• ربيع في كندا وربيع في الأردن .
هاتفني ابني ربيع قبل يومين من كندا وكعادتة سألني عن أخبار الأهل وكيف أحوال الكرك ورجال الهيّة عساهم بخير هل ما تزال هضابهم شماً و ديرتهم عذية ؟ قلت له نم قرير العين يا ربيع و اطمئنك أن الأردن على أبواب فصل الربيع وتكسوه حلة الربيع رغم شح الأمطار هذا الموسم, نعم الاردن ربيع يا ربيع بقائده الملك الانسان و رجاله النشامى و شعبه الأبي الذي حمل و يحمل راية الولاء و الانتماء صابراً مرابطاً في سني القحط وأيام الرخاء .
يا بني :
لا أريد أن أكرّر عليك ما أوصيك به لحظة وداعك ولكن أكرّر عليك أن تبقى على العهد وتحفظ الاردن في دراستك وسلوكك و اخلاقك وكن سفير الشباب للراية الأردنية و ردّد أينما حللت و انشد : يا داراً بناها العز لاهانت ولا هنا - أهلها جبال فوق جبال فيها المجد يتغنى - وان تتبدّل الأيام حنا ما تبدّلنا .
وقل لمن حولك أن الأردن ربيع في فصل الخريف وسهول مؤته خضراء وجبال الكرك شماء و ينابيع عي وعين سارة لها خرير و أقلام مثقفي الأردن لها صرير ولسيوف بواسلها صليل و للحمام على زيتون عجلون والطفيلة هديل و قبل ان أودعك جدتك بتسلّم عليك و تقول لك ( احنا يا جده) بخير ومبسوطين ، ان شاء الله ما (عندكو) مظاهرات . وداعاً و حمى الله الأردن من المندسين والسحاجين والفزاعين.
وعلى ذكر الفزاعين دعونا نتابع التعليلة مع أبو فزاع :
• أبو فزاع رجل ميسور الحال ويتصنّع الجاه ولا يقبل إلآّ أن يكون هو سيد الجاهات والعطوات وله فنجانها وهو المتحدث الذي يتزعّم الجلسات في صواوين الانتخابات و لا حكيم ولا حصيف الآّه و يقبل أبو فزاع الملّون أن يخلع عباءة الحكمة و الحصافة و يلبس ثوباً رثاً و يقف متلهفاً مستضعفاً أمام دارة الحاكم الاداري طالباً اضافة اسمه إلى كشف الفقراء و مستحقي المواد التموينية و يقبل كذلك لا بل يحاول أن يضيف اسم أم فزاع إلى كشف الأرامل , طوبى لكم أيها الفقراء و هنيئاً لكم عفتكم و عزة نفوسكم و حماكم الله ممن يسابقونكم على قوتكم لأيام معدودة ولا ينافسونكم على العفة و عزة النفس .