زاد الاردن الاخباري -
تجربة فاشلة، بكل معاني الكلمة، هذا ما يعنيه إقالة حكومة حصلت على ثقة غير مسبوقة من مجلس نيابي إختارته الحكومة بنفسها، بناء على قانون "مسخ" "متوحد" فرضته بالقوة كما تُفرض الأحكام العرفية، وبعد 41 يوماً فقط من تلك الثقة التي تسجل مدى الحياة، في هامش تاريخ هذا البلد، والنتيجة أن الشعب، كان مختبر تجارب لحضرة الأستاذ سمير الرفاعي، الذي تدرب، مع مجموعة من فريقه الوزاري على قوت الشعب، قوت الناس، ليضع "فقط "في سيرته الذاتية، منصب رئيس وزراء، ولقب "دولة" يسبق إسمه، لقب لا يستحقه، ولا يحق له حمله.
لا أشعر بالفخر، ولا أشعر بالندم، وليس لدي "أي شيء" شخصي ضده، ولست ممن يشمتون أو يشتمون، فالشعب، كله دون استثناء هتف لرحيله، بعد أن نصحناه عدة مرات بالرحيل الآمن، وحفظ ماء الوجه، الشعب كلّه قال كلمة تاريخية بحقه، بعد أن قدمنا له مئات النصائح، ورجوناه في النهاية، أن يعتذر عن التكليف الثاني أو يستقيل أو يرحل فقط، منذ 14 نوفمبر 2010 حين استقالت حكومته الأولى، وحتى 15 كانون الثاني 2011 حين إختار أن يكون موعد صرف زيادة الرواتب يوم ميلاد الملك وقلنا له: من تخدعون يا حكومة؟ إرحل قبل الثلاثين من ذاك الشهر، لأنني على ثقة مطلقة أنه سيتم إقالتكم.
تجربة فاشلة، استنزفتنا بشكل مخيف، عام ونيف، ليس لدينا عمل سوى محاولة إقناع "الرفاعي" بإلاصلاح الحقيقي أو التنحي، عام كامل ونيف والشعب كله ليس لديه "سالفة" أو عمل غير "الرفاعي"، فلا هو حقق شيئاً واحداً يذكر، ليشفع له، ولا هو رحل وتركنا لهمومنا ومصائبنا وآمالنا واحلامنا، عام ونيف يابو زيد، وكأنك ما غزيت.
من سيدفع هذه الفاتورة؟ من سيدفع فاتورة الرواتب والتقاعد والمكافآت والإمتيازات التي حصل عليها "الرفاعي" وفريقه الوزراي ومجموعاتهم ومن قاموا بتعيينهم؟ هل علينا أن نعمل ليل نهار لندفع لهم من خلال فروقات الأسعار التي رفعوها، أم من الضرائب التي فرضوها، أم نستدين لندفع لهم؟ أريد إجابة؟ من سيدفع لي بدل إحتراقي وتعبي ليحصل "الرفاعي" على راتب تقاعدي يكفي، على الأقل، 20 اسرة أردنية لمدة شهر كامل؟
هل هناك شخص واحد يخاف من الله عزوجل ويقول لي أنه سيدفع هذه الفاتورة؟؟ وأنه سيدفع مخصصات موازنة مجلس الأمة التي تزيد عن مبلغ 11 مليون دينار سنويا، هل علينا أن نتقبل رغما عنا مجاملة الأمريكان، حتى يقدموا لنا معونات "لا تُدفع"، مقابل "أشياء كثيرة" ليعود الفاسدون لسرقتها أو ندفعها رواتب وتقاعد لأشخاص لا يفعلون شيئا، غير التجريب في الشعب؟
نريد أن نطالب جميع "الجهات المعنية" في الأردن، التحقيق في ذلك، وأن يحرمونهم من أية رواتب أو إمتيازات حصلوا عليها أو سيحصلوا عليها، ولا نطالب بمحاكمتهم، فهم لم يفعلوا شيئاً يحاكمون عليه، أي شيء سوى التجريب في الشعب، وإضاعة الوقت، وكانت تلك، المصيبة الأعظم.
ومنذ هذه اللحظة، إذا كانت حكومة البخيت، مجرد محاولة فاشلة أخرى، فلا نريدها، نريد أن نسمع وعداً قاطعاً من الدكتور البخيت أنه لن يكون تجربة فاشلة، فقد "طفح الكيل"، وما عدنا حقا نحتمل.