زاد الاردن الاخباري -
واشنطن: اعربت الخارجية الأمريكية اليوم الأربعاء عن استيائها الشديد للانتقادات التي وجهت إلى عملية الاغاثة الأمريكية عقب زلزال هايتي، والتغطية الإعلامية التي وصفتها بالـ" الجائرة" .
وندد المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي بـ"التغطية الجائرة وغير المتوازنة" التي تقوم بها محطة "الجزيرة" القطرية التي تشبه الجهود الأمريكية بعملية عسكرية.
وقال كراولي: "إن الجزيرة شبهت هكذا الوجود الأمريكي في مطار بور أو برنس بالمنطقة الخضراء في بغداد حيث تتحصن القوات الأمريكية".
ومن ناحيتها، دافعت قناة "الجزيرة" عن تغطيتها للزلزال ووصفتها بأنها عادلة ومتوازنة ومفصلة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد قالت الثلاثاء : "أنا مستاءة بشدة من أولئك الذين يهاجمون بلدنا وسخاء شعبنا ودور رئيسنا في محاولة للتعامل مع كارثة تاريخية بعد الزلزال".
ولم تسم كلينتون الجهات التي وجهت هذه الانتقادات، لكنها اعتبرت أن قسما من الصحافة الدولية إما أساء فهم وإما أساء عمدا تفسير نيات الولايات المتحدة بإرسالها قوات عسكرية اضافة إلى موظفين مدنيين للمساعدة في اعادة اعمار هايتي.
وأكدت أن إرسال عسكريين ومدنيين كان ضروريا لتقديم المساعدة الى الهايتيين الذين كانوا في حاجة ماسة إليها، مضيفة "لقد بذلنا ما في وسعنا للقيام بما هو ضروري خلال الاسبوعين الاخيرين".
وكان الانتشار العسكري الأمريكي المتزايد في هايتي قد أثار انتقادات دولية ، وسط مخاوف من ان تتحول عمليات الإغاثة بعد الزلزال الذي ضرب الجزيرة في 12 يناير/ كانون الثاني إلى تدخل عسكري مفتوح.
وذكرت مصادر في منظمة "أطباء بلا حدود" إن المنظمة الدولية تشعر بالقلق من "عسكرة المساعدات، كما تشعر بالقلق كذلك من توزيع الطعام تحت السلاح".
وسرت شائعات الخميس الماضي عن خطة لطرد اللاجئين من أستاد هايتى الوطني في بورت أو برنس لإخلاء مساحة للقوات الأمريكية لهبوط مروحياتهم على سبيل المثال، وشجب منتقدون القوات الأمريكية التي تسيطر على مطار المدينة لأنها فضلت الرحلات العسكرية على المدنية.
ويصر مدير العمليات الجوية للجيش الأمريكي في هايتي القائد بوك التون على أن خطط الهبوط تقسم بالتساوي بين المطالب، وقال للصحفيين: "إن هناك 43 طائرة للإغاثة الدولية و55 طائرة للإغاثة المدنية الأمريكية و51 طائرة عسكرية".
ووصفت وسائل إعلام تايوانية فرق الإنقاذ الأمريكية بأنها "مستأسدة" لأنها دفعت فريق بحث تايواني بعيداً عن مختلف المواقع ومن بينها مبني تابع للأمم المتحدة على الرغم من أن الفريق التايواني كان حدد مواقع الناجين وكان يعمل على إخراجهم من بين الأنقاض.
وزعم آخرون أن القوات الأمريكية أعطت الأولوية لإجلاء المواطنين الأمريكيين وأنها تفضل بشكل عام المساعدات الأمنية على المساعدات الإنسانية ، كما قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، ويشكك محللون في مختلف أنحاء العالم في نيات الرئيس الأمريكي باراك أوباما من نشر القوات الأمريكية في هايتي.