قبل اكبر من أربعين عاما خرج الشعب المصري ومعه الشعب العربي وكل أحرار العالم بمظاهرات تنادي وتصرخ برفض تنحية الرئيس جمال عبد الناصر لخسارته في معركة مع العدو الصهيوني متحملا المسؤولية ضاربا بعرض الحائط المناصب والكراسي ليعود لصفوف الشعب مواطنا عاديا فهبت الجموع تاييدا لبقاؤه في السلطة ورضخ لامر الشعب وهاهو الامر يتكرر بخروج ملايين الشعب المصري والعربي ولكن هذه المرة طالبين بتنحي الرئيس وطرده نتيجة للظلم والفقر والجوع وسرقات بالمليارات استغلالا للسلطة التي اصبحت القوة التي يتم الاستيلاء بها على ثروات مصر وشعبها والغاء قانون الطوارئ وبقي اضطهاد الساسة الوطنيين والمثقفين واصحاب الراي المخالف لرأيه لغته الاساسية .
بالامس انتظر العالم باسره لما سيقوله الرئيس حسني مبارك لعله ينقذ مصر بارضها وشعبها من كارثة لايحمد عقباها بتنحيه عن السلطة رضوخا للشعب ولكن كانت كلمته كالقنبلة فاستمر بتعنته وتشبثه الغير مفهوم بحكم شعب لم يعد يطيقه وعالم لايريده بل حتي اسياده اصبح عبئا عليهم متوهما باستطاعته بكلماته الرقيقة المعسولة ان يضحك على الملايين متناسيا ان مدة الثلاثون عاما كانت تكفي ليراجع نفسه ويمنع السرقات واستغلال السلطة وان يتعامل مع المواطن المصري كأب حقيقي والسيدة الاولى كأم ترتعد خوفا على ابنائها لا سارقة وظالمة و قاسية وهاربة بينما مصر الدولة تغرق ( لشوشتها ) بالديون والفقر والمرض والشعب يلهث وراء لقمة العيش بل وحتى الطعمية عائلات كثيرة لم تستطع الحصول عليها ، لياتي بين ليلة وضحاها ويمثل دور الأب الحاني المسكين الذي يهمه اولاده ، وحتى ليلة الامس كان بامكانه ان يبقى في الحكم لو اشار ولو بكلمة واحدة بضرورة اعادة المليارات التي نهبت من جيوب المصريين وتقديم من سرقها واساء وعذب المصريين الى العدالة لو كان صادقا في نواياه فشعب مصر لم يتظاهر من اجل كرسي او منصب بل من اجل رفع المعاناة وان اعادة المليارات المسروقه كاف لانقاذ مصر وشعبها وارضها من الضياع ، فشتان ما بين رئيسين احدهم يتنحى عن الكرسي واخر يتشبث به والفرق بينهما كبير و بلا حدود ، رئيس ولد من رحم الشعب و ثورة 23 يويليو وقدم ما قدم لمصر والعرب وعند ( وفاته) لم يترك لاهله الا راتب قد لايسد رمق العيش ولكن تركهم مرفوعي الراس والجبين ، وآخر جاء بطريقة بهلوانية كان يجلس بجانب رئيسه السابق وتم اغتياله وامطرت السماء بالرصاص ولم يمس ولو بشعرة واغرق بلده بالديون ونهب ثروات مصر لتحفظ باسمه في بنوك الغرب ( وزعران ) يحكمون البلد وامرأة تدعي امومتها للمصريين وهي العجوز الشمطاء لتهرب الى اسيادها في بريطانيا مع اول خيط لفجر الثورة في 25 يونيو 2011 تاركة مصر ومن فيها .
لا شك ان العالم يتالم لما يحصل في مصر فتوقف الحياة والاعمال ليس لصالح الشعب ولكن يبقى اهون من البقاء تحت الظلم والسكوت عنه ، و محمد حسني مبارك لايريد عتق رقاب المصريين مخدوعا بكلمات المهرج عادل امام التي سحبها خوفا ، وزوجة الخمسة غادة عبد الرازق وطباخ وشرشوح الرئيس طلعت زكريا وهادم ومميع الشباب تامر حسني الذي ذرف دموع التماسيح عند طرده من ميدان التحرير وغراب السلطة عمرو اديب وغيرهم ناسيا ان هؤلاء مهنتهم التمثيل ويستطيعوا القيام باي دور درامي ولكن تمثيلياتهم لم تعد تنطلي على شعب اقسم ان يذوق طعم الحياة والحرية بعزة وشهامة وكبرياء ولتبقى مصر ام الدنيا فليحيا شعب مصر الجدعان الذي استجاب له القدر لانه شعب اراد الحياة .
المهندس رابح بكر
الاردن – عمان
Rabeh_baker@yahoo.com 00962795574961
00962788830838