بقلم محمد ربابعه
ينتظر الناس في هذه الأيام ما يسمى بعيد الحب وساعات قليله تفصلهم عن ذلك اليوم والذي يحدث فيه استنفار بين نسبه كبيره من المواطنين ليس في الأردن فحسب وإنما في بلادنا العربية عامه وفي بلدنا خاصة ,ابتهاجا بهذا اليوم وتنافس بين المحبين على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم لتقديم أجمل شيء يستطيع تقديمه أو هديه ثمينة تفوز بها صاحبه الحظ من المحب, فلأمر لا يقتصر على تقديم الوردة الحمراء أو باقة من الورود الحمراء والتي وصل ثمنها فيما عرفته أكثر من 50دينار أردني للباقة الواحدة وهذه فرصه ينتظرها أصحاب المحلات التي تمتهن وتتقن بيع الورود على اختلاف أنواعها رزقهم الله وبارك لهم .
في مقالي هذا لست ضد من يترجم الحب من أقوال إلى أفعال ,وإنما أتمنى أن تدوم المحبة بين الجميع في كل أيام السنة ولا يقتصر الأمر على يوم واحد فقط , وان لا نرتبط بإظهار الحب والمحبة في يوم اختاره شخص في بلاد العم سام أو في بلاد ألواق واق ثم نحتفل بهذا اليوم المختار تيمننا فيه واقتداء برأيه , الحقيقة التي لابد من الاعتراف بها وهي أننا نجيد تقليد الآخرين ليس في عيد الحب فقط وإنما في كل شيء في اللباس والطعام والسلوك حتى أصبحنا نحن وإياهم في مستوى واحد وبعد أشهر قليله سيكون هناك ما يسمى بعيد القبلات وهذا تطور خطير قبل ابتداع أعياد أخرى لا ندري ما هو المطلوب فيها وهل سيكون تجاوزا عن القبلات .
إن الأخبار التي تنقل لنا عن المصاريف الباهظة التي ينفقها أبناء الوطن وأبناء ألامه في هذا اليوم والتي تكبد المواطنين خسارة كبيره في أموالهم , الأبناء والفقراء أولى بها والأمر لا يقتصر على الورود فحسب وإنما يتعدى ذلك من أمور كثيرة لا مبرر لها على الإطلاق والمرأة التي أنفقت مبلغ 45 ألف دينار على عيد ميلاد الكلب ليست في أوروبا أو أمريكا وإنما كانت هذه الواقعة في الأردن وفي عمان بالتحديد . أليس هذا هو البطر بعينه أليس هذا استفزاز لمشاعر الملايين من الناس في داخل الأردن وخارجه .
قد لا يعجب البعض فيما كتبت ولكن لا بد من المصارحة والتذكير بالواقع الذي لا يبشر بالخير فيقول الله تعالى (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده خبير بصير )ويقول الله تعالى إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم صدق الله العظيم .