ما أن علمت من الزميل الشيخ أبو علي الجخادمة، والشيخ حسن علي الجخادمة، أثناء لقائي بهما في مجلس عزاء، في قرية الحود، صباح اليوم، الإثنين ٢٦/آب /٢٠١٩ ، بتعرض الزميل الشاعر الكبير ابو يعرب، لحادث سقوط في داره،ادى إلى فطر ساق رجله اليسرى، حتى نغص الخبر علي نشوة اللقاء، وغمرتني حالة من الأسى الحاد، لما حصل للشاعر الكبير أبو يعرب، لما لهذا الحدث المؤسف، من أثر سلبي على حضوره الفاعل في المناسبات الاجتماعية،في الديرة، وخارجها، لاسيما وأن الشاعر أبا يعرب، كان قد استذكرني في لحظة تجبيس ساقه، من قبل الطبيب المعالج ، وأرتجل البيتين التاليين :
عبر الأثير بعثت فيض سلامي
إلى نايف العبوش فهو أمير
ولقد ذكرته والطبيب مجبري
وإني طريح في الفراش كسير
وما أن نقلت الخبر إلى الزميل الأديب أبو عبد إبراهيم المحجوب، مذكرا إياه بأني سأشد رحالي لزيارة أبي يعرب، للإطمئنان على صحته، حتى بادرني بالرد الفوري، نثرا شاعريا مؤثراً، قائلاً :
سلاماً من المحجوب والعبوش لأبي يعرب..
وماكسر ساقكم الا لإبعاد اللقاء
قدر الله لطفا سلامتكم
وددنا اللقا ولكن الله شاء
يا اديباً لا تقل مكسورٌ انا
فلقد كسرت القوافي وحرف الهجاء
بإذن الله تعود معافى لنا
يشفيك من أنزل الغيث من السماء..
ثم أردف رده بعتابة مؤثرة، قال فيها :
عحب ياكسر عالزينين مسعاك
الجمل ماطاح كثر الالم مسعاك
ابو يعرب علم ويدوم مسعاك
تكوم بعافية وصحة وهنا ....
وليس ذلك بغريب على الكاتب والأديب إبراهيم المحجوب..فهو إبن الديرة،واعتاد أن يشارك أهله وزملاءه افراحهم واتراحهم، خصوصاً وان الشاعر المبدع (أبا يعرب)، من بين القلائل من الشعراء ،والأدباء ،الذين جمعوا بين بلاغة التعبير، وسحر البيان ، وقدرة التأثير في المتلقين من المستمعين .. بما تميز به من حكمة رصينة،وملكة إبداعية مرهفة ، وثقافة شمولية، جعلته مبعث فخر، واعتزاز الجميع.
ولذلك ظل الشاعر أبو يعرب يحظى باحترام الجميع،نقادا، وجمهورا، وادباءا، ومثقفين، شبابا، وكبار سن، لاسيما وأنه ما زال يقرض الشعر، حيث لم ينضب عطاؤه،ولم يجف معينه، إذ لا تزال قريحته متوقدة، وسيالة بالإبداع، فاستحق بذلك ان ينعت بجدارة من الجميع، بأديب الجمهور، والقبيلة، المتوقد الذاكرة، والمتجدد الإبداع، بلا منازع.
تمنياتي للزميل الشاعر الكبير ابو يعرب بالشفاء العاجل إن شاء الله تعالى، وان يعود للحضور الفاعل في المجالس، والدواوين، فهو ملحة المجالس، وايقونة التراث.