سؤال ارتسم على شفتي وهز وجداني وسيطر على عقلي وجوانحي عندما رأيت جلالة الملك حفظه الله رأس السلطات كلها يلتقي أقطاب الحركة الإسلامية بجناحيها جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي بعد انقطاع دام عشر سنوات.
لم أستطع أن أفهم ولا أستوعب هذا التناقض بين الموقف الكريم لجلالة الملك وبين تصرفات السلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية حيالي أنا المواطن المغلوب على أمره والموصدة الأبواب في وجهه، لا لذنب اقترفته سوى أنني من الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي الذين أزعم أنهم وأسلافهم منذ ستين عاما هم الدعامة القوية والرئيسة لديمومة وثبات واستقرار النظام الملكي الهاشمي في بلادي، وارجعوا إن شئتم لمقالة الأستاذ عبد المجيد ذنيبات المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين المنشورة في صحيفة \"الغد\" بتاريخ 10/6/2008 بعنوان \"لا خوف من الإخوان المسلمين\".
وهنا أتساءل ويحق لي أن أتساءل ويتساءل معي الألوف من أبناء الحركة الإسلامية الذين يعانون مما أعاني منه وأكثر: لماذا أمنع من الخطابة بعد سنوات عديدة خطبت فيها مئات الخطب لم أقع خلالها في زلة تذكر، وعندما استفهمت عن سبب منعي اعترف المسؤول بصراحة أغبطه عليها \"لأنك من نشطاء الإخوان المسلمين\"؟!
وعندما أردت تكريم زوجتي الفاضلة ونقل ملكية شقة سكنية مني إليها وكانت الشقة تقع قرب معسكر، عانيت ثلاثة أشهر من المراجعات والتحقيقات والواسطات في الدوائر المختلفة كي أحصل على موافقة أمنية، علما بأن أي مواطن أردني أو خليجي أو عربي أو أجنبي قد يحصل على الموافقة خلال أيام أو ساعات.. هل لأنني من الإخوان المسلمين؟!
ولماذا لا أتمكن من الحصول على موافقة أمنية لتعييني مهندسا في الملكية الأردنية أو مصفاة البترول أو الجامعات الأردنية أو الجمعية العلمية الملكية أو غيرها من المؤسسات أسوة بزملائي الذين هم أقل مني معدلا جامعيا.. هل لأنني من الإخوان المسلمين؟!
وعلى الرغم من أن فضائيات عربية وإذاعات خاصة ومواقع إلكترونية عديدة فتحت أبوابها لمشاركاتي وإنتاجي الإعلامي شاهدة بجودته وأهليته إلا أنه لا زالت توصد دوني أبواب وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة والمقروءة، لماذا؟!.. هل لأنني من الإخوان المسلمين؟!
أسئلة عديدة لا أجد لها جوابا منذ سنوات سوى جواب واحد هو أنني أعاقب كوني من الإخوان المسلمين، وأتمنى أن أجد جوابا آخر اليوم يخالف كل قناعاتي بعد هذا اللقاء التاريخي بين جلالة الملك حفظه الله و أقطاب الحركة الإسلامية.
المهندس هشام عبد الفتاح الخريسات
www.hishamkhraisat.com