زهور الربضي - ليس من شيم الأردنيين أن يقابلوا ضيوفهم إلا بكل ترحاب وكل احترام ، وليس من تفاصيل منظومتنا الأخلاقية أو الدينية أن نسيء لعابر سبيل أو من قصدنا وجاءنا مسالمًا يحمل في جعبته كل الود وكل تفاصيل الصور الجميلة التي كونها واختزانها عن بلادنا البهية السمعة بين الأوطان برقي أهلها وسلام قلوبهم ودفء ملقاهم عندما تمر بأرضهم وتعبر ديارهم المجيدة ،،
فهم شديدوا البأس وأقوياء العزائم لكن ليس مع من جاؤوا لينقلوا للعالم ثراء ما قابلناهم به من حسن ملقى وطيب ضيافة وروعة ما شاهدوا من آثار تنطق بماض عريق لا يليق به سوى أن نحافظ عليه وبكل عزيمة لأنه كنز يتمناه الغير من الدول وكثير من الشعوب ليتغنوا به أمام كل من يراه، وقد حبينا به منذ غابر الأزمان ومن جذور حضارات مرت من هنا وتركت لنا كل ما أبدعت وكل ما صنعوا من تاريخ تليد ،
بلادنا احتضنت ما لا يعد ولا يحصى من مشاهد تبهر الناظرين حيثما حلوا وأينما توجهت أبصارهم ، فالجنوب نابض ببتراءه وواديه القمري وقلاعه الشامخة كما الشمال الناطق بسهوله الخصيبة وجباله المكللة بأشجار الخضرة واآثاره القادمة من أحضان جدارة وقلاع لإزالت بهيبتها تطل على غورنا ومرابع القدس وسهول بيسان،
أما جرش فهي شامة الوطن ورمز فرحها وقيثارة الرعاة ومنبت الخضرة وعشق العابرين ، تتلألأ كحبة من ياقوت تنشد بألف عامود أغنية المساء غير مبالية بكل من يحاول لي ذراعها كي لا تكون ولا تجود،
ففي كل عام ترقص مدرجاتها بصدح من أحبوها وتفتح ذراعيها بكل تواضع مهيب لمن ينشدون فيها راحة القلب ونكهة الزمان وعبق السنين ء
ما حدث في جرش من اعتداء وإيذاء لن يكسر فيها رغبة البقاء وعنفوان الحضور فهي صامدة كبواتها العتيقة وأعمدتها المنتصبة وشوارعها الحجرية وخضرتها التي تزين مداخلها وتقول أهلًا لكل من قصدوا ديارنا ومدينة الحلم وبيرق الزائرين ء
سلام على جرش وعلى كل هذا الثري النابض الأمين ء