كثيرة هي البيانات والبرقيات التي خرجت علينا خلال الايام الماضية عبرالصحف الاردنية تعلن الولاء للقيادة الهاشميه والانتماء لوطننا الحبيب ، حقيقة لا نشكك في مسألة ولائهم ، ولكننا لا نريد مزايدة على ابناء الاردن الشرفاء, فليس كل من سطّر بيانا اوأرسل برقية دشنها بالولاء للعرش الهاشمي بأكثر وطنية ومحبة للملك من باقي الاردنيين الصامتين ، فجميعنا في ساحة الوطن جنود للبناء والدفاع عن الحرية والعرش الهاشمي فهو اساس استقرارالاردن السياسي .
كان ينبغي على الموقعين على البيانات ان يدركوا ان حب الوطن والقائد أجمعت عليه مختلف طبقات الشعب الاردني ، منـذ تأسيس المملكة الهاشميه ، ماضيا وحاضرا ،ومستقبلا ( عدا المنتفعين،والمتملقين ) الذين يستغلون اي مناسبة وغير مناسبه ليزوادوا على باقي الاردنين الشرفاء، فهؤلاء معروفون لدوائر صناعة القرار وللناس ايضا ، فولاء بعضهم مرهون ببقائه بالمنصب واستلام الشيكات بارقام فلكيه .. فهناك من قبض ثمن ولائه وهناك من ينتظر،و يحلم بمنصب محافظ او سفير او ملحق ... وهاتفه لا يفراق يديه ينتظر رسالة خاصة من اصحاب القرار.
اما الولاء الحقيقي وغير مدفوع الثمن نلمسه عند الفلاح والانسان البسيط والجندي المرابط على امن وطنه ،وهم الاكثر ولاء وانتماء ومحبة للملك ، فهؤلاء لم يطلبوا ثمنا لولائهم ولم يقبضوا شيكات ولم يحصلوا على منح ومقاعد جامعية لابناءهم مجانا ، ولم يسافروا في رحلات علاجية للخارج مدفوعة الثمن ، فهؤلاء جميعا نلمس ولائهم الحقيقي عندما يلتقى بهم جلالته في البوادي والمخيمات والمعسكرات فيخاطبهم انتم اهلي وعزوتي ايها النشامى ،، فيرددون بصوت واحد يعش ابا الحسين...يعيش ابا الحسين كلمات تنطقها السنتهم ومنبعها قلوبهم .
وهنا أتسآل بحسن نية ما سبب كثرة هذه البيانات التي عنوانها الولاء والانتماء وتوقيتها الآن ، حقيقة لا اجد لها تفسيرا الا انها تحمل اشارة مبطنه ردا على بيانات ومقالات طالبت بالاصلاح الاقتصادي والسياسي وتحصين الوطن من المخاطر الخارجية فهل يتناقض الولاء للعرش مع مطالبة الحكومات بالاصلاح ومحاربة الفساد ، الذي نخر في جسد الاردن الغالي حتى انهكه ،فهز كيان قلب كل اردني شريف , وهل المطالبة بايقاف عملية تسمين الابقار والعجول التي تدر لبنها خارج الوطن الغالي وفتح ملفات الفساد ومحاسبة المفسدين يناقض الولاء للعرش الهاشمي ، انني أرى ان الولاء الحقيقي للعرش الهاشمي والحفاظ على الاردن وطنا والعرش الهاشمي قيادة ،هو هذه المطالبات بالاصلاح السياسي ومحاربة الفساد ،وهي تغني عن كل البيانات ، فلنكن واضحين الان وقبل ان تقع الفاس بالراس بانه ليس بيننا واحد .. يختلف مع الملك والعرش فجميعنا تحت سقف سماء هذا الوطن الاردني يبقى ولاءنا اردنيا هاشميا .
اقول يكفي مزايدات فدعونا من برقيات تأكيد المؤكد ،ففكرالهاشمين وسماحة قلوبهم تتستع للجميع .. جميع الاردنيين، فلنعمل جميعا على اصلاح الخلل القائم ومحارية الفساد ولنتحاور جميعا بمحبة على قاعدة الراي والراي الاخروعلينا جميعا أن نضع أيدينا بيد جلالة الملك نعينه للخلاص من زمرة الفساد وانعاش الاقتصاد وتجسيد الولاء من خلال البناء والعمل ،،لا من خلال البيانات والبرقيات والتي لن تقدم او تؤخر في ولاؤنا للهاشميين فولاؤنا لهم ثابت وراسخ ثبوت ورسوخ الجبال ... ليبقى أردننا آمنا قويا عزيزا تحت ظل الراية الهاشمية الأبية .