أعجبتني قدرة مقدمة البرنامج الصباحي على راديو فرح الناس على قراءت المشهد الاعلامي الاردني ، وهي نهاد الجريري ، فبكل بساطة اشارة الى أن الاعلام الرسمي ممثلا بوكالة بترا الاردنية للأنباء ذكر خبر لتصريحات بني ارشيد حول حكومة البخيت ، والى هنا وقف الخبر ، اما الحكاية فهي أكبر من ذلك ، فالاعلام الحكومي بثقل سنواته العديده هل يستطيع أن يمارس سياسة فتح الباب على الشارع الاردني ويخرج من صورة المسؤول الحكومي الذي يقول دائما أن الامور بألف خير ، وكبداية اعطي هذا المثال لنقيس عليه ، ما هي ردة فعل شخص عمل بوظيفته لمدة ثلاثون عاما أو يزيد وهو كل صباح يفتح الباب للمدير العام ومن تورث المنصب من بعد المدير العام وفي يوم وليله قالوا له الأن انت المدير العام ، هل سينتظر أن يفتح له أحدهم باب السيارة أم سيقوم هو بفتح باب السيارة لنفسه وينتظر أحدهم كي يذكره أنه الان هو المدير العام ، في هذا المثال واقع مرير يستحق أن يدرس ويكتب به مئات الكتب ، فالجهاز الاعلامي الحكومي برجاله وجهازه المترهلين لن يستطيعوا أن يقدموا للمواطن ما يريد لأنهم في الاصل رجال حكومة وقد تم تعينهم بناء على إعطيات ومنح وتقلبات في مناصب مدراء الجهاز الاعلامي الحكومي ، ففي حديث جانبي مع احد هؤلاء الموظفين قال لي أن طبيعة ادارة المؤسسة الاعلامية ( التلفزيون الاردني ) الحكومية هي التي تحدد من سيكون ومن لايكون في هذا الجهاز رجل الشاشة ، وبالتالي نجد انه من الافضل للوطن وللإعلام الحكومي أن يتم عمل غربلة كامله له تقوم على أسس وظيفية تستند لمؤهلات أكاديمية وخبرات ميدانية والتخلص من كل من لالزوم له ، وهذا يعيدنا الى قول أحد موظفي هذا الجهاز الحكومي أنه في كل مرة يتم بها تغير الادارة تجد أن الاستقطابات للترقي والتوظيف تتم من المنطقة الجغرافية لهذا المدير ، واذا اخذنا هذا المثال ونظرنا الى كم مرة تم بها تغير مدير هذا الجهاز الحكومي سنعرف كم مرة تم بها إستثناء أو أعطاء احدهم حق ليس له ، ولعل في تصريح الاستاذ صالح القلاب عندما تولى مجلس ادارة هذا الجهاز الاعلامي الحكومي وكيف انه يوجد 150 موظف على مسمى سائق ، وكذلك 300 موظف على مسمى الحدائق ( المعلقة ) ،ففي هذا التصريح دلالة على أنه لم يعمل شيء وبقيت الامور كما هي، وفي جانب اخر وقد يكون معلوم أو مخفي عند المسؤولين في هذا الجهاز أنه يوجد العديد من فني هذا الجهاز يعملون في قطاع الاعلام الخاص وهم على رأس عملهم في الجهاز الحكومي ، والذي يجعلني أستغرب هو كيف يستطيع موظف حكومي أن يعمل بدوام شبه كامل في قطاع خاص دون أن يتأثر بذلك نظام دوامه الرسمي ، وفي هذا دلالة واضحة أن هناك من يحرث ومن يتشمس على شط هذا الجهاز الحكومي ، وسؤالي الاخير وهو موجه لكل من يعنيه بقاء هذا الجهاز كجهاز حكومي يمثل وجه الوطن بكل أطيافه هو لماذا الى الان كل من يرغب في العمل في هذا الجهاز عليه أن يحصل على موافقة أمنية من جهات عليا كي يسمح له بالعمل في هذا الجهاز ، ولماذا يمنع على اشخاص المشاركة بالندوات واللقاءات على شاشة أو اثير هذا الجهاز لأن هناك من يقول أن هذا الشخص غير مرغوب في سماع صوته أو رأيه ، وعودة للمربع الاول في هذا المقال أقول هذه الكلمة وأجري على الله وهي أن العطار لن يصلح ما أفسده الدهر وأن التلصلص من خزق الباب على الواقع الاردني الأخر هو الاسلوب المتبع في هذا الجهاز الاعلامي الرسمي وان فتح الباب يتطلب قرار جريء من خكومة جريئة ؟؟