يقول معارضو زين العابدين بن علي عنه:أن أنانيته وازدواجيته وعشقه لذاته,أنسته ربه وشعبه والعالم من حوله.
وأنه يفاخر بنفسه وبحنكته وذكائه ودهائه,بعد أن تمكن من كسب ثقة بعض بطانة الرئيس الحبيب بورقيبة. فقربوه منه,فأحبه الحبيب بورقيبة ووثق به.وأعاده من بولندا التي كان فيها سفيراً لبلاده. وجعل منه أكثر المقربين إليه, حين عينه وزيراً للداخلية. ليكون المسؤول عن أمنه وامن بلاده.وبدهائه تمكن من التخلص منهم واحداً بعد الآخر كي ينفرد ببورقيبة.وبعد أن تحقق له ذلك. سارع بالانقلاب على ولي نعمته وعزله من الرئاسة رغم أنفه. بذريعة قطع الطريق أمام الإسلاميين في تولي السلطة أو المشاركة فيها.وحجره في منزله بانتظار عزرائيل كي يقبض روحه ويرتاح منه.وبعد أن استلم منه كل صلاحياته ومهامه.راح يضيف لنفسه صلاحيات ومهمات جديدة كي يكون الدستور التونسي وكافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية رهن إشارته. ولم ينسى أن ينصب ذاته وصياً شرعياً على كافة ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحزبية,كي تأتمر بأوامره وتنفذ توجيهاته وإرشاداته.وراح يعيث فساداً وخراباً في تونس ومحيطها العربي.فعادت تصرفاته هذه وبالاً عليه. فانتفض عليه شعبه معلناً ثورة الياسمين عليه وعلى نظامه والتي انتهت بسقوطه.
يتهمه معارضيه بأنه أشاد نظام قمعي وبوليسي ليكون النموذج التي كانت فرنسا تحلم بقيامه في تونس وغير تونس,بعد إجبارها على الجلاء عن دول المغرب العربي.وأن كل ما قدمه لتونس خلال فترة حكمه إنما هو:
• منع ارتداء الحجاب.وعدم تعيين المحجبات في الدوائر الحكومية.
• منع مكبرات الصوت في المساجد. ومنع الأذان بمكبرات الصوت من على المآذن.
• منع الصلاة في المسجد إلا لمن يحمل البطاقة الممغنطة لاستخدامها في الجهاز علي أبواب المساجد.
• منع تعدد الزوجات. وحظر الزواج من أكثر من واحدة حتى لو لم تستطيع الإنجاب.
• الضغط على دول العالم كي لا تستقبل أي معارض تونسي لسياساته أو لنظامه.
• أغلق مدارس تحفيظ القران في تونس. وألغى تدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس التونسية.
• أمر بحبس أي إنسان يقوم بتطويل لحيته على أساس ديني.
• استغل السلطة لتأمين مستقبل أزواج بناته وأخوته وأصهاره وأقارب زوجته.
• جعل من تونس مثالاً يحتذى به في مواجهة قوى المقاومة الوطنية والحركات الإسلامية.
• كان تلميذاً نجيباً في الاستجابة لشروط صناديق القروض والتمويلات الغربية والأميركية.
• وطد علاقاته مع الحكومات الفرنسية والإدارات الأميركية. وأرسى تعاون وتنسيق كامل بين أجهزته الأمنية والاستخباراتية وبين أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية والفرنسية.وعاهدهم على أن يكون في خدمة مصالحهم ومصالح حلفائهم داخل تونس. وفي كل مكان من العالم.حتى أن وزيرة الخارجية الفرنسية طالبت بدعم أوروبي لنظام بن علي ووضع خبرة فرنسا في المجال الأمني بخدمته.
• وضع معادلة بسيطة تضع المقاربة الأمنية قبل المقاربة الديمقراطية.على اعتبار أن الديمقراطية يمكن لها أن تنتظر إلى ما بعد تحقيق التنمية الاقتصادية.وبهذه المعادلة حاز على رضا دول غربية باتت تعتبره نموذج فريد من حيث قدرته على الجمع بين التنمية والاستقرار وحماية المصالح الغربية والأميركية. بل أن هناك من يتهم بعض رموز نظامه لهم صلات وثيقة مع أجهزة أمن فرنسية أو أمريكية وإسرائيلية.
• حول بنظامه البوليسي تونس إلى أكبر سجن للإسلاميين في الوطن العربي وشمال أفريقيا.
• قضى على حرية الرأي والتعبير,ودجن الصحافة, وقضى على النقابات.وأفقد الأحزاب السياسية التي تعاملت معه كل صدقية داخل الشارع التونسي. حتى أن حزبه بات حالياً مهدد بالتشظي إلى ثلاثة أقسام. قسم مازال مؤيد له, وقد يلجأ إلى السرية للحفاظ على بطانته. والقسم الثاني قد يتجه صوب الحركات الإسلامية. والقسم الثالث سيلتحق حتماً بقوى القومية العربية.
• ساهم في بروز طبقة برجوازية انتهازية. قوامها أفراد أسرته وأسرة زوجته(أسرة بن علي مؤلفة من ستة أشقاء وشقيقات وأزواج بناته الثلاث من زواجه الأول .وعائلة زوجته ليلى الطرابلسي مؤلفة من عشرة أشقاء وشقيقات وعدد كبير جداً من الأولاد).وأصبحت هذه الطبقة تتحكم بمقدرات الشعب التونسي في ميادين الاقتصاد والإعلام والخدمات والسياحة والصناعة والزراعة وعالم المال والأعمال والفن والرياضة. بحيث أطبقت بأيديها خلال السنتين الماضيتين على ما يعادل 40% من اقتصاد الدولة التونسية. وقد بدأت تتكشف الكثير من الأمور على فسادها.وخاصة بعد أن تبين:
1. سيطرة بلحسن طرابلسي على شركة قرطاج الجوية وشركة طيران, وشركة هواتف غلوبال نت ورركينغ,ووكالة شاحنات فورد وجاغوار وهونداي,إضافة إلى فنادق وقرى سياحية. والقناة التلفزيونية قرطاج تي في وإذاعة موزاييك .وشراء أراضي شاسعة مقابل يورو واحد رغم أنها مصنفة من قبل الأونيسكو على أنها تراث عالمي,وبيعها بمبالغ خيالية.وبنا علاقة اقتصادية قوية مع إمارة دبي وبعض رجال المال والإعمال في دول النفط,حيث حصل على عمولة بلغت 50مليار دولار مقابل بيع 35%من شركة هات تونس إلى مجموعة إماراتية.
2. إجبار سليم شيبوب (وهو زوج ابنة بن علي)الحكومة التونسية على تغيير وتعديل القوانين التونسية.بما تسمح له بفتح فرعاً لسلسلة سوبر ماركت كارفور الفرنسية.إضافة إلى وضعه اليد على سوق الدواء وعلى أراضي زراعية شاسعة اشتراها بسعر زهيد جداً جداً. علما بأن سليم شيبوب هو رئيس نادي الترجي الرياضي التونسي,وهو نادي العاصمة الكبير.
3. تسخير أسرتي بن علي والطرابلسي أجهزة الأمن ومصلحة الضرائب, لإجبار ملاك شركات مربحة وناجحة, بالتخلي عن شركاتهم لصالح أفراد من الأسرتين لقاء مبالغ زهيدة.
4. تخصص صخر الماطري زوج سرين الابنة البكر لبن علي وليلى الطرابلسي في التمويل الإسلامي.وفرضه الخوات على عطاءات الدولة وغيرها من الميادين الاقتصادية.
5. أستغلال ليلى الطرابلسي حب زوجها لأبنها الصغير محمد بن علي البالغ من العمر 6 أعوام.وذلك من خلالها تهديدها له بإبعاده عنه لتحقيق مآربها الدنيئة.وخاصة عندما هربت به إلى دبي.ولم تعد إلى تونس إلا بعد أن خصخص تجارة الشاي والبن لمصلحة أحد أشقائها.
6. حقق بن علي ثروة لنفسه تقدر بستة مليارات ,بينما حققت ليلى الطرابلسي لها ولعائلتها ثروة تقدر ب14 مليار دولار.
• أسهم بفعالية في تهميش الشعب التونسي وتفاقم الفقر,وتنامي البطالة إلى 25% في المجتمع التونسي.
• في ظل حكمه تمكنت إسرائيل من اختراق أمن بلاده وذلك باغتيالها لقادة فلسطينيين في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح إثناء إقامتهم في تونس. وكذلك إرسال جنودها خلال عدوان إسرائيل على لبنان عام 2006م لقضاء فترة استراحة ونقاهة إلى تونس, قبل أن يعودوا للقتال في جنوب لبنان. وكان حرسهم الأساسي من أمن القوات اللبنانية لأنهم كانوا لا يثقون بالأمن التونسي.
• حظي نظامه بدعم وتأييد من ساركوزي الذي كان يعتبره نموذج فرنسي.وكان ساركوزي يرفض المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في تونس,ويشيد بجهود بن علي في محاربة الإرهاب. باعتبارها درعاً في مواجهة قيام أنظمة على غرار نظام طالبان في أفغانستان. ولقبوا نظامه يلقب بتنين المغرب المقبل.
• وضع مع رئيس أمنه الخاص الفريق علي السرياطي خطة تقوم على أساس أنه في حال اضطراره على الرحيل يقوم السرياطي بإنزال عناصره للقيام بأعمال التخريب والإجرام كي يسيء لكل من يتظاهر ضده.وكي يوفر الغطاء للدفع بحرسه الخاص والجيش التونسي إلى الشارع بذريعة الحفاظ على الأمن. للقيام بانقلاب عسكري لصالح زوجته ليلى لتحل محله وتكون الرئيس لتونس من بعده.
• غيب نظامه وتونس عن القيام بأي دور, أو أسهام في التصدي للمخططات الاستعمارية التي تحاك ضد الأمة العربية. ولذلك ألتزم الصمت على غزو العراق, وعلى مشروع الشرق الأوسط الجديد, وعلى عدوان إسرائيل على لبنان وقطاع غزة, وحتى على حصارها لقطاع غزة.وألتزم الصمت عن تواطؤ قوى 14 آذار مع الإدارة الأميركية للنيل من قوى المقاومة الوطنية وسوريا وحزب الله.
• فشل زين العابدين بن علي في تجسيد مقولته التي كان يرددها دوماً:إن قوة مجتمع وعدم قابليته للخدش تكمنان أساساً في متانة الطبقة الوسطى وأتساعها.ولذلك أستورد نموذج الغرب الاستهلاكي كي يجذب الطبقة الوسطى إلى جانبه,أو يحيدها على الأقل.ولخص ذلك أستاذ جامعي بقوله:تستطيعون أن تأكلوا,وتشربوا,وتستهلكوا,وتمارسوا الجنس بقدر ما ترغبون,لكن لا تشتغلوا بالسياسة.
• تراجعت قيم الديمقراطية في ظل حكمه,بينما أزدهر المجتمع الاستهلاكي.على مبدأ أسكت وأستهلك.
• بات ثلث شركات النسيج الصناعي وعشرات آلاف فرص العمل مهددة بالزوال لعدم قدرتها على تحمل منافسة الشركات الأوروبية الأكثر نجاحا والأفضل استعداداً في هذه المجالات.
ويقال بأن الرئيس محمد حسني مبارك كان يخطط لاستقباله بمصر,كما استقبل شاه إيران من قبله.كي يقيم فيها طيلة حياته. إلا أن الاحتقان في الشارع المصري جعله يؤجل النظر بهذا الموضوع في الوقت الراهن. كما أن إذاعة شالوم التي يملكها رجل الأعمال الصهيوني المغربي روبير الصراف, والتي تبث من باريس أعربت عن حزنها لسقوطه,وشنت هجوما على زوجته ليلى على أنها كانت هي السبب.وأن اللوبي الصهيوني ضغط على ساركوزي كي يدعم بن علي.كما أن وسائط الإعلام الإسرائيلي أعربت عن حزنها لسقوط نظام حكمه. وكذلك اعترفت الإدارة الأميركية وبعض الحكومات الأوروبية بأنهم فقدوا صديق وحليف كانوا يثقون به.
الأحد:30 /1/2011م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
البريد الإلكتروني: burhanb45@yahoo.com
bkburhan@maktoob.com