ما بعد مبارك في مصر.
إستمرت حقبة مبارك حوالي الثلاثين عاما نهب فيها اعوان الرئيس وكبار أعضاء الحزب خيرات أم الدنيا وثرواتها وأصبح الحكم وكأنه ملكي وكاد ان يُحول الى وراثي لولاصحوة الشباب في الوقت المناسب .
بالرغم من عدم وجود قيادة موحده للشباب المحتجين حتى الان وذلك لأن الاحزاب والنقابات إنضمت متأخرة للشباب ولكن الجميع متفق على هدف واحد على الأقل وهو تنحي الرئيس مبارك عن الحكم ورحيله واحيانا محاكمته.
مبارك لك يا مصر ومبارك لشبابك الواعي المؤمن بأهدافه المشروعه مبارك له هذه الجرأة وهذا التصميم والعزم وهذه الاراده الصلبه الموحده والتي انطلقت قبل الاحزاب بشكل عفوي وطني .
مبارك لك يا مصر رحيل مبارككي وحزبه الحاكم ومبارك لك خلاصك من الظلم الذي كان سيسلُب ويضيًع حتى آثار عظماء الفراعنه وغيرها .
في هذه ألأيام الصعبه التي تعيشها مصر العزيزه يتوجب على العالم العربي وشعوبه ان تقف مع المصريين في هبَتهم المباركه للخلاص وعلى الاقل ان ندعوا للشباب بالتوفيق وتحقيق اهدافهم وتخفيف معاناتهم قريبا .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 4/2/2011