مؤلم حتى الفجيعة, ان نسمع من رئيس لجنة عمال المياومة محمد السنيد اعتذارا عن عدم تمكن كل العاملين المفصولين من وزارة الزراعة حضور الاعتصام الذي نفذه المفصولون امام مبنى وزارة الزراعة امس, بسبب عدم توفر ثلاثة دنانير لدى الكثير من المفصولين كاجرة طريق تقلهم من الكرك او الطفيلة او اربد او الرمثا او غيرها الى مكان الاعتصام في عمان.
لك الله يا صديقي البطل محمد السنيد وانت تنافح من اجل إعادة عامل او عاملة كل ما يتقاضاه في الشهر لا يزيد على 150 دينارا لا غير, لا تكفي اصلا لسد رمق العائلة والاستجابة لاساسيات المعيشة, لكم الله يا اصدقائي العمال وانتم تتمرمطون في الشوارع وامام ابواب الوزراء والمسؤولين منذ اشهر, من اجل لقمة العيش المرة, وحتى لا تتحولون الى ارقام في احصائيات البطالة السنوية.
لا اعرف لماذا ماطلت الحكومة السابقة وتماطل الحكومة الحالية في حل هذه المشكلة, الا تعرف الحكومة جيدا ان مجموع رواتب عمال المياومة في وزارة الزراعة لا تساوي راتب مدير في امانة عمان الكبرى او مستشار لا يستشار في الحكومة او مؤسسة حكومية? فالحكومات تحتار في فلان وعلان من موظفيها الكبار او الوزراء فتجند لهم كل خبراتها واساليبها من اجل البحث لاحد الفاشلين عن وظيفة حتى وان كانت في القطاع الخاص, بينما تعجز الحكومة عن تدبير عمال المياومة وحفظ كرامتهم وكرامة عائلاتهم.
وزارة الزراعة تقول بان مشكلة هؤلاء العمال وعددهم 287 عاملا وعاملة من العاملين في مديريات الوزارة المختلفة ان تعيينهم جاء مخالفا للقانون وبعد قرار مجلس الوزراء بعدم تعيين عمال مياومة في وزارة الزراعة بعد تاريخ 16-7-,2007 لكن المخالفة تمت والنتيجة واضحة امام الجميع, عمال وعاملات سيلقى بهم الى الشارع ويفقدون وظائفهم ورواتبهم على قلتها, فمن يستطيع حل مشكلة هؤلاء ال¯ 278 اردنيا ويمنع تشردهم وبؤسهم? لماذا لا تعتبر الحكومة ان هؤلاء عمالا اسيويين وتجد لهم عملا, وسبق لحكومة ماضية ان فعلت ذلك ووجدت عملا في القطاع الخاص لعمال بنغاليين عندما اغلقت الشركة التي تعاقدوا معها وهرب اصحابها, فابن البلد اولى من غيره.
لن تستطيع الدولة ان تهرب من مسؤولياتها تجاه رعاياها ولن تستطيع ان تستنكف عن القيام بدورها الحقيقي في حياة الاردنيين, ولن تستطيع الحكومة ان تصغر اكتافها وتعجز عن حل مشكلة 300 عامل وعاملة في وزارة الزراعة, واذا فعلت ذلك فان عليها ان لا تعيدهم الى بيوتهم لان ثمة افواه جائعة بانتظارهم,بل عليها ان تحولهم الى صندوق المعونة الوطنية من اجل صرف معونة مالية طارئة لهم لحين ايجاد دخل ثابت لهم, لان الحكومة تعرف ان تعيينهم المخالف جاء لاسباب انسانية اكثر منها اسبابا اقتصادية.
وانقل لرئيس الحكومة ما كتب في لافتة قماشية رفعها العمال المعتصمون امس امام وزارة الرزاعة "ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء" عبارة تختصر كل المأساة.0
nabil.ghishan@alarabalyawm.net