وأعني هنا أن الوزراء عادة وفي غالبيتهم يكونون من اطياف ثابته أولها من لهم ارتباط أو رضى أو تنسيب من الاجهزه الأمنيه والثانيه وزراء ونواب واعيان سابقين والثالثه من معارف الرئيس أو توصيه من الأشخاص المهمين من رجال اعمال وغيرهم والفئه الرابعه من يخدمهم الحظ والظروف كأن يكون لترضية حزب او نقابه او بلد ما اوعائلة او عشيرة ما وهذه الفئه عددها قليل وبعد ذلك يتم دراسة السيره الذاتيه للمختارين لدراسة التوزيع الجغرافي والعشائري والمنابت والاصول والاقليات والطائفيه والجنس والتاريخ السياسي والامني لكل مرشح بحيث في النهايه تتوافق التشكيله مع الابعاد الجغرافيه والعشائريه وتأخذ جميع الاطياف السالفة الذكر كل حقها .
والذي يستبعد في الغالب من تلك المعايير الكفاءه والخبره العلميه والعمليه والانتماء فنجد ان بعض الوزراء تاريخهم السياسي معارضا للنظام او للثوابت الوطنيه الاردنيه وذلك لترضيتهم أو هكذا كان يبدوا لنا بينما يكون لهم ارتباطا اخر وقد يكون خلال دراستهم او بداية عملهم يجاهرون بهذا العداء او هو نوع من التمثيل .
وكان الشعب يهلل ويبارك وينفق الكثير للمباركات والمجاملات في الصحف وحفلات الغداء والعشاء .
وهكذا إذا اردت ان تخرًب بلدا ضع الشخص في المكان غير المناسب من اصحاب القرار وبتراكم القرارات الخاطئه وخاصة القرارات الأداريه والفنيه والسياديه والخدميه وهكذا فقد سلكنا الاتجاه المعاكس للتنميه المستدامه في كثير من الاحيان وتراكمت الازمات والتحديات في وجه وعلى كتف المواطن الغلبان واستشرى الفساد وعم الظلم وعدم المساواة بين الناس .وما زاد الطين بلَة ان تشكيل الحكومتين السابقتين إتجه فيهاالرئيس إلى إدخال الكثير من الاشخاص من رجال الاعمال ذو صلة صداقه او عمل معه قبل تكليفه بشكل ملحوظ كما ان الظروف الاقتصاديه والمعاشيه الصعبه التي واجهها المواطنين وزيادة العنف المجتمعي إضافة للظروف الاقليميه ومساهمة الفضائيات في نقل الخبر بسرعه فقد تحرر المواطن العربي من الخوف من السلطه واصبح جريئا في التعبير عن المطالبه بحقوقه ورغبته بالتغيير نحو الافضل .
وحيث ان الظروف المحليه والاقليميه والدوليه هي ظروف اسثنائيه فهل ننتظر أن يكون التشكيل إستثنائيا وليس حسب الكوتات والطريقه التي كانت سائده في التشكيل أي إستبعاد معايير التشكيل السابقه والشلليه والمصلحيه والضغوط من الاخرين فالاردنيون من حبهم لمليكهم وبلدهم ليسوا اقل حبا من منتسبي الاجهزه الامنيه أو المحسوبين عليها تلك الاجهزه التي نحب ونقدر سهرها على امن الوطن كما ان العمر يجب ان لا يكون حاجزا أمام الاستفاده من خبرات اهل الخبره والاداره والعلم وإن كانوا تجاوزوا سن الشباب وبالطبع هذا ينطبق على كل الاردنيين في جميع القطاعات الامنيه والاداريه والفنيه والماليه والقطاع الخاص بحيث تنطبق عليه شروط الكفاءه والخبره والانتماء للاردن والولاء للقيادة الهاشميه الملهمه دون تمييز بين رجل وامرأة .
)يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين) صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 7/2/2011