حسان الرواد
تتوقف عقارب الساعة في الدنيا كلها تراقب أم الدنيا مصر, فيقف العالم أجمع من محب ومعجب ومبغض وعدو, مندهشين معجبين حائرين مفكرين بما سيكون أمام هذه العظمة؛ عظمة الشباب المصري الثائر على الظلم والقهر والفساد والاستبداد, كما ويراقب الشارع العربي بكل أطيافه وباهتمام أكبر ميلاد ثورة ستغير كل المعادلات, وستجهض بإذن الله كل المؤامرات التي حيكت وتحاك من أجل سرقت بريقها النافذ إلى عمق القلوب والطارد لكل الجبن والخوف والهروب, إنه الفجر الجديد؛ فجر الحرية والكرامة التي غُيبت عن الإنسان العربي المقهور والمقيد بكل قيود الخوف والذل والجوع وانعدام الأمن النفسي والترويع, تنبلج الثورة العملاقة من شباب عملاق كسروا كل القيود التي تراكمت من زمان أتون السجون والمعتقلات والمشانق والترهيب والتعذيب, نعم من تونس كانت البداية ومن محمد البوعزيزي الرقم الصعب انطلقت الشرارة, فبات شمس للحرية عند الشباب العربي بأكمله, نعم من تونس كانت البداية, لكن من مصر كانت السعادة واستعادة الأمل المفقود, فالمكانة والتاريخ والعظمة تقول ذلك, من مصر يبدأ التاريخ, ومن مصر تنكسر كل القيود, ومن مصر تصل كل الرسائل بدون تحريف ولا تشويه, من مصر فقط يبدأ التغيير, من مصر تكون الانتصارات والتحرير, من مصر ننظر لصلاح الدين وحطين, من مصر نتذكر قطز وعين جالوت, من مصر فقط تكون الريادة, مصر القدوة ونشيد الحرية الذي ستعزفه كل الأجيال العربية القادمة, من مصر تُرفع الرؤوس والهامات, وتكبّر هناك الحناجر, فتردد الحناجر العربية من المحيط للخليج خلفهم التكبيرات, دون خوف من موت أو اعتقال, هكذا علمونا في ميدان التحرير كيف تولد الحرية وكيف تكون التضحية..!! وكيف تخرج الثورة من رحم شعب لم يمت عنده الأمل بعد كل هذا الظلم والاستبداد..! نهض العملاق ففزع كل الأقزام, نهضت مصر وفاقت من نوم فُرض عليها بالسلاسل والحديد والتسويف والتشويه والتخدير, لكنها نهضت واستفاقت بعد مخاض صعب عسير, فاستنشقت هواء الحرية وحلّقت كالنسر في سماء الشرق الجديد, فبوركت ثورة مصر, وبورك شبابها هذا الجيل العظيم الجديد. وبوركت قناة الجزيرة قناة الشارع العربي بكل تأكيد, قناة العرب بدون تشويه ولا تزوير, فعندما يغفل الإعلام الرسمي العربي, ويستخف بالعقول, ويحرّف الحقائق ويُغل الصدور, ويلغي شعبا كاملا لأجل رئيس أو مدير أو مسؤول, عندها لن تكون لنا إلا قناة الجزيرة التي ملكت القلوب وأسمعتنا نبض كل مظلوم ومكلوم, وفضحت كل خائن ومتشدق ومفصوم, وكشفت كم هو الإعلام العربي الرسمي مأفون.. فمن سيذكر الثورة المصرية بكل تأكيد سيتذكر قناة الجزيرة الفضائية.
Rawwad2010@yahoo.com