سليم ابو محفوظ
السياسة تياسة والسياسة لا دين لها ولا ضمير، وهي فن التلاعب وعدم التقدير...والسايس يركب على المسوس كما هي الخيل ...وأمريكا السايسة لسياسات العالم... الكل خَدمْ لدى الأمريكان... وحينما ينفذ عطاء الخادم، ويقل جني الفائدة فالخلاص منه أفضل ...وهكذا الذي حصل مع العابدين زين بن علي إنتهى دوره ، وقررت أمريكا بإنهائه.. وبواسطة عدوه وهو الشعب التونسي ، الذي حكم وظلم فيه ظلم الزير في الزرازير.
وبعد بن علي زين الدين..وهو ضحية التياسة التي وقع في شَركِها حسني مبارك ...الذي وضع بيضاته كلها في سلة أمريكا ،ولم يبقي لسلة الشعب المصري ولا بيضة ... كلها أعطاها لأمريكا التي دفعت الثمن لمبارك ...ثمن صمت المدافع المصرية وثمن تخدير الجيش والشعب اللذان توحدا على الخلاص من مبارك الحزين ...والله إنك حزين يا ظالم شعبك ،بفرض الجوع والفقر عليه ومشتت شمله في دول الشتات يعمل في سقط الأعمال...والخير كله في مصر وهي بلد الخيرات الكثيرة والمياه الوفيرة... ورافع كعبك وناسي ربك الذي أكرمك بحكم شعب مصر ، صاحب الحضارة والعراقة صاحب النخوة والشهامة... وهو بين الشعوب كالشامة التي تزين الوجه ،وهذا تشبيه مصر العظيمة بشعبها العظيمة بثقافتها العظيمة بتربتها العظيمة بملوكها ودولها المتعاقبة منذ آلاف السنين التي مرت على بلاد الكنانة .
أمريكا إستغلت مبارك ثلاثون سنة ، ومعها إسرائيل الكيان الطامع في مصر .... وبعد أن جف العطاء المصري وقل إنتاجه في التأثير على شعوب المنطقة... وإستثناء الدور المصري، دائم الوجود الذي ليس له وجود فعليا ًبعد أن لم يبقى شيئ للعطاء.... يفيد إسرائيل وخاصة من بعض الدول العربية التي إنتهى دورها وهرمت في السياسسة كقادة مفروضين على الشعوب...نعم مفروضين وأتحدى إذا كان واحد من القادة العرب جاء للسلطة عن طريق إرادة الشعب أو بإنتخابات شعبية شارك فيها الشعب...كلهم حكموا عن طريق العسكر والدبابات والإنقلابات التي إصطنعتها الأجهزة الإستخبارية الأمريكية والموساد ...
من أجل أن يبقى الرئيس أو الحاكم يخدم الوجود الصهيوني الطارئ في المنطقة العربية...والمهيمن على تسيير السياسة فيها وتدير أمور التدوير والتحريك في التغير بطرق جديدة في آليات الحكم الذي تراه الجهات المحركة عالميا ً ،التي تدعمها الصهيونية العالمية ، بهيئاتها وأشكالها المختلفة التي تتباكى على الشعوب...بحجج فارغة المضمون ،تحت مسميات ...منها حقوق الإنسان والرفق بالحيوان والديموقرطية والحرية وعالم قرية واحدة وبيئة نظيفة .
أمريكا تلعب لعبتها الجديدة في المنطقة وتغير المتغيير وتحرك المتحرك بفرض قيادة عربية غير التقليدية... عن طريق الشعوب المظلومة والتي لا يفكر أكثر عديدها إلا بلقمة الخبز المدعوم حكوميا ً...حسب الإدعاء الرسمي ،بالرغم أنه هدية من الشعب الأمريكي لشعوبنا العربية التي لا تعرف أن تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تنسج ولا تستخدم ما تصنع.