أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. الحرارة أعلى من معدلاتها كيف أجاب خطاب العرش عن أسئلة الأردنيين؟… الخطة الأوضح: نشتبك من دون «المغامرة بمستقبلنا» كاتب في "واشنطن بوست": مذكرات الاعتقال لحظة إذلال لـ"إسرائيل" على الساحة العالمية هدف النعيمات بمرمى الكويت ينافس على جائزة آسيوية دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال فلسطين / فيديو 840 قرار تسفير مكتبي بحق عمال وافدين خلال 10 أشهر صواريخ «لا تقهر» .. أوكرانيا تستنجد بالغرب لمواجهة التحدي الروسي تراجع مستوردات الأردن من النفط العراقي بنسبة 12% حتى نهاية أيلول استشهاد مدير مستشفى و 6 موظفين في غارة اسرائيلية على البقاع نيويورك تايمز تكشف ملامح اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان انتحار أمام الضباط وهروب من مدرعة أثناء القتال .. جحيم نفسي لجيش الاحتلال بغزة‏ المنتخب الوطني لكرة السلة يفوز على نظيره العراقي تجهيز منصة لاستقبال آراء الأردنيين بأداء مجلس النواب إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم عجلون .. مطالب بتوسعة طريق وادي الطواحين يديعوت أحرونوت: وقف لإطلاق النار في لبنان خلال أيام
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام همسة .. إلى أبي راتب

همسة .. إلى أبي راتب

27-01-2010 01:36 PM

     قبل ثمانية و عشرين عاما و في ليلة باردة من شتاء عام 1982 كنت منكبا على كتبي ، و روحي و جوانحي مأخوذة بذلك الصوت الملائكي الجميل ينشد "السجن جنات و نار .. و أنا المغامر و الغمار ... ليل السجون يلفني .. و تضمني الهمم الكبار" ، و يسحرني البيان الشجي ببلاغته و صدق عاطفته بأبياته "أماه ديني قد دعاني للجهاد و للفدى .. أماه إني زاحف للخلد لن أترددا" و لم أتردد حينها كما لم يتردد عشرات الألوف من الشباب في الانضمام إلى جموع الصحوة الإسلامية في كل مكان ، و علي أن أعترف لنفسي و لغيري أن أناشيد الشاب السوري المهاجر"أبي راتب" و الذي لم يتجاوز يومها الثامنة عشرة من عمره كان لها أكبر الأثر في التزامي و تديني و انتهاجي للإسلام حركة و جماعة و دعوة و منهج حياة.
     و تقدمنا في الحياة و تقدم بنا العمر و صدى أناشيد أبي راتب يصدح في قلوبنا و أرواحنا "تقدم تقدم فدربك مجد .. و موتك نصر و صوتك رعد .. تبسم بوجه الردى يا فتى .. فإنك ماض لجنات خلد" ، إلى أن حان يوما موعد للقاء مع أبي راتب الطالب الجامعي الذي يدرس في العراق و القادم إلى الأردن في إجازة ليخرج "مهرجان الأنشودة الإسلامية الأول" في الجامعة الأردنية و باستضافة من النادي الأدبي و ليشاركنا فيه "أبو أحمد" و "الترمذي" و ثلة من المنشدين الأخيار، و ربما كان دوري فيه إذ ذاك يقتصر على أحد أفراد المجاميع بلباسهم الأبيض و في لوحة "دار الأرقم" ، و كان أبو راتب قد منعني من الترديد بالصوت مع المجموعة لأن صوتي "الأجش" قد غطى عليهم جميعا و أفسد سلمهم الموسيقي و لوحتهم الإنشادية فاكتفيت بتحريك الأيدي و الشفاه ، و لذا فقد كان أبو راتب يمتدحني دائما بقوله "إن لك أذنا موسيقية .. فقط" و كنت أشاكسه بتقليدي لنشيده بأسلوبه الناعم المتمدن و مخارج حروفه اللينة الشامية البالغة الرقة.
      و في "مهرجان الأنشودة الإسلامية الثاني" ارتقى دوري ليسطر لوحة تمثيلية أندلسية كانت مقدمة للموشحات الأندلسية التي اكتست بحلة الكلمات الروحانية و المعاني الربانية و المدائح النبوية ، و تهادى صوت أبي راتب منشدا "يا نجوم الليل غيبي و اتركي الكون ظلام .. و دعينا في محاريب المناجاة قيام" و لتذرف دموعنا شوقا للحبيب في مغناته "عطفا أيا جيرة الحرم .. هواكمو زاد في هيمي .. واصلوني أو عدوني .. قبل تفنى مهجتي و دمي".
     و تطور أداء أبي راتب في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي إلى المشاركة في اللوحات الغنائية المسرحية ، حيث أبدع في مسرحية "قرية كان اسمها زيتونة" في أنشودته "و يأتي نهار و يمضي نهار و ترقص في دمعتي الخطوب" ، و مسرحية "مدينة لا تعرف الحدود" في أنشودته التي تحمل نفس العنوان، و يلمع نجم أبي راتب في سماء الأردن و فضاء العالم العربي و الإسلامي و العالم كله بعد ذلك.
     لقد غنى أبو راتب لأفغانستان فكانت رائعته "يا قمم جبال سليمان .. النصر لشعب الأفغان" ، و غنى و تغنى بفلسطين و بجندها المجاهدين و هتف "ألف تحية لفلسطين و لجند حماس" ، و غنى فكان وفيا للأردن و أنشد "عشت يا أردن فينا .. عشت نجما في السماء" و تغنى بعمان التي أحبها كما أحب دمشق فقال "عمان يا عمان يا زينة البلدان .. حبك في فؤادي على مدى الأزمان".
     و الآن يا أبا راتب أيها الصديق و الأخ و الحبيب ، و بعد أن داهمتك الخطوب في بلاد الغربة، و قدر الله لك أن يبتليك ، تذكر كل اللحظات الجميلة التي قضيتها مع أحبابك في عمان ، تذكر نشيدك لنا في منتزهات عمان ، تذكر مواويلك للقمر معنا على شواطئ العقبة ، تذكر حداءك للحجاج ليلة التقيناك في حالة عمار ، و ساعة عنفك الدكتور فضل عباس على خطأ وقع منك في وزن بيت من الشعر , و أنشد "يا سامعين الصوت"  و اصدح "برغم القهر" و اصرخ في وجه السجان "إنهم قادمون".
     أما سجانوك الأمريكان الأغبياء فليعلموا أن أحبابك و إخوانك و عشاقك –عشاق الحق- سيزيدون بفعلتهم هذه من عشرات الألوف إلى عشرات الملايين ، لأن كلماتنا كعرائس الشمع تبقى ميتة جامدة لا حراك فيها ، فإذا ما ضحينا من أجلها دبت فيها الحياة ، و علمتنا من جديد نشيد أبي راتب : اكتب حياتك بالدم .. و اصمت و لا تتكلم .. فالصمت أبلغ في جراح الحادثات من الفم .. و الصمت أقوى من رنين القيد فوق المعصم .

                                                                             المهندس هشام خريسات
hishamkhraisat@gmail.com   





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع