بدايه ارجو ان لا يفهم من مقالي انني ضد حضور اي شخصية اردنيه سواء من المعارضه او غيرها لاي حفل استقبال تقيمه سفارة اية دوله فهذا بالنهاية امر شخصي يعود لهؤلاء الاشخاص ولكني اريد طرح الموضوع من زاوية اخرى مختلفه تتعلق بما تؤمن به احزاب المعارضه لدينا في الاردن وتطالب به الحكومه كل يوم وفي كل اجتماع وندوة من رفع سقف الحريه واجراء اصلاحات سياسيه واقتصاديه واحترام حقوق الانسان وعدم الاستبداد في السلطه ووقوفها ضد بعض الانظمه العربيه المستبده والدكتاتوريه على حد تعبيرها وفي نفس الوقت تلبية دعوة من سفير دوله لا تقل في استبدادها عن اي نظام عربي لا بل اكثر بكثير ، وهذا ما شهدناه خلال الاسابيع الماضيه عند بداية ثورة الشعب المصري حيث خرجت احزاب المعارضه في الاردن وبعض مؤسسات المجتمع المدني بمسيرات واعتصامات امام السفاره المصريه لدعم ومساندة الشعب المصري على القضاء على نظام الحكم الاستبدادي في مصر على اعتبار ان هذا النظام دكتاتوري مستبد لا يحترم حقوق الانسان وبناء عليه يجب القضاء عليه واسقاطه وعلى اعتبار ان احزاب المعارضه لدينا تدعو الى الحرية والاصلاح السياسي واحترام حقوق الانسان والى غيره من المسميات، والمفارقه العجيبه التي شاهدناها وبنفس الوقت وبالتزامن مع الثوره في مصر والتي تحمل في طياتها قمة التناقض الفكري ان نفس احزاب المعارضه هذه قد لبت دعوة السفير الايراني لحضور حفل الاستقبال بمناسبة ذكرى الثوره الايرانيه واعيد واكرر انني لست ضد حضور اي شخص لاي حفل استقبال ولكن ما لا افهمه ان يحضر بعض ممثلي احزاب المعارضه لدينا هذا الحفل وتلبية دعوة السفير ومن ثم مشاهدت تلك الابتسامات العريضه على وجوههم امام الكاميرات مع ان الكل يعرف ويدرك وبما فيهم احزاب المعارضه لدينا ماهية نظام الحكم الحالي في ايران من انه نظام استبدادي دكتاتوري لا يحترم حقوق الانسان يكبت الحريات ولا يسمح لوسائل الاعلام المحليه والاجنبيه العمل بحريه داخل ايران وخاصة اذا حاولت تغطيه اية احداث داخليه والعالم كله شاهد عنجهية ودكتاتورية هذا النظام عندما خرج الشعب الايراني قبل اشهر بمسيرات للاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسيه متهمين النظام بتزوير هذه الانتخابات لصالح احمدي نجاد كيف تعاملت معها الشرطه الايرانيه ( الباسيج ) مستخدمة جميع وسائل العنف ضد المتظاهرين وصلت الى استخدام الرصاص الحي حيث قتل العشرات من الابرياء في شوارع طهران وفوق ذلك منعت السلطات وسائل الاعلام المحليه والاجنبيه من تغطية هذه الاحداث حتى لا يشاهد العالم مدى عنجهية وعنف النظام في تعامله مع مسيرات سلميه هدفها التعبير عن الرأي كما في دول العالم الاخرى وايضا وحسب احصائية للامم المتحده فان حالات الاعدام التي نفذتها السلطات الايرانيه ضد معارضين لها قد زادت اضعاف حالات الاعدام في السنه الماضيه، فاذا كان نهج وفكر احزابنا يقوم على مبدأ محاربة اي نظام حكم يتبع الاسلوب الامني والعنف في التعامل مع مواطنيه ويكبت الحريات العامه ولا يحترم حقوق الانسان كما رأينا في طريقة تعاملها مع النظام المصري والفرحه الكبيره التي بدت على محياهم عند سقوط النظام وتنحي مبارك عن الحكم حيث وصفوه بالطاغية المستبد فكيف بها تلبي دعوة سفير دولة ايران التي لا تقل في دكتاتوريتها عن النظام المصري فهذا قمة التناقض والكيل بمكيالين في تعاملها مع الانظمه في الدول الاخرى وما تطالب به الحكومه الاردنيه ، فلا يمكن تفسير تصرفات احزابنا والكيل بمكيالين مع الانظمه الحاكمه في الدول الاخرى وفي تعاملها داخليا مع الحكومات بعيدا عن المناكفه السياسيه وليست دعوة الى الاصلاح والانفتاح السياسي والحريات العامه .
من الضروري ان تتمتع احزاب المعارضه لدينا بنهج سياسي واسلوب تعامل واحد مع الجميع حكومات اردنيه وانظمه حاكمه في دول العالم حتى على الاقل لا تفقد مصداقيتها امام الناس وتبقى المعارضه التي نريد ونرغب هدفها المصلحه العليا للوطن ومصلحة المواطن وليس تنفيذ اجندات خاصه لا ناقة لنا فيها ولا جمل .