هاني العموش
لقد شهد العام المنصرم وبداية هذا العام بيانات متعددة نحترم الكثير منها ،تعبرعن اراء مختلفة لما يجري داخل الوطن . نود القول بداية أن حرية التعبير مصانة حسب الدستور ولا قيد على إبداء رأي ما أو وجهة نظر يمكن أن تصب في مصلحة الاوطان .
إن البيانات الصادرة هي موضع نقاش وتقدير وهي تعبير حضاري شكلا وقولا وبديل عن داحس والغبراء وثارات كليب وجساس، وقد نتفق أو نختلف مع جزئية منها ولا ننكر أنَّ فيها الكثير مما يصب في خدمة الوطن خاصة من ابناءه الذين لا نستطيع المزاودة عليهم. أما وأن يصدر بيا نا يشكل خطرا على الوطن وابنائِه أكثر من خطر الموساد والقاعدة ومن جميع الاخطار الاخرى، فإن هذا ما لا يرضاه عاقل أو مسؤول يحب هذا الوطن ... لذلك ومن باب المواطنة والإنتماء والخوف على الوطن ليس إلا، فإننا نطلب من الأجهزة المعنية وعلى مختلف المستويات ملاحقة مصدري مثل هكذا بيانات ولا يعجزهم بأي شكل من الأشكال من الإمساك بهم وتقديمهم للعدالة، أما ما عدا ذلك فكل شيء قابل للنقاش ويوزن بمقياس ما يحقق من مصالح عليا للوطن تسمو على أي مصلحة أخرى.
إن صدور مثل هكذا بيانات يجب أن يكون واضحا ومعنونا بطريقة صحيحة لا لبس فيها وموقعاً من الأشخاص المصدرين لها فقط وأُركز على فقط ..أما أن يُزَجّ بإسم عناوين ومكو نات وطنية واجتماعية مختلفة في المجتمع فهذا لا يجوز إطلاقا إلا إذا كان المكون يشكل مجموعة فكرية متآلفة مثل ألأحزاب.
إن التحدث باسماء أبناء العشائر أو الدواوين أوالملتقيات على المواقع الإلكترونية أو أي رابطة أخرى على امتداد ساحة الوطن الأعز لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يستقيم صحة وفكراً ، لإن مكونات الدم والقربى وحتى الجغرافية منها لا يمكن أن تحمل نفس الرأي ونفس المشرب الفكري بل كثيرا منها لها مشارب فكرية مختلفة وقد تكون متضادة أحياناً لذلك فإن وجهات النظر وما يكتب في هذه البيانات لا يمكن أن تلتقي على فكرة معينة أو ان تكون على صعيد قلب رجل واحد. إن البيانات الصادرة من ناحية حضارية وديمقرطية تعبر عن اسماء كاتبيها المجتمعين والموقعين عليها فقط ولا يجوز ركوب الموجةِ في المعارضة والموالاة بزج اسماء ابناء العشائر أو أي رابطة أخرى.
إن أمة كثرت بياناتها ضلّت طريقها و كثرت اخطاؤها وقلت بركتها، فكفى ردحا أوتزلفا لكسب شهرة او مغنما على حساب الوطن ومصالحه فللوطن قيادة ورجالاً يعرفون الغث من السمين. حمى الله الوطن من اصدقاءه ومحبيه قبل أعداءه ومبغضيه إنه نعم المولى ونعم النصير.
haniomosh@yahoo.com