كتب : رزق الشبول
ما تعانيه بعض انظمة الدول العربية من انتهاك صارخ لحرية الراي والتعبير وحرية
العيش الكريم ستكون النتيجة حتما اشبه بما يجري في تونس ومصر.
المتتبع للحالة السائدة في مصر الشقيقة يجد ان سوء الادارة المتراكم والفساد
المترهل في مؤسسات الحكم كان سببا للهوجان الشعبي من اجل الاطاحة بالنظام بعد حوالي
ثلاثة عقود من الحكم للرئيس مبارك، فالفلتان عمّ ارجاء مصر وعدم السيطرة واحتواء
الموقف ساهم في ازدياد الحركة الشعبية وربما المدعومة من اطراف لها اجندات ومصالح
اخرى من اجل الاطاحة بالرئيس مبارك او على الاقل قبول الشعب بالتنحي عن
الحكم،وافساح المجال لغيره، لكن غضب الجماهير تزداد يوما بعد يوم ولا ندري الى اي
مدى ستوصلهم تلك الاحتجاجات.
ربما الاستفادة من "الفقرة التونسية" في برنامج الاحتجاجات للشعوب العربية التي
استطاع الشعب اجبار الرئيس التونسي "زين العابدين" عن التنحي من سدة الحكم قبل
مفاقمة الامور وازدياد حالة الاحتقان الشعبي بدءا بالمضاهرات والمسيرات الشعبية
المتواصلة الهادفة نتيجة الضغط المتراكم على الشعب من قبل حكام تلك البلدين الى جعل
البلاد اكثر حرية وديمقراطية وهو الامر الذي يطالب به شعوب دول العالم الثالث على
وجه التحديد.
ما يريده شعبا "التونسة والمصرنة" جعل الشعب يتحمل عبئا اكثر من ذلك، فحرية الراْي
التعبير الغائبة والانتخاب المبني على النتيجة المحسومة لصالح الحزب الحاكم المصري
مثلا ،جعل الشعب يثور كبركان هائج، لم يخف من اية نتائج بعد ان مورس عليه كافة
اشكال الاضطهاد والضغط والقمع، فاْدى بالشعب المصري والتونسي الى ذلك وكثرة الضغط
دون التنفيس حسب القاعدة الفيزيائية يجعل الانفجار اكثر قوة وصوته اكثر دويا
،واضراره بالتأكيد اكثر خسارة في ظل الانظمة المستبدة والتي تجعل من قوتها تجبرا
على الشعوب واكل حقوقهم وجعلهم كالدواب يحرثون من اجل الكلأ، لاشعوب لها حرية
التعبير والمشاركة في صنع القرار.
فالشعب التونسي تظاهر وقاتل من اجل الاطاحة بالرئيس "زين الهاربين" والشعب المصري
ما زال يظاهر ويلاحق الظلم حتى رحيل الرئيس مبارك او تنحيه عن منصبه من اجل ازالة
الغضب وحالة الاحتقان المتجمد في نفوس المصريين، وفي كلا البلدين فان الظلم عرف منذ
سنوات وان نظرة ادارة الدولة الى الشعب هي نظرة استعلائية فوقية ،فكل ما تريده هو
ان يبقى الشعب متحملا كل ضغوطات الدولة ومبتعدا عن السياسة .
وفي الاردن العزيز ظهر البعض او حاول التظاهرا ان صح التعبير، للاحتجاج على جملة من
القضايا والمطالب كرفع الاسعار وسوء عمل الحكومة السابقة وفشلها في ادارة بعض
الملفات، فما كان من حضرة سيدي صاحب الجلالة الاّ الاستجابة لمطالب الشعب فهنا
يعرف بان حرية الشعب وكرامته هي خط احمر لا احد يستطيع تجاوزه واحترام حرية التعبير
في الاردن جعل منه اردن امن واستقرار.
رغم محاولة بعض وسائل الاعلام صاحبة الاجندات المشبوهة والتي عرف عدائها للاْردن
نظاما وحكما وشعبا، وتصويرها على انها بلد غير مستقر وبلد صراع وهم يعرفون من هي
الاردن ولو قراْو تاريخها لعرفوا من هي التي يتحدثون عنها ويكيلون الاتهامات لها.
ما يحصل في الاردن من احتجاجات واعتصامات ان دلت فانها تدل على اننا في دولة
ديمقراطية ،يتم التظاهر سلميا لايصال صوت الشعب الى دائرة صنع القرار في البلاد
بأنّ الشعب غير قادر وغير راغب على تحمل تلك الأعباء التي يطالب الشعب
بدفنها،وبالمناسبة فان سيد البلاد حينما يرى شعبه واع ومثقف ويريد ان يشارك في
اتخاذ القرار ويشارك في وضع القوانين والأنظمة ،فانه يفرح بان ابناء شعبه مدركون
لما يجري ويريدون التطور اكثر فاكثر من اجل النهوض بهذا الوطن الغالي.
واذا كان هدف بعض الدول القتال من أجل الاطاحة بأنظمتهم المستبدة والقاهرة ،فاننا
في الأردن نقاتل من أجل البقاء والصمود في وجه كل الحاقدين والحاسدين للأردن نظاما
وحكما وشعبا.
حمى الله الاردن والقيادة الهاشمية الحكيمة من كل مكروه.
rezegrak@yahoo.com