بسم الله الرحمن الرحيم
والله عيب .. مره أخرى
بات واضحا أن الهجمه المنظمه على بلدنا لم تعد مقتصره على تلك المحاولات التى تاتي من بعد على هذا الحمى الطيب بل تجاوزته الى محاولة الزج بأبنائه الذين أفنو اعمارهم بخدمته بصمت ودون ضجيج حسبما يجب وكيفما يجب أن تكون الخدمه ، وإذا كان المجال لا يتسع في هذا المقال فلأن أحدا لا يستطيع ان يزاود على أحد في خدمة الوطن كما لا يجوز تحميل الوطن جميلة ومنة من أحد ، فقد قال حكماء العصر وكل عصر إذا أردت أن تخدم وطنك فاخدمه بقدر ما امكنك ذلك واسأل نفسك ماذا قدم لك الوطن بالمقابل؟
أسوق هذه المقدمه بعد أن إتصل بي عدد من الأصدقاء والمحبين الذين يعرفوني منذ سنيين طويلة ، يستفسرون إن كنت قد غيرت إتجاهاتي وولائي وأفكاري حيث اكدت لهم أني لا يمكن أن أغير معتقداتي وما تربيت عليه منذ خمسين عاما ويزيد من الخدمه العامه وذلك لأني تعودت أن أقول ما أؤمن به ولا أقول ما لا أؤمن به ، و إستفسرت من هؤلاء الأخوه الأحبه ما هي مناسبة مثل هذا الاستفسار ، فقيل لي بأن إسمي قد ورد من بين مجموعة اسماء تسب وتشتم بعض الشخصيات في هذا الوطن وبأسلوب رخيص .
.. أقول للذين كتبوا المنشور السيئ والمسيئ إتقوا الله في خلق الله وأتقوا الله في أعراض الناس وأتقوا في ذكر اسماء الناس الذين لم يفوضوكم لتكتبوا عنهم.. لقد تعودنا والحمد لله صدق اللهجه وعفة اللسان وكرم الخلق وطيب المحن وحسن اللقيا والأمر بالمعروف والثبات على الرأي والصحيح التى تعلمناها كلها في مدرسة الهاشميين الأفذاذ من ساروا من مكه صوب الشمال واستقبلهم يومها اهلنا بالحل والترحاب وعاهدوهم على القرأن الكريم بإننا جندكم ومعكم فمنذ ذلك التاريخ ونحن على هذا العهد جيلا من الفخار فجيلا .
لقد تربيت وتدربت وتتلمذت في أعظم مدرسه ومع اعظم القاده الذين عشت معهم جنديا مخلصا لا يعرف إلا تأدية الواجب بأمانه وشرف وكبرياء وإذا كنت أجلس اليوم متقاعدا أرى بأن المتقاعدين من الضباط يجب أن ينأوا بأنفسهم عن السياسه لاننا نحن المتقاعدون الرديف الدائم والجاهز للقوات المسلحه وكما يقال فإن ( الرصاصه لا تزال في جيبي) قول ينطبق على كل متقاعد ، فجيشنا العظيم هو جيش محترف يهتم بالتدريب وتنفيذ الواجب المطلوب منه بأعلى درجه من اللانضباط والكفاءه والفعاليه والتميز وهو ليس جيشا سياسيا ، فالسياسه لإهلها والسياسه هي رعاية شؤون الأمه يمارسها السياسيون وهم غير الجيش ومن اراد من المتقاعدين اللحاق بركب السياسه فعليه أن يمارسها من خلال حزب أو من خلال البرلمان أما الجيش فهو الأعظم في وطننا وهو مؤسسة المؤسسات له الفضل علينا في تربيتنا وفي تعليمنا وفي فهمنا المشترك للحياة.
أما اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فلهم الله وحده فهو حسبنا وهو نعم الوكيل وأنا من هذا المنبر أقول لهم كما قال من سبقني( والله عيب.. مره أخرى )
الدكتور غازي الطيب
فريق ركن متقاعد