عام 2007 قررت إجراء عمليّة ليزك "وتطليق" النظارات الى الأبد، وبالفعل ، قمت بإجراء الفحوصات اللازمة من صور للعين وفحص دقيق لقصر النظر وأعطاني الطبيب موعد وتم إجراء العملية بنجاح، خرجت من عند الطبيب وأنا في حيرة من أمري بعد ثلاثة أيام عرفت ان عيوني لن تعود كما كانت عليه.
بدأت المعاناة بعد العملية وبدأت مراجعة الاطباء المختصين، عيوني جفّت تماما، لم تعد عيناي تعرفان الدموع، انا أرى بوضوح تام نظري أصبح 6/6 لكن بحاجة الى قطرة قالوا انها سترافقني الى الابد هذه القطرة هي دموع إصطناعية، أحيانا كثيرة أستيقظ بمنتصف الليل من شدّة الجفاف الذي أشعر به في عيناي وأبدأ بفركهما بشدة الى ان تقوم الغدد الدمعيّة بإفراز دمعة واحدة لكل عين "بطلوع الروح" بعدها أعود للنوم كطفل صغير.
عند آخر مراجعة لأحد أطباء العيون قامت بفحص عيناي ممرضة مختصّة بالعيون، قامت بوضع ورقة عليها تدريج معين بين جفن عيني اليمنى وأخرى باليسرى، ونظرت الى ساعتها ثم قامت بمراقبة ساعتها وبعد دقائق بدت كأنها ساعات من شدة التحسس الذي شعرت به لوجود جسم غريب بين الجفن والعين نظرت الي الممرضة وقالت "بحياتي ما شفت مثل عيونك"...قلت لها شكرا على هذه المجاملة اللطيفة، نظرت اليّ بإستهزاء وقالت...أنا أقصد "انهن ناشفات".
أخذت الاوراق الى الطبيب الذي تفحصهن جيدا وقال "مش مشكلة...أنته خلّي القطرة بجيبتك"...فهمت ان القطرة يجب أن ترافقني لأن عيوني لا تنتج دموع...
البارحة وانا أشاهد أعلام مصر ترفرف في ميدان التحرير وأهلها الطيبون يسجدون حمدا لله...غمرت عيناي الدموع، بكيت كما لم ابك من قبل، لا أعرف لماذا تمنيت ان أكون معهم.
ما جرى في مصر عملية تصحيح مسار ... بدقة الليزك ...
قصي النسور