يستغرب الناس كيف يجتمع كم من المواطنين في الشارع أمام مسجد أو نقابة أو دائرة حكومية ويسيرون في الشوارع يحملون يافطات كتب عليها عبارات تعبر عن مطالبهم أو سبب تجمعهم وسيرهم ويهتفون بكلمات يعبرون فيها عن معاناتهم ومطالبهم
فالمعاناة والشعور بها ومطالبهم وحاجاتهم وعدم العدالة الاجتماعية هي من جمعتهم ووحدتهم وهم يعلمون أن يد واحدة لا تصفق لذلك اجتمعوا وتكاثروا وهم أيضا يعلمون أنهم سوف يواجهون وقد يتاذا أو يموت احدهم ولكنهم يحسون انه بتجمعهم معا أن المسؤول سوف يسمع مطالبهم وحاجاتهم لأنه يزعجه مشهد المسيرات ولا يستطيع معاقبة الجميع أو محاسبتهم فهم الوحيدون بتجمعهم يحاسبون أي مسؤول علنا دون أي خوف لأنه لو فعل مواطن أو مواطنان مثل ذلك لحاسبهم المسؤول امر حساب
أن وقود هذه المسيرات أو المظاهرات تعرفه الحكومة أو يعرفه المسؤول ولكنه يصر على أن يزيد من وقود المسيرات وتخرج المسيرات بشكل متكرر حتى تتحقق مطالب المواطنين
أن فقدان العدل والمساواة من أهم وقود المسيرات فعندما يشهد المواطن بعدم العدل والمساواة فانه سوف يغضب ويبداء في المجتمع الحديث عن ذلك حتى تلد المسيرة ومن الوقود الذي يزيد نار هذه المسيرة وهو طريقة تعامل رجال الأمن معها فلقد أعجبني طريقة رجال الأمن في الأردن عندما بدؤا يقدمون زجاجات الماء البارد والورد والحماية للمسيرة في الشارع خلال ما حصل في عمان
كما وان الضغوط على الأعلام وعدم حرية التعبير وعدم تقبل الرأي والرأي الأخر وتكميم الأفواه وكسر الأقلام يزيد من تفاعل الناس ويزيد من غضب الناس ويدفع بمزيد من المسيرات والاعتصام.
عندما يقوم احد المسؤولين بتصريحات غير لائقة أو فيها إجحاف بحقوق المواطنين أو فيها رد غير مرضي لطلب المواطنين أو كلام يثير مشاعر الناس هذا يزيد من وقود المسيرات
هذا كله يدل على أن الحكومة أو بعض المسؤولين هم السبب في خروج المسيرات والسؤال الذي يطرح نفسه هو أذا كانت الحكومة تعرف جيدا الوقود الذي يزيد من نار المسيرات فلماذا لا تتجنبه وتريح الناس.
إبراهيم القعير