زراعة الفطر تنقذ هنية من ظروف الحياة الصعبة

زاد الاردن الاخباري -

كل من يعرف «هنية ملاوي» يدرك أن هذه السيدة يتوفر فيها شرطان لتحقيق النجاح في حياتها، الأول المرتبط بالثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار، والثاني المتمثل في الإرادة المرتبطة بكيفية تطبيق هذا القرار ماديا ومهنيا.
 فمن جمعية الجزازة التي تبعد عن مركز المدينة جرش بما يقارب 18 كلم، انطلقت هنية ملاوي لتواجه مصاعب الحياة بعد وفاة زوجها، مخلفا وراءه 6 أطفال.
 بدأت هنية مشوارها كإحدى المتابعات لنشاطات جمعية الجزازة، لتصبح بعدها مالكة لمشروع متخصص في زراعة الفطر ، تقول :» أخذت على عاتقي أن أكمل تعليم أطفالي الستة، , فأصبح الهدف عزيمتي والقوة التي استمد منه طاقتي».
 هنية تمكنت من استغلال الفرصة التي اتيحت أمامها من مركز «إرادة» لتعزيز الإنتاجية الذي يعقد دورات في مختلف محافظات المملكة ويقدم التمويل اللازم لمن يستحقه بالإضافة الى متابعته لمسار العمل بعد التنفيذ.
 بعد جلسات تدريبية مكثفة حول كيفية زراعة الفطر وتحضير الأبواغ، بدأت ملاوي في انتاج كميات من الفطر وحققت نسبة مبيعات،اعتبرتها «معقولة» في السنة الاولى من المشروع الذي أصبح ذات عائد مالي مجد فيما بعد، وحسّن من الوضع الاجتماعي لعائلتها. برنامج «إرادة»قام بمتابعة مشروع هنية ملاوي لضمان ديمومته واستمراريته ، بالاضافة الى تقديم الدعم الفني للتأكد من جاهزية الموقع واعطاء الإرشادات المطلوبة للتجهيز، وتطبيق عملي على الزراعة في الموقع ومعالجة الأخطاء الفنية، بالإضافة الى التدريب العملي على تجهيز الأبواغ.
 ويعد «إرادة» أحد مراكز تعزيز الإنتاجية ،وأحد مكونات برنامج تعزيز الإنتاجية الإقتصادية والإجتماعية -التابع لوزارة التخطيط والتعاون الدولي ويهدف الى تعزيز الروح الريادية وثقافة الاعتماد على الذات لدى أبناء المجتمع ليساعد في دفع عجلة الاقتصاد الأردني ، وذلك من خلال مساعدة المواطنين على تأسيس مشاريع جديدة أو توسعة مشاريع قائمة توفر فرص عمل لأفراد المجتمع المحلي.
 
 كما تقدم «إرادة» خدماتها من خلال 22 مركزا موزعا في كافة أنحاء المملكة، ومنها خدمات استشارية، اذ يقدم مستشارو البرنامج خدمات متنوعة للمستثمرين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لضمان نجاح مشاريعهم الجديدة أو القائمة.
 ويتم في مكاتب «ارادة» إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية و خطة العمل ما أن تتبلور فكرة المشروع في ذهن المستثمر، وتشتمل مثل هذه الدراسات على وضع السوق ومتطلبات المشروع الفنية، وتحليل الناحية المالية للمشروع عندها يتم وضع خطة شاملة لإقامة المشروع مع توضيح الخطوات التي يجب اتخاذها لتسجيل المشروع والحصول على التراخيص اللازمة.
 وإيمانا بأهمية التسويق في نجاح أي مشروع، يقوم مستشارو «إرادة» بمساعدة المستثمرين على عمل إحصاءات عن وضع السوق وتقديم النصح والإرشاد حول خطط التسويق اللازمة للوصول لمختلف شرائح المجتمع ذات الصلة. كما يستهدف البرنامج توسعة المشاريع القائمة من خلال مستشارين على أتم الاستعداد لتقديم الإرشاد والدعم اللازمين لأصحاب المشاريع الراغبين بتوسيع مشاريعهم القائمة وتحسينها، وبذلك يمكن لأصحاب المشاريع الحصول على النصائح والإرشادات الفنية والإدارية والتدريب المتخصص، وكذلك مساعدتهم للوصول إلى التسهيلات المالية من الجهات التمويلية التي تناسب مشاريعهم.
 ومن ثم تتم متابعة المشروع عن طريق متابعة المشاريع بعمل الزيارات الميدانية الدورية للتأكد من نجاحها وتقديم الأفكار والمعلومات اللازمة للمحافظة على استمرارية المشروع وتطوره، بالاضافة الى تقديم التدريب وأية أمور أخرى ذات علاقة بالعمل.
وتعقد «ارادة» جلسات تدريبية قصيرة صممت لتعريف أصحاب المبادرات الجديدة والمشاريع القائمة بمفاهيم الإدارة الأساسية المطلوبة لإنجاح مشاريعهم، وتعقد هذه الجلسات بشكل شهري في كافة المواقع التي تتواجد بها مراكز «إرادة». كما تغطي مواضيع متنوعة كالمحاسبة، ومسك الدفاتر، وتطوير خطط العمل، والتقارير المالية، والجرد، وأسس الإدارة والتسويق، والمبيعات والتعامل مع الزبائن.
 مع امكانية تدريب أصحاب المشاريع، اذ يمكن لأصحاب المشاريع وموظفيهم تحسين مهاراتهم الفنية والإدارية من خلال حضور دورات تدريبية بمراكز متخصصة، حيث يعمل مستشارو «إرادة» على تحديد احتياجات أصحاب المشاريع من هذه الدورات، ومن ثم توجيههم إلى المراكز التدريبية الأنسب حسب احتياجات المشروع.
 ويقدم مركز «ارادة» النصح حول مصادر القروض بتوفير المعلومات عن مصادر التمويل المختلفة واليات الإقراض لمساعدة المستثمر على اختيار مصدر التمويل الأنسب لتمويل مشروعه، ويقدمون العون لاستكمال كافة النماذج والوثائق اللازمة للحصول على التمويل.
 (المستفيدون من «ارادة» )
المواطنون الراغبون بتأسيس مشاريع جديدة صغيرة ومتوسطة، وأصحاب المشاريع القائمة والراغبين بتوسعة مشاريعهم، والراغبون في تطوير وصقل مهاراتهم المتعلقة في الاستثمار وإدارة المشاريع

عمان - زيد المرافي  - الرأي