(مجرد رأي من خبرتي)
اعداد الوكيل المهندس تيسير فهد العبادي / مركز الأصلاح والتأهيل سواقة .
...... انه يعرفك... ؟ وتجلس معه في مجلس واحد او مكتب واحد إما ان يراك او يسمع انك كتبت مقالاً او قدمت انجازاً او ابدعت في حديث او نجحت في أي مجال مهما كان نوعه إلا وتثور ثائرته قائلاً منذ متى ؟ وكيف ذلك ؟ وهل هذا يستطيع ذلك ؟ وهل هذا معقول ؟ لكن صَدَقَ أهلنا عندما قالوا : زامر القرية لا يطرب حتى لو كان ما يعزفه من اعذب الألحان واجملها والسبب لأنه من نفس القرية او العشيرة او الملة فأنك لا تجد احداً يشجعك او من يقول لك احسنت هذا جيد واصل عملك .
على العكس فأنك تجده دائماً يثبطك ويحبط من معنوياتك همه الوحيد هو ان يطفئ تلك الشمعة التي تسعى بها جاهداً من اجل ان تضيء ولو بشيء قليل ذلك الظلام الحالك ولكن نحن في عصر كَثُر فيه من ينسج الظلام ولا تجد احداً يشعل شمعة واحدة واليك خبر مثال على ذلك فالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) قبل بعثته كان يلقب بالصادق الأمين وبعدما بعثه الله نبياً قال عنه قومه بأنه ساحر وكذاب . فلا تنتظر ان تلقى الترحيب والتصفيق من أي كان ( حتى من اقرب الناس اليك ) ان كنت ممن سلكوا درب النجاح في شتى المجالات وارجو ان تقرؤا التاريخ فأن فيه العبر والدروس .
ان الإنتاج الفكري والعلمي هو تماماً كالصناعات المحلية (ألبسة ، أغذية ......، ...الخ ) فهو دائماً محكوم عليه بأنه دون المستوى وغير لائق ولا يصلح وبهذا نفسر هجرة الأدمغة العربية الى الدول الأوروبية والذين انجزوا اعمالاً انبهر لها العالم ونالوا تشجيعات وتقديرات من رؤساء دول عظمى . وهذا هو الحال في بلادنا ومجتمعاتنا فأن فكرت وكتبت مقالاً ان نشرت كتاباً فأنك ستلقى الرد والصد والعداوة والأحتقار وستلقى من يصفك بأسوأ الصفات وينعتك بكل النعوت ومن يقول لك انك ترغب في منصب ما او تطمح الى غاية معينة او انك تبحث عن السمعة والشهر والصيت .....؟
عزيزي القارئ ان طريق النجاح صعب وصعب جداً ولا تظنه ابداً سهل معبد قصير بل هو على العكس محفوف بالأشواك والعوائق وكلما سرت فيه سيكثر اعداؤك فتراهم ينبتون كالفيروسات والبكتيريا وستجد من يحسدك على ما انجزت . لكن اياك ثم اياك ثم اياك ان تتوقف او تتوانى عن انجازاتك فأنت لست الأول ولن تكون الأخير الذي سلك هذا الدرب فأمضي في طريقك ودعك من اصحاب العقول المستريحة ، فتوقفك عن مواصلة مشوارك يعني هزيمتك وأنهم قد انتصروا عليك ، فدعهم ينبحون بما شاؤا وصدقني لو لم يكن ما قمت به وما انجزت من نجاح دون المستوى لما اعاروك أي اهتمام وما سألوا عنك واذا كنت تلاقي الصد والنقد فهذا يعني انك على الطريق الصحيح فكن كالشجرة يرمونها بالحجارة فتعطيهم احلى الثمار واجعل من شدة عدائهم لك وسخريتهم بك وقوداً وحطباً لنار طموحك وشغفك ولإرادتك ودفعاً لعزيمتك لتحقق النجاح والإنتصار في أي مجال كنت فيه .
هذه هي طبيعة الحاسد فهو دائماً يحسد من هو افضل منه لكن تجمل بالصبر فهو السلاح الوحيد للتغلب عليه وتذكر قول الشاعر :
اصبر على كيد الحسود فأن صبرك قاتلـه
فالنار تأكل بعضهــا ان لم تجد ما تأكله
لقد تعودوا على كل ما هو قادم من الخارج ولو كان المحلي افضل وأجود فأنت لا تملك ان تمنع الناس عن الكلام فأتركهم يثرثرون بما شاؤا فليس عيباً ان نستعين بغيرنا من اجل تحقيق اهدافنا لكن العيب هو ان ننكر فضل ما قدموه لنا ولنتذكر ان اليد الواحدة لا تصفق .عزيزي القارئ ارجو ان تكون قد اخذت العبر والدروس من هذه الكلمات وهذه التجربة وهي خلاصة سنين طويلة اضعها بين يديك حتى فلا تقول لا استطيع او ليس لدي الأمكانات . فقط اخطو الخطوة الأولى وسترى ان طريق الألف ميل تبدأ بخطوة وأرجو منك ومن كل قلبي ان تشجع كل ما هو محلي وتأخذ بيد الصغير ليصبح كبيراً ولا تسخر ولا تتكبر على احد فأن الجبال من الحصى .