لم يخلو بيت عزاء ولاحفلة عريس ولا سهرة بيتية من التفاعل مع الاحداث الجارية في الوطن العربي ..فما ان ننتهي من (عظم الله اجركم )(شكر الله سعيكم ) الا وتجد الجميع يتحدث ..والقاسم المشترك للحديث هو الفساد.. المديونية.. الملايين التي نهبت زورا وبهتانا..الفقر.. البطالة ..الا ان احدهم كان ثائرا ومحتدا لان قريبا له سرق (ساعة جرة غاز )وحوكم على فعلته وتم تطبيق القانون عليه فساله احد الموجودين وهل وظيفة قريبك (كذا )؟فقال له نعم ..وكيف عرفت ؟فقال له لو كان قريبك (كذا)لسرق الساعة والاسطوانة معا ولو كان (كذا)لسرق فرن الغاز والاسطوانة والساعة ...
لقد تغيرت المفاهيم ..فعندما كان الحلال بين والحرام بين كانت السرقة.. سرقة كبر حجمها ام صغر وهي مرفوضة شرعا بكلا الحالتين
لقد اصبح الحرام عند البعض هو (مالاتطاله الايدي) فاذا كان بالامكان ان تطاله الايدي فهو الحلال الزلال وسيجد هؤلاء التبريرات لعدم حرمته
فمن يسرق الماء والكهرباء يبررذلك بانه مال دولة
والموظف الذي يسرق الوقت لنفسه يقول (اي هي وقفت على هالساعة)
والابن عندما يسرق يقول الاب (ابن فلان اللي همل ابني) وهو يعلم بان ابنه يهمل بلد بحالها ..لقد وصل العهر بالبعض ليسرقوا ضريرا
فاذا اردنا محاربة الفساد فلنبدا بانفسنا وبتقوى الله في تربية ابنائنا ولا نزين الحرام لنجعله حلالا ولا نوسع دائرة الحلال على هوانالنقحم به الحرام
ان حيتان الفساد كانوا بالامس سمكا صغيرا بدأوا( بساعة جرة غاز )