أجمل ما في الاردن انه بلد الانتظار دائما ، وهذا الانتظار يسير عليه كل الشعب من كبيرهم لصغيرهم ، فمثلا تجد الطالب ينتظر نهاية دوام المدرسة والموظف ينتظر نهاية دوامه ، والزوجة تنتظر عودة الزوج والاطفال للبيت ، والمدير ينتظر أن يترقى وتصرف له سيارة كي تكتمل صفاته الجينية كموظف حكومي له احترام حتى ولو في الشارع ، وعامل الوطن ينتظر مرور سيارة النفايات كي يلقي عن كاهلة ما جمعه من اكوام القمامة ببطنها ويغادر ، وكل هذه الحالات من الانتظار هي طبيعية المطلب والحاجة ، ولايعترض عليها اثنان يجمعهما هم واحد متشابه ، ولكن اصعب انواع الانتظار هي التي تأتي بعد كل تغير أو تعديل أو ترحيل حكومي فهنا الكل كشعب واحد ينتظر وبفارغ الصبر كي يعرف من هم هؤلاء القادمون الجدد وماهي صفاتهم التي امتازورا بها عن الاخرين كي يصبحوا من علية القوم ويلقبون بلقب المعالي ، وكيف هي شخصياتهم وهل فعلا هم خيرة البلد أو تصفاية التصفاية من الخيرين ، وأن البلد بهم ستكون بلون وشكل وطعم مختلف ، وكم يملكون من المعارف الشعبية التي سيلحقهم دخان ما صاباهم من خير كي يعم عليهم ويتعطروا به ويصبحون من اصدقاء المعالي سواء المقربين أو الذين كانوا اصدقاء في مراحل من عمرهم وبالتالي سينالون من الطيب جانب حتى لو كان هذا الطيب على الرائحة فقط ، ولعل الشيء المحير والصعب بالنسبة لرئيس الوزراء الاردني المكلف بإختيار هولاء القادمون الجدد هو ما هية الميزات أو الصفات التي يمتاز بها هؤلاء الرجال عن غيرهم من ابناء الوطن كي يقول دولته لنفسه وللشعب أن هؤلاء هم رجال المرحلة القادمة ، وكم من الاوراق سوف تتلف وتمزق ويكتب عليها اسماء وتبدل في كل ساعة ، ومن الذين يستطيعون أن يحتفظوا ولو بقصاصة من هذه الاوراق كي ينشروها في المستقبل ليظهروا للأخرين انهم كانوا قريبين من اتخاذ القرار ، وسؤالنا بعد هذا التفصيل هو الدور المنوط بنا كمواطنين نحو هؤلاء القادمون الجدد في حياتنا السياسية ؟ ، علينا ان نراقبهم وكبداية لهذه المراقبة يفضل ان نقوم بجمع كل المعلومات المتعلقة بهم من مثل أسماء امهاتهم وهذا اهم من اسماء الاباء لأن اسماء الاباء ليس من السهولة إخفائها ونحن نعيش في مجتمع ذكوري تسيطر عليه العشيرة وما حولها ، أما أسم الام فهو دلالة على على القدرة والمهارتة في تغيير الاشياء وتسميتها بأسماء غير اسمها ، فمثلا قد نجد أن فلان وزير جديد والى هنا شيء عادي ولكن الغير عادي هو أن نجد أن امه هي أخت دولة رئيس سابق وقد تكون هذه الام هي الثانية في الترتيب الاسري وعندها نتهوه من جديد ، وهناك مثل يقول ( رائحة الأم بتلم ورائحة الاب بتخم ) ، والجانب الاخر من المراقبة هو ما يتعلق بأصدقاء المعالي الجديد وخصوصا اصدقاء الدراسة الجامعية وما زاد عليها من صداقات ،وصديقات الزوجة للمعالي وازواحهن ، كل هذه الكلام يرجعنا الى المربع الاول في الحياة السياسية الاردنية وهو أن الاختيار للدولة القادم يكون فرديا وبالتالي يكون اختيار الدولة للمعالي يسير على نفس النسق ، بل يكون أكثر تشويها من الاول لأن اختيار رجل واحد اسهل من اختيار عشرون رجل من ذاكرة رجل واحد ، ولااعتقد ان هناك في الاردن من سيقدم الاخرين على نفسه عندما تطلب منه النصيحة إلا اذا كان قد مر في حياته بلقب معالي أو دولة وأكل عليه الزمن وشرب ، وهنا كذلك ستجده لن يخرج من دائرة الام في الاختيار لإبعاد الشبهات والأم هنا قد تكون الزوجة أو الجدة أو العمة أو الخالة وهلم جرى من تفريعات النساء في سلالات الشعوب وخصوصا الشعب الاردني ، وهكذا تستمر الحياة في الاردن ويبقى المطلوب من الشعب أن يراقب ، ومن راقب الحكومة مات هما ً ؟؟