سأروي لكم في مقالي اليوم عددا من القصص عن رجالات الدولة الاردنية و سأترك للقارئ الكريم الحكم على هذه القصص و المغازي و المعاني و الرسائل التي اريدها ان تصل للمواطن اولا ومن ثم للمسؤول.
الاسبوع الماضي جمعتني جلسة مع مسؤول اداري كبير وصحافي و موظف في احدى الوزارات...المسؤول الاداري كان غاضبا جدا الى حد الاحباط حيث قال ان مسؤول امني كبير بنى بيتا وانه قام بتركيب ستائر لهذا البيت بكلفة 250 الف دينار فقط لا غير ـ تصوروا يرعاكم الله ـ ثمن برادي البيت لوحدها ربع مليون دينار فكم سعر البيت كاملا. المسؤول الاداري اقسم ان المسؤول الامني سوف يسكن بيته هذا بعد ان يستقيل او يُقال من منصبه طبعا درجة الاحباط بلغت لدى صديقي المسؤول الاداري انه يكاد ينفجر انه في الخدمة العامة منذ سنوات ولم يستطع ان يحقق ما حققه غيره في سنة او سنتين.
القصة الثانية عن وزير العدل الجديد حسين مجلي هذا النقابي المخضرم.. لقد ذكرني مجلي حينما شاهدت صوره يقف مع المعتصمين المطالبين بالافراج عن البطل احمد الدقامسة بالزعيم الليبي معمر القذافي الذي خرج مع المتظاهرين يرمي الحجارة على الشرطة . متناسيا القذافي ان هذه الشرطة التي تلاحق مواطنيه هي شرطته والملاحقة تتم بأمر منه. اما حسين مجلي الذي قال شعرا بالبطل الدقامسة فإنني استغرب لماذا لايقوم هو كوزير عدل بمطالب المعتصمين و تقديم مذكرة للحكومة التي هو جزء مهم فيها بالافراج هن الدقامسة بدلا من اطلاق الشعارات التي كان يطلقها إبّان دفاعه المستميت عن الدقامسة حينما لم يكن وزيرا. فيا معالي الوزير انت الان وزير عدل و بإمكانك وبدون تصريحات التنسيب لمجلس الوزراء واصدار هذا العفو لنفرح ببطلنا الدقامسة .
اما القصة الثالثة فهي عن وزير الداخلية الحالي الذي نحترم ونقدر سعد هايل السرور فهو أي السرور يعلم كما نعلم جميعا ان تزويرا مُورس عليه لاسقاطه في الانتخابات كما مُورس على غيره و لكن المفارقة المضحكة المبكية أن السرور يطلب الثقة من مجلس جاء الى العبدلي والكثير من اعضائه مشكوك في صحة نيابتهم بعد قصة التزوير التي يتحدث عنها القاصي و الداني فكيف بالله عليكم اقناعي ان مجلسا غير شرعي حتى لو كان عضو واحد فيه جاء بالتزوير يعطي الثقة ويضفي الشرعية على الحكومة و الانكى من ذلك ان يقبل رجل بحجم معالي ابو هايل بأن يحصل على الثقة من هكذا مجلس.
اما القصة الرابعة عن الزميل الكاتب المخضرم وزير الدولة لشؤون الاعلام طاهر العدوان الذي لا يستطيع احد في البلاد ومن العباد ان يشكك بقدرته او نزاهته او وطنيته ولكن ألم يخرج معالي الوزير العدوان سابقا وهو كاتب ليتحدث عن المجلس الحالي متهما و قائلا انه لم يأتي بطريقة نزيهه فكيف يقبل العدوان على نفسه ان يحصل على الثقة من مجلس هو مقتنع داخل نفسه انه اتى بدون ثقة المواطنين .
قد يتهمني البعض بأنني اهاجم مجلس النواب لاسباب شخصية ولكنني اقول ان لدي من الاصدقاء تحت القبة الكثير الكثير من النواب الذين افتخر بصداقتهم ووطنيتهم ونزاهتهم ايضا واعرف لو انهم نزلوا اية انتخابات لفازوا بجدارتهم ولكنني حين اهاجم المجلس فإنني اهاجم البعض فقط الذين اساؤوا لصورة الديمقراطية الاردنية التي لا نرضى لها الا ان تكون ديمقراطية كاملة لا تشوبها اية شائبة .
اما القصة الاخيرة فهي خاتمة المسك بالنسبة لما اريده ان يصل والقصة تتعلق بوزير الداخلية الاسبق فلاح المدادحة و صادق الشرع ... ففي احد الايام توجه جلالة المغفور له الملك حسين بن طلال الى سجن المحطة والتقى صادق الشرع الذي كان متهما بمحاولة الانقلاب على نظام الحكم وجلس معه لأكثر من نصف ساعة ثم قرر الافراج عنه وحينما سمع فلاح المدادحة بزيارة الملك لسجن المحطة و افراجه عن الشرع توجه الى الديوان الملكي و قابل جلالة المغفور له الملك حسين بن طلال و استفسر منه عن زيارة سجن المحطة و افراجه عن الشرع فأخبره الملك ان ما سمعه صحيح فوضع المدادحة استقالته بين يدي الملك وحينما استفسر جلالته عن ذلك قال المدادحة انه لا يجوز تعطيل الدستور و الافراج عن اي سجين يتم وفق الدستور وكان لا بد من ان تكون الاجراءات دستورية من خلال رئاسة الوزراء التي تأمر وزير الداخلية و وزير العدل بالتنسيب بعفو خاص يوشحه الملك بالإرادة الملكية السامية ...
انتهت القصة فهل وصلت الرسالة .
ملاحظة قصة الوزير المدادحة رواها وزير داخلية اسبق و الله من وراء القصد