زاد الاردن الاخباري -
أنس القطاطشة - على ما يبدو وبحسب الاشارات وضمن شح المعلومات فأن لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين مع قيادات الحركة الاسلامية في الاردن الذي جرى في ذيل الاسبوع الماضي لم يكون تشاوري بقدر ما سيحمل من عروض ومطالب بين جذب وشد.
قيادات الاخوان التقت برئيس الوزراء الذي اصبح سابقاُ سمير الرفاعي وبعد تكليف معروف البخيت بتشكيل حكومة جديدة خرجت من لقاء الآخير لتقول ان الحركة الاسلامية لن تشارك وتحت اي ظرف من الظروف في حكومة البخيت ..،وهذا يعني انه تم بالفعل تقديم عرض المشاركة في الحكومة الجديدة..
بعد ذلك صرح من يدعي بأنه مقرب جدا من الرئيس المكلف ان البخيت لم يعرض على الاخوان دخول الحكومة ولكنه دعا قيادات الحركة الاسلامية الى دعم حكومته من اجل المضي بعملية الاصلاح السياسي التي شدد عليها كتاب التكليف السامي.
الحركة الاسلامية شعرت بمفعول قوتها المتراكمة عندما خرجت الى الشارع والتفت فعاليات شعبية وحزبية حول تنظيمها المؤسسي المنظم ،فتحلت بالثقة بالنفس وعلت مطالبها وتوسعت خيارتها فما كان من الحكومة السابقة الا ان رضخت وتحت وطأة حراك الشارع الى الجلوس امام طاولة زجاجية في معقلها الاعلامي (التلفزيون الاردني) وعلى الهواء مباشرة وحاور نائب رئيس الحكومة الذاهبة صاحبت الثقة الـ111 امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي وطالب الآخير الحكومة عدم الاختباء خلف الملك!
ولأن صانع القرار السياسي في الاردن تنبه لما يحدث وقرأ المشهد من زاويته الحقيقية اتخذ القرار بأقالة سمير الرفاعي وحكومته بعد حصولها على ثقة الـ111 وتكليف رئيس جديد كان قد سكن الرئاسة في الماضي القريب وقبل ذلك هو ابن المؤسسة العسكرية ليتولى زمام الامور في الدوار الرابع..
هذا القرار زاد على ما يبدو من حفيظة الحركة الاسلامية في الاردن لأنهم يمتلكون تاريخ ليس بالجميل للعلاقة مع الرئيس المكلف معروف البخيت تجسد هذا الاستنتاج من حديث رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل زكي بني ارشيد حين قال : هذا الرجل - يقصد البخيت - افتعل ازمات ضدنا ومارس الاقصاء واغلق باب الحوار.
اذا الرئيس المكلف معروف البخيت جاء وبوصف المراقبين في مرحلة اطارها العريض الاصلاح السياسي وابتكار قانون انتخاب عصري يضمن تأطير عملية الاصلاح ..الاصلاح السياسي والذي تُعتبر الحركة الاسلامية طرفاُ بارزا فيه ..،والبخيت يواجه معوقات تاريخية مع الحركة الاسلامية!
كيف سينجح البخيت امام قوى الشد العكسي التي تطالب بالاصلاح السياسي الحقيقي وسط حالة من التذمر والسخط عند استذكار الكلمات التالية : الكازينو ، انتخابات 2007، تلوث المياه ..؟!
يعرف عن الرجل - البخيت- السرعة الحلزونية في علمية اتخاذ القرار السياسي والضعف في الشأن الاقتصادي بسبب قلة الخبره في هذا المجال بالاضافة الى عشقه الدائم لتقمس دور الضحية ..فكيف سيستقيم الامر وسط هذه المعطيات؟!