حسان الرواد
من فوائد المحن التي تحدث أنها تكشف زيف الكثيرين ممن يرفعون شعارات تجميلية تدعي كذبا وباطلا تضامنا مزيفا مع الفقراء والمظلومين على يد سادة القوم, لكنها في الحقيقة لا تزيد عن كونها شعارات خادعة ذات مآرب شخصية ونفعية مستغلة هذه الشريحة الواسعة من الشعب من خلال دغدغة عواطفهم ومشاعرهم, لكن سرعان ما تسقط هذه الأقنعة عن وجوه هؤلاء على اختلاف أماكنهم ووظائفهم ومهنهم, ليتبين للناس بعد ذلك أنهم أسوأ ممن ظلمهم, لأنهم زادوا عليهم بالكذب والخديعة والتكسب من معاناتهم من خلال شعارات سرعان ما ظهر زيفها..؟!
عادل إمام كما يظهر في الأفلام, بطل شعبي, مع الفقراء, ضد المجرمين والحرامية, يدافع عن الحقوق, ينصر المظلومين الغلابا ويرسم على وجوههم بسمة.., بطل أسطوري حتى وهو يمثل دور الكفيف يظهر خارقا حارقا...لكنها في الحقيقة ليست سوى البطولة المزيفة الخادعة التي سقطت بامتياز وأسقطت معها الكثير من الأقنعة, سقط القناع عنه بعد مواقفه وتصريحاته المؤيدة لنظام حسني مبارك والتي هاجم فيها شباب الثورة المرابطين في ميدان التحرير, وأعلن تأييده للرئيس المخلوع, متحديا مشاعر الشعب المصري الثائر على الظلم والفساد الذي تبناه عادل إمام في أكثر أعماله.
ففي اتصال هاتفي أجرته معه قناة الجزيرة في بداية الثورة بعد تصريحاته السابقة التي أدلى بها لإحدى الفضائيات و أيّد فيها النظام, ظهر عادل إمام في هذا اللقاء عاجزا خائفا مترددا من التصريح فالكفة لم ترّجح بعد..! وعندما بادر مقدم النشرة بقوله: لماذا لا تذهب إلى ميدان التحرير وتعلن موقفك الصريح وتضامنك مع شباب الثورة؟ قال بالحرف الواحد هذا البطل الكرتوني \" أروح فين يا راجل..عايزني أنضرب شومة على دماغي..\" فنسي هذا الفنان أنه في وقت ما وزمن ما قدم نفسه كرمز للمواطن المصري الكادح المظلوم, لكنه وعند المحن لم يكن سوى بطلا زائفا ضالا ومضلا خدم نظاما فاسدا سام شعبه سوء العذاب. نعم هذه هي إحدى فوائد الثورة التي أسقطت أقنعة كثيرة طالما حملت شعارات لم تكن يوما سوى كذبة كبيرة؛ لم تضلل شعاراتهم الشعب فقط, وإنما ضللت النظام أيضا فزاد ظلما وسعيرا.
rawwad2010@yahoo.com