أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن .. تنقلات وتعيينات في الأمن العام - اسماء الرئيس الإسرائيلي: يجب ألا نرتاح حتى عودة الأسرى بغزة وزيرة التنمية الاجتماعية تشارك بمنتدى المرأة العالمي في دبي بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في الكرك ولي العهد يفتتح مشروع إعادة تأهيل مركز صحي غور المزرعة الشامل بعد علاقة متوترة .. زوكربيرغ يلتقي ترمب في منتجعه الخاص اجتماع حاسم بين بيريز وأنشيلوتي غانتس: على إسرائيل إخراج المختطفين وليس إدخال مستوطنين دائرة الأراضي تعقد امتحانا للمرشحين لمهنة مساح مطعم سياحي بالعاصمة عمان يتعرض لاعتداء مفوضية اللاجئين تنفي إغلاق مكاتبها في الأردن الملكية الأردنية: عودة الرحلات إلى بيروت الأحد المقبل الأشغال تباشر بصيانة طريق الستين غربي إربد الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات بالكرك (أسماء) الملك يؤكد ضرورة وضع خطة للمحافظة على قلعة الكرك طائرة يوم القيامة .. أمريكا تبحث عن بديل البرلمان اللبناني يمدد ولاية قائد الجيش الشديفات يؤكد الاهتمام بالحركة الرياضية والشبابية الحنيطي يستقبل رئيس أركان القوات المسلحة السلوفيينية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة العقيدة الأمنية للشرطة التونسية والمصرية

العقيدة الأمنية للشرطة التونسية والمصرية

12-02-2011 09:08 PM

حسان الرواد

الشرطة في ترهيب الشعب, هذا هو الشعار الحقيقي لأجهزة الشرطة في أكثر الدول العربية, ولست أنا من يقول ذلك, لكنّها الصور والمَشاهد والقصص التي حدثت في ثورة تونس ومصر و شاهدها العالم أجمع, وهي الدليل القاطع الذي لا شك فيه على صدق الواقع الشُرَطِي القمعي للشعوب, وما يتم تسريبه ونشره من مشاهد تقشعرُّ منها الأبدان ما هو إلا الجزء اليسير من حقيقة مرعبة وقاسية عنوانها تركيع الشعب وإذلاله بكافة الانتهاكات ليبقى الصمت مع القهر والكبت هو سيد الموقف, ويُمنع المواطن حتى من قول آآآخ لأنها تعد مقاومة لرجال الأمن الساهرين على راحة النظام لا الشعب.. لكن إلى متى.. سؤال أجاب عليه الشعب التونسي والشعب المصري؟
محمد البوعزيزي تعرض لصفعة على وجهه من شرطية درست جيدا العقيدة الشُرَطية في أن المواطن هو العدو والمذنب والمجرم لمجرد أنه مواطن, فسلخت هذه العقيدة الأمنية الشُرَطية منها كل المشاعر الإنسانية النبيلة التي تملكها كامرأة أولا, وإنسانة ثانيا لتكون بعد ذلك الفارسة المجردة كزملائها من كل الأخلاق الإنسانية, فبدلا من أن تكون نصيرة للمواطن العفيف الذي يبحث عن الكسب الحلال والعيش الكريم, أصبحت كابوسا له, ومصدرَ تهديدٍ لرزقه, وعنوانَ ذله وقهره, لكنها في النهاية أفضت إلى ثورة خلعت الرئيس رغم كثرة الأجهزة الأمنية والبلطجية التي تحيط به, فلم تمنعه هذه الأجهزة عندما غضب الشعب وثار لكرامته المسلوبة, فلم يكن محمد البوعزيزي إلا واحدا من كثيرين حملوا نفس الحكاية, فثاروا بشرارة صفعة أهانت الكرامة, فأحيت ثورتهم شعوبا طالما كبتت المرارة.
وما يحدث في مصر هو نفس الحال والمآل, فالمدرسة واحدة والهدف نفسه لا يتغير, فالمَشاهد التي تُنشر من قمع الشرطة المصرية للشعب المصري الراقي لا تؤكد إلا حقيقة واحدة فقط؛ وهي أنها قوات احتلال معادية أكثر منها قوات شرطة مصرية وطنية تحافظ على أمن الشعب وممتلكاته, فلا يصدق العقل أن تلك المَشاهد والصور المؤلمة تصدر من أبناء وأخوان المواطنين, وأنهم مصريون, وهذا لا يفسره سوى حقيقة واحدة وهي أن العقيدة الشُرَطية المصرية قائمة على العداء الكبير للشعب وتصويره على أنه العدو الأول ومصدر التهديد الدائم له, وأن جميع المواطنين بلا استثناء هم مجرمون ومذنبون وأعداء الوطن المتآمرين عليه, والدليل على ذلك القسوة والوحشية المفرطة والقتل بدم بارد وبأساليب متنوعة للمواطنين المسالمين من أجل قتل الروح الوطنية والمعنوية عندهم, وترهيبهم والسيطرة على جلّ تفكيرهم ورهن إرادة الحياة لديهم في العيش الكريم, والمناخ السياسي القويم, والخوف كل الخوف من نقد فساد المسؤولين ونهبهم للبلاد وخيراته, وليبقى رموز الفساد في نظر الشرطة هم الرموز الوطنية وأصحاب المثل العليا, والمؤتمنين على البلاد والعباد وهم القدوة, وبالتالي حمايتهم من الشعب تكون هي أولى أولوياتهم القصوى, ولو تطلّب الأمر إطلاق سراح كل السجناء للانخراط معهم في مكافحة الشعب كما حدث في مصر.
هذا الظلم والقهر والتعذيب وصلاحيات تنفيذ أحكام الإعدام التي تُعطى لأفراد الشرطة وأجهزتها الأمنية المختلفة من أقلهم رتبة إلى أعلاهم, ونشرهم بعدها للبيانات الكاذبة لتقول مبررة قتل المواطنين: بأنه دفاع عن النفس وحفظا لأمن البلاد... وغيرها من الأعذار الكثيرة التي لا تنتهي, والخطوط الحمراء التي تحصن كل أفرادها من المحاسبة والمساءلة القانونية وتشجعهم على المزيد من هذه الانتهاكات سواء بشكل فردي سادي* مستغلا الوظيفة الأمنية, أو بضوء أخضر من أعلاهم رتبة؛ لإظهار العضلات وقمع الشعوب في الشوارع أو المخافر ومراكز الشرطة بدون أي محاكمة, أو احترام لكرامة الناس وإنسانيتهم...كل هذا الظلم ومهما زاد جبروته لن يحمي أي نظام مهما كانت قوته ولن تكون له إلا نتيجة واحدة حتمية شئنا ذلك أم أبينا, هذه النتيجة العلمية المنطقية لسنن الله في خلقه؛ وهي أن الضغط والكبت نتيجة الظلم والقهر والأذى المستمر بسبب غياب العدالة الاجتماعية عن الشعوب ولأنهم الوحيدون الذين ليس لهم ولا لكرامتهم ومشاعرهم خطوطا حمراء تحميهم من كل أجهزة الدولة, (فمتى انتصرت دولة عربية لمواطن تعرض لظلم أو تعذيب أو إهانة لكرامته على يد أحد أفراد الأمن ..؟) أقول إن هذا القهر الذي تعوّذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:\"...اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال...\" له نتيجة حتمية واحدة شاهدناها في تونس ونشاهدها في مصر هذه الأيام, الانفجار ليس غيره بعد أن فاض الإناء وطفح الكيل ويأس الناس من واقع ساد فيه الظلم, وغابت عنه العدالة وانتهكت فيه الكرامة, وصودرت فيه الحرية حتى من قول آآآخ..أو أفٍ, لأنهم يعلمون بأنها تهمة تعني مقاومة الأمن وانتهاكا للقوانين التي لا تطبق إلا على المواطنين.
نام عمر رضي الله عنه وعن سيرته العطرة تحت شجرة, وهو أمير للمؤمنين يحكم بلادا شاسعة تمتد من ما وراء النهرين إلى شمال أفريقيا, ولم يكن يحرسه أحد عندما جاءه رسول أعجمي يريد مقابلته, فاندهش من المشهد الذي أذهله, هذا الذي ملأ صيته الدنيا وهابته الدول ينام تحت شجرة نوما عميقا مطمئنا فيه ولا يبالي..فكانت عبارته المشهورة عنوانا لكل من يريد أن يهنأ في الدنيا ويفوز بالآخرة, فيكسب رضا الناس وعوامهم, وينال مرضاة الله والفوز بالجنة :\" حكمت فعدلت فأمنت..\" إنها العدالة ولا غيرها يطيل الله بها عمر دولة الكفر إن ساد العدل فيها, ويخسف دولة الإسلام إن عمّ الظلم فيها.
على الساسة الحكماء والعقلاء والمنظرين في الدول العربية, الاستفادة من الدروس الكثيرة والعميقة للثورتين التونسية والمصرية, فكما أن العقيدة القتالية للجيوش هي الدفاع عن الشعوب والأوطان و الحدود, فيجب أن تكون أيضا العقيدة الأمنية لأجهزة الأمن العربية هي حماية الشعوب وممتلكاتهم وصون كرامتهم وأعراضهم, والمحافظة على حياتهم والدفاع عن الحريات العامة وحفظ مقدرات أوطانهم من لصوص الليل والنهار, وتقديمهم مهما بلغت منزلتهم للعدالة والقضاء, فتكون حينها المحبة والاحترام والمكانة لهم عند الشعب, بنفس المكانة التي يحظى بها الجيش, تماما كما يحدث في الدول الغربية المتحضرة في التعامل مع شعوبها فالجميع تحت القانون والمساءلة, عندها فقط يحفظ القانون حقوق الجميع وتسود العدالة.

rawwad2010@yahoo.com
..........................................
*السادي: هو الذي يتمتع ويتلذذ بتعذيب وإذلال الأخرين.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع