أهنئكم أولا بالثقة الملكية السامية بتكليفكم تشكيل هذه الحكومة التي سيكون لها طابعها الخاص والمميز في هذه الظروف التي تعيشها أمتنا العربية من محيطها إلى خليجها .
دولة الرئي :
كانت هذه المناصب العليا في الدولة قديما مدعاة للزهو والغرور أكثر منها عملا وإتقانا ولكني اليوم حين أسمع بتكليف ملكي سامي لا أدري هل أفرح لأجل هذا المكلف أم أحزن أو اشفق عليه ؟
قد أفرح لأن ثقة سيد البلاد عزيزة وغالية ملؤها الأمل بتحقيق إنجازات تعود على الوطن عموما بالنفع والفائدة والرقي ولكني أحزن على المكلف في نفس الوقت حين أدرك ومعي الأردنيين جميعا أن المسئولية جسيمة ستُكلف الرئيس عبئا يدفعه من صحته ووقت بيته وأولاده بل وسمعته أيضا مما يجعل شخص الرئيس ينوء بحمل إضافي شاق وصعب الحمل .
أنا عند رأيي كما كتبت في المقال السابق .
ثقتي بدولة معروف البخيت كبيرة وهو العسكري المحنك والذي قام بواجبه على أكمل وجه وموروث الفساد في بلدنا ملفه كبير وشائك والشارع الأردني الملي بالمثقفين لا يرحم وأنا أومن بأن لكل شخص خطأه الخاص فنحن في النهاية بشر خطاؤون وحتى عندما نعي بأن خطأ المسئول أفدح من خطا الشخص العادي إلا أننا في النهاية بشر لا بد أن نخطئ .
لقد دفعني لكتابة هذا المقال أن الشارع قد رشقكم بملف الكازينو وأنكم أغفلتم النظر في ملفه حين رئاستكم الأولى ولكن ما أثلج صدري ورفع من معنوياتي تجاه شخصكم الكريم قراءتي في الصحف نبأ تحويلكم هذا الملف لهيئة مكافحة الفساد بما لا يدع مجالا للشك أنكم جادون في عملكم مدعومين بهمة سيد البلاد التي منها نستقي همتنا في خدمة هذا الوطن وشعبه أيا كانوا ومن جهة أخرى تتأكد نظرتنا فيكم انها ثابتة لا تتغير من حيث النزاهة والحس الوطني والمسئولية في نظركم عمل دؤوب وليست فخرا بالمنصب .
مرة أخرى أوكد لدولتكم أن هذه الحكومة سيكون أدائها مراقبا من اصغر فرد في شارعنا الأردني وكلنا أمل بأن نلاحظ إنجاز عملكم بما يرضي جلالة أبي الحسين حفظ الله ملكه وأن تضربوا بيد من حديد على الفساد والفاسدين وأنا واثق بأن الله يرى نواياكم وسيقوي عزيمتكم لتنهضوا ببلدنا نحو الذرى بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني .
نحن ندرك جسيم المسئولية الملقاة على عاتقكم ولكننا نأمل الكثير لنرفع عن كاهل مواطننا شديد الولاء لبلده وملكه ما أمكن من الإرهاق المادي الذي أصبح يرهقه ويؤرقه في نفس الوقت .
سيروا على بركة الله وهديه والله سيوفقكم بنصر من عنده وقد يكون التقدم بطيئا بل وبطيئا جدا إلا اننا واثقون بكم تمام الثقة وسنكون كلنا جنودا أوفياء لهذا البلد الذي أعطانا الحب وما زال يعطي رغم كل الظروف .
حفظ الله الردن من كل مكروه وحفظ شعبه تمام الحفظ وحفظ الله لنا سيد البلاد ورجاله الأوفياء الغيورين وأنتم منهم بالتأكيد .
والله ولي التوفيق