التحرش الجنسي بالانثى سواء كانت طالبة او موظفة او عاملة ظاهرة عالمية موجودة وتختلف في نسبتها من دولة الى اخرى ومن منطقة الى منطقة تبعاً للعادات والتقاليد وطبيعة المجتمعات ومدى انفتاحها ,الا انه وللأسف الشديد فان الدراسات التي اعلنت ونشرت تقول ان الاردن من اعلى النسب التي تعاني المرأة فيه من التحرش
المقلق هنا وهو ما ساتحدث عنه في هذه الزاوية هو تحرش بعض اعضاء هيئات التدريس في جامعاتنا الحكومية والخاصة بطالباتهم .. , هنا لا اعمم بالتأكيد .. واقول البعض .. ولكن للاسف ,فالبعض اصبحوا كُثر , كنت اسمع بعض القصص التي تروى وكنت اتفاجأ ما بين مصدق ومكذب لبعض هذه القصص .. , من مدة تلقيت بعض الرسائل من طالبات لم يذكرن اسماأهن ولكنهن ذكرن اسماء الجامعات التي يدرسن فيها واشتكين من هذا الموضوع بالذات , بالامس القريب اتصلت بي احدى الطالبات والتي اعرفها واعرف اين تدرس .. هذه الطالبة اشتكت من المعاناة المريرة التي تعانيها في احدى جامعات الشمال , وكيف يقوم اثنان من اعضاء هيئة التدريس من حملة الدكتوراة بالضغط عليها ومحاولة اجبارها على الانحراف وتحت وسائل ضغط كبيرة اهمها العلامات والذي يستعمله البعض سلاحاً وسيفاً حاداً يسلطونه على رقاب بناتنا وفتياتنا, حتى وصلت الوقاحة باحد هؤلاء بالطلب منها الذهاب الى مكتبه لممارسة الفاحشة معها ..!!!!!! وقال لها وبعد ذلك انت سضعي علامتك بيدك وتحضرين وتغيبين كما تشائين !!!!!!
اعلم واعي ان بعض الطالبات هن من يبدأن التحرش سواء بشكل مباشر او غير مباشر وسواء كان من خلال التبرج المفرط او اللباس الفاضح والمثير .
بدوري سالت هذه الطالبة الجامعية الاردنية لماذا لم تقم بتقديم شكوى الى رئاسة الجامعة والعمادة فيها ا والى الأجهزة الامنية والقضاء ؟؟.. اجابتني ..بانها قامت قبل عدة اشهر بابلاغ عميد الكلية بتصرفات وسلوك هذا الدكتور , الا انه وبكل اسف فان العميد لم يقم باتخاذ اي اجراء وأجابها \" انت كاذبة ومدعية \" !!! مضيفاً القول لها \" انت تدعين ذلك لغايات العلامات \" !!!! .. تخيلوا .. عميد كلية تصله شكوى مباشرة من طالبة في موضوع كبير وحساس ودون ان يتأكد ودون ان يحقق , يعطي اجابة سريعة ويحكم وخلال دقيقة واحدة بان المشتكية كاذبة ومدعية !!!!!! ...اي مسؤول هذا ؟؟؟ اي شهادة عليا يحملها هذا المسؤول ؟؟؟ ( ملعون ابو الشهادات العليا اذا كان من يحملها مثل هذا المسؤول العميد ومثل هذا الدكنور الأكاديمي المتحرش وزميله الآخر وقد يكونوا اكثر ايضاً ....!!!! )
بالتأكيد فطبيعة مجتمعنا الاردني وعاداته وسلوكياته بشكل خاص والشرقي بشكل عام يخلق لدى الانثى موانع كثيرة ويدفعها لعدم تقديم شكوى رسمية وقضائية , حتى انه يمنعها من التحدث مع اسرتها ..والدها .. شقيقها ..الخ , فاول هذه الموانع ان الانثى تعلم وتعي ان تحدثت مع اي من اقربائها فانها اولا ستخلق مشكلة كبيرة وقد يقوم الوالد او الشقيق او العم او ابنه بالتهجم والاعتداء على المتحرش وقد يصل الموضوع الى القتل ويهذا فهي تسببت بقتل نفس اضافة الى دمار احد افراد العائلة وانتهاء مستقبلة فقد يكون السجن مدى الحياة او الاعدام ..!!!!
وثانيها لو توجهت الى القضاء فليس لديها اي دليل يثبت صحة اقوالها وادعائها .. حتى الشهود غير موجودين , حيث من يتحرش يتجنب ان يكون ذلك علانية وامام الآخرين , وبالتاكيد فان من يتحرش بهذه الطالبة يكون قد تحرش بغيرها واكثر من مرة .. ولكن كل واحدة لا تعلم ما يحدث مع الاخرى .... , والاهم من ذلك كله ان علامتها عند هذا الدكتور بالتأكيد ستصل الحضيض ومن الممكن جداً ان ترسب في المادة , فتصبح الطالبة في حيرة من امرها ... اتنجرف ..؟؟ اتنحرف ..؟؟ ام ترفض .. وقد تشتكي ...وقد تحمل المادة وتعيدها ..؟؟؟؟
المانع الثالث للانثى بعدم تقديم شكوى والاستماع لمعاناتها هو سمعتها والتي تمثل اغلى ما لدى الانثى في مجتمعاتنا , فهي حتى لو اثبتت بالدليل القاطع صحة ادعاءها فهي لن تسلم من ألسنة واعين الناس ومن حولها , وستبقى متهمه بأعينهم بسمعتها وشرفها ويشار اليها بالبنان للأسف الشديد .
إذن ما هو الحل ؟؟؟.. اعتقد ان معالجة المشكلة تبدأ من المتحرش نفسه .. ومن خلال اعادة إحياء ضميره ووجدانه وواعزه الديني اولاً و ليتخيل ايضاً وليتذكر ان ابنته وشقيقته وزوجته هي على مقعد الدراسة في الجامعة وليضعهما مكان هذه الطالبة او تلك .. فهل يرضى ويقبل ان يتم التحرش بابنته وشقيقته و زوجته ..؟؟؟؟ وثاني خطوات المعالجة هي ان يجلس رؤساء الجامعات في جلسات مغلقة مع اعضاء هيئة التدريس وتوضيح وشرح مخاطر وابعاد مثل هذا السلوك الشائن والخطير , فمن يسلك هذا الطريق لا بد والجلوس معه من قبل المسؤول والرئيس , وعلينا الاعتراف بوجود هذه المشكلة وهذه الظاهرة , لا ان نضع رؤوسنا في الرمل كالنعام ونقول هذه حالات محدودة ومحصورة ولا تشكل ظاهرة .
واخيراً على مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والأندية خصوصاً ما يختص منها بشؤون المرأة توعية الفتاة بحقوقها وواجباتها وتشجيعها على اللجؤ الى القضاء والحصول على حقها مع دراسة وضع الخطط المناسبة لتمكين الفتاه من الحصول على الدليل والبينة لتقديمها حال اللجؤ اليها .
مدير تحرير ديرتنا نيوز و جوفايننس الاخبارية