زاد الاردن الاخباري -
انتقدت وبقسوة عاصفة الكترونية أردنية على وسائل التواصل الاجتماعي تعامل السلطات السياسية والدبلوماسية مع ملف احتجاز مواطنين أردنيين في السجون الإسرائيلية لأكثر من شهر، إذ اعتبر نشطاء ان استدعاء السفير الأردني من تل ابيب للتشاور في هذه المرحلة خطوة باهتة للغاية ولا تعبر عن حزم بلادهم في استعادة مواطنيها.
وطالب الأردنيون بلادهم بمواقف اكثر صرامة وحدة بخصوص المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وإبراهيم مرعي القابعين في السجون الإسرائيلية بقرار إداري منذ أكثر من شهر ودون توجيه أي تهمة فعلية لهما، متسائلين عن السبب الذي يمنع الأردن من التلويح بفسخ معاهدة السلام او حتى طرد السفير الإسرائيلي في عمان، خصوصا والأردنيان المحتجزان في حالة صحية سيئة.
وتضرب الأردنية هبة اللبدي عن الطعام منذ اعتقالها ما يهدد صحتها بخطر الاصابة بأمراض القلب والكلى، بعد نقلها إلى المستشفى خلال اليومين الماضيين قبل أن يتقرر اعادتها إلى المعتقل مجددا. فيما يُعاني مرعي من مرض السرطان في الجيوب الأنفية، وظروف اعتقال سيئة للغاية أدت لاصابته بمرض جلدي نادر أفقده شعره.
وقدمت اللبدي سلسلة شهادات لزوارها تتحدث عن سوء معاملتها في المعتقل، وعن شتم وبصق تتعرض لهما كل يوم من المحققين، بينما لا تزال الانباء عن مرعي شحيحة ولا يزال الأردنيون يلومون سلطات بلادهم على التعامل السيء الذي يلقاه مواطناهم.
وطالب اردنيون مساء الثلاثاء في عاصفة الكترونية بلادهم بتعليق العمل باتفاقية وادي عربة، معتبرين ان استمرار اعتقال اللبدي ومرعي يدلل على فشل الاتفاقية، كما طالبوا بلادهم أيضا بتعليق اتفاقية الغاز الجدلية مع الإسرائيليين.
وقبيل العاصفة وردت انباء من الخارجية الأردنية عن القبض على متسلل إسرائيلي عبر الحدود والذي طالب في سياقه الناشطون بمقايضته بالاسيرين الأردنيين.
وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن “مواطنا مدنيا إسرائيليا عبر الحدود من إسرائيل إلى الأردن، قد تم اعتقاله واستجوابه من قبل قوات الأمن الأردنية”، مضيفا في بيان: “مواطن مدني إسرائيلي عبر الحدود مؤخرا من إسرائيل إلى الأردن، وتم اعتقاله واستجوابه من قبل قوات الأمن الأردنية”.
وقال تلفزيون المملكة المحلي، الثلاثاء، إن إسرائيل حاولت ربط قضية المعتقلين الإداريين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي بالباقورة والغمر وباب الرحمة، وان الاردن عبر عن رفضه المطلق لهذا الامر، محذرا الجانب الإسرائيلي من تبعات ذلك ومحل اياه المسؤولية عن تلك التبعات إن حدثت.
وكان وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي قال في تغريدة له عبر تويتر، الثلاثاء، انه “في ضوء عدم استجابة إسرائيل لمطالبنا المستمرة منذ أشهر لإطلاق المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي واستمرار اعتقالهما اللاقانوني واللإنساني، استدعينا السفير الأردني في تل أبيب للتشاور خطوة أولى.”
وتابع الصفدي: “نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا وسنستمر في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين. تعريض حياة مواطنينا اللذين تتدهور حالتهما الصحية للخطر فعل مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار. “
وبدا عمليا موقف الخارجية الأردنية شديد التأخر خصوصا والانباء تتحدث عن خطر يهدد صحة الأردنيين، وبدا موقف الخارجية اكثر ضعفا إزاء عدة مقارنات بين تعامل الإسرائيليين مع مواطنيهم وخصوصا الحارس القاتل لاردنيين قبل عامين، وكيف استعاده الإسرائيليون خلال ساعات، وبين الموقف الحالي الذي لا يزال واقفا عند استدعاء السفير الأردني في تل ابيب للتشاور.
وقارن الأردنيون أيضا المواقف الأردنية الباهتة مؤخرا امام الإسرائيليين بموقف الملك الراحل الحسين بن طلال إزاء محاولة تسميم القيادي في حركة حماس خالد مشعل، إذ هدد بكل صلابة الملك في حينه بوقف معاهدة السلام، بينما لا يزال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يدير دفة الأزمة عبر تويتر، ولم يعقد في سياقها أي مؤتمر صحفي مثلا.
وتساءل الأردنيون عن الأسباب التي تجعل بلادهم تبدو ضعيفة امام الإسرائيليين خصوصا والاخيرين لا يحاولون تقديم أي بوادر لحسن النية، رغم انهم يطالبون بتمديد اتفاقية الباقورة والغمر ورغم وجود معاهدة سلام تربطهم مع عمان.
وذكر نشطاء بلادهم بان الضفة الغربية أساسا اراضٍ اردنية، وان زيارتها من قبل اللبدي ومرعي لا ينبغي ان تكون بهذا الخطر على أبناء الأرض الواحدة؛ الا ان الاستجابة الدبلوماسية والسياسية لا تزال بعيدة عن التطلعات في الشارع.
وباتت قضية الأردنيين المعتقلين في الخارج مثار جدل كبير في الشارع، اذ اصبح الأردنيون يعتبرون ان بلادهم تفرّط بحقوقهم ولا ترعاهم او تحميهم خصوصا في ضوء وجود معتقلين لدى معظم دول الجوار اهمهم العشرات في السجون السعودية ومنذ اشهر ولم يتم الافراج عنهم ولا تسليمهم لعمان ولا حتى محاكمتهم.
وكان أهالي المعتقلين في الرياض قد عولوا على زيارة الملك عبد الله الثاني للرياض الثلاثاء للمشاركة في مؤتمر دافوس الصحراء لحلحلة ملف أبنائهم الامر الذي لم يظهر أي تقدم في سياقه أيضا بعد.
بهذا المعنى يمكن فهم التساؤل الذي ظهر على موقع توتر وعبر عدد من الناشطين إذا ما كانت الجنسية الأردنية باتت “لعنة” على أبنائها في الداخل والخارج، باعتبار الأردنيين أساسا يعانون من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة، معتبرين ان الدبلوماسية الأردنية باتت تتنكر وتأكل ابناءها في السنوات الأخيرة.فرح مرقة