نستبشر خيرا عند الحديث عن تشكيل وزاري جديد ، ونستشعر الرضى عندما نقرأ كتاب التكليف السامي للرئيس المكلف ، وهي صرخة هاشمية متكرره لكل حكومة جديده بما تحمل من توجهات وتوجيهات جلها يصب لصالح الوطن والمواطن ، في حين انها استراتيجيات كان على الحكومة والحكومات المتعاقبة ان تدركها جيدا ، واعتبارها اسس لمسيرة عملها ، لكن للاسف ما ان يمضي شهر وقد تناست الحكومة او تجاهلت كل ما ورد في كتاب التكليف السامي ، وكأنها في واد والوطن ورأس النظام في واد ، ويبقى الخلل متوارث ومرحل ، وهو عدم ادراك المسؤول التوجيهات الملحة من قبل قائد الوطن بضرورة الاصلاح ، وضرورة ان تكون الحكومة للشعب في كل الحالات والاحوال ، وأشير هنا الى مسألة غاية في الأهمية تتمحور حول سؤال ملح على ألسنة السواد الأعظم من المجتمع الاردني الواحد ، وهو ( هل الشعب افراد الشعب الاردني كله موظف دولة ) واعني بالسؤال – واذا ما اردنا ان نستوضح السؤال ، نجد ان ثلثي الشعب عاطل عن العمل ، ويعيلون اسر كبيرة ، فالمعالجة الحكومية لدرء اخطار رفع الاسعار المستعره تكون دائما لموظفي الدوله بزيادة الرواتب ، وهنا تبرز تلقائيا الطبقية ، فهل هذه هي الحكمة ، وما مصير ثلثي الشعب ، لا سيما وان عدم دخولهم ميادين الخدمة في وطنهم ليس ذنبهم بل ذنب الحكومة التي يجب ان تؤمن لهم فرص العمل ،، واشير هنا ايضا الى مسألة التأمين الصحي الشامل المستثنى منه ايضا ثلثي الشعب ، فأين يذهبون بمرضاهم في ضل ارتفاع اسعار المعالجات والادوية ، وما هو السبيل امام رب اسره يشاهد ابنه او بنته او زوجته تتلوى من الالام ، ومنهم من يصارع الموت وليس بمقدره عمل شيء ، الا التضرع الى الله ان يلهم الحكومه سبل الرشاد وترأف بحاله ،، القضية ليست معقدة ولا تحتاج الى دراسات يصرف عليها الملايين وتأخذ سنوات من الجهد المضنى وفي النهاية تصل الى طريق مسدود ،، القضية بحاجة الى مبادرة ، والى حكمة ، والى موضوعية في التعامل مع القضايا الوطنية ، التي لها مساس مباشر في حياة العامة ، رئيس الوزراء والوزير والمدير العام لا ينظر الى هذه المسألة بالجدية لأنه مؤمن بكل شيء والامان بالله ، الوطن والشعب بحاجة الى مسؤول يكون مسؤول عن حياة الجميع ، وان يحقق ادنى مطالب الناس ، لسنا بحاجة الى تراكمات من الحلول غير المعقوله ولسنا بحاجة الى مزيد من الدراسات التي شلت الموازنة ، ولسنا بحاجة الي تنظير واللى معالجات تخديرية ، نحن بحاجة الى عمل واقعي يستشعره الناس ، ويعيشوه ويتلمسوه واقعا وليس تنظيرا وحبرا على ورق ،، المجتمع والوطن بحاجة الى حكومة وطنية تضم النخبة من الابناء الذين يتعايشون مع الواقع وليس من تلك الفئة التى ليس لها علاقة بالمجتمع ولا حتى بالوطن ، والتجارب كثيرة ومريرة ،،،،