لقد كان حسني مبارك ينوي الاستمرار في الحكم لنهاية فترة رئاسته ، ولكنه لم يصمد أمام ثورة الشباب ..ثورة الشعب.. ثورة 25 يناير ؛ فجاء يوم الانتصار في 11/2/2011 . انه يوم انتصار الجماهير المصرية التي اطاحت بنظام فاسد متسلط استمر ثلاثة عقود من الزمن. فقد تراجعت مصر عن دورها في المنطقة ، وذلك بعد توقيع السادات اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني عام 1979 ، حيث اكمل الدور حسني مبارك بعد اغتيال السادات ولبس ثوب الديمقراطية المزيفة. ولاشك ان اتفاقية كامب ديفيد اضرت بالقضية الفلسطينية لان مصر قد تخلت عن دورها في رعاية ودعم القضية ؛ فما كان من العدو الصهيوني الا ان تمادى في غزو بيروت عام 1982 ، بل اكثر من ذلك فقد قصف المفاعل النووي العراقي عام 1980. اما النظام المصري فلعب دورا رئيسيا في احتلال العراق عام 1991.
يثبت الامريكيون في كل يوم انه ليس لديهم اصدقاء ، بل لديهم وكلاء للمصالح الامريكية موزعين في انحاء العالم ، والدليل على ذلك عندما رفض الامريكان استقبال شاه ايران بعد سقوطه وايضا ماركوس الفلبين ، ومثال آخر دكتاتور تونس بن علي الذي تخلت عنه امريكا عندما ثار عليه الشعب التونسي. وهاهو حسني مبارك تتخلى عنه امريكا امام ثورة الشعب المصري .
ان امريكا لها صديق واحد هو اسرائيل ، بل ان هذا الصديق اصبح يفرض مايريده على امريكا نفسها. وتبين لنا ان الرؤساء الامريكان اضعف من ان يفرضوا على اسرائيل مايرغبون وقد رأينا كيف ان باراك اوباما وزع الوعود على العالم الاسلامي والعربي في بداية حكمه ثم تراجع امام رفض زعماء اسرائيل تنفيذ تعليماته او طلباته بما يخص القضية الفلسطينية والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة ووقف الاستيطان فلم يستطع التغلب على ساسة اسرائيل ولا على اللوبي الصهيوني في امريكا نفسها.
لم تستطع اجهزة القمع من مليشيات النظام المصري ان تحمي عرش حسني مبارك ، فليس العبرة في تجنيد مليون وربع المليون شرطي لحماية النظام. فقد لجأ النظام الى تحويل قسم كبير من الشرطة والمساجين الى بلطجية يخوضون معارك على ظهور الخيل والجمال والحمير ضد الجماهير في ميدان التحرير. وعندما يتحول رئيس الدولة من حاكم سياسي الى تاجر ورجل اعمال ، فان التجار ورجال الاعمال الذين يتاجرون بقوت الشعب ويفصلون القوانين حسب مصالحهم ؛ فان هؤلاء سيتخلون عنه في اللحظة الحاسمة ، وهذا ماحصل مع حسني مبارك.
بسـام العوران
رئيس تحرير نور نيوز