زاد الاردن الاخباري -
بقلم: الباحث الاردني عبدالعزيز الجفيرات - بدأ البحث عن البترول في الأردن منذ عام 1947 من القرن الماضي إلى يومنا هذا حيث كتبت التقارير الجيولوجية وألفت الكتب عن جيولوجيا الأردن وجاءت شركات وذهبت شركات وجاء خبراء وذهب خبراء واجتهد من اجتهد وفسَّر من فسَّر وقيل ما قيل واتُهم من اتهم واستُبعد من استبعد وجاءت البشائر وذهبت البشائر وقيل المؤامرة الداخية والخارجية وأنفقت مئات الملايين من الدنانير حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم لا شيء سوى الفتات القليل من ثروتنا البترولية التي لم تكتشف بعد.
اتحدى بالمنطق العلمي وذلك من خلال المعرفة المتحصلة لدي أن ثروتنا البترولية كبيرة من خلال بيئات الترسيب المناسبة التي شكت تضاريس الأردن المختلفة عبر الأزمنة الجيولوجية القديمة والحديثة والتي شكلت الأحواض الرسوبية القديمة الدالة على تواجد الثروات المعدنية المختلفة مثل الذهب والنحاس وغيرها، والأحواض الرسوبية الحديثة التي تشكل ضمنها المواد البترولية، والأحواض الرسوبية الحديثة المتأخرة الدالة على تواجد الخامات مثل الفوسفات وغيرها، ومن خلال تشكيلات هذه التضاريس تظهر أكثر من (50) طية محدبة بمساحات مختلفة ظاهرة على سطح الأرض والتي تشكلت على أطراف الأحواض الرسوبية الحديثة والتي تعتبر في علم البترول من أهم مصائد النفط والغاز إذا ما تواجدت في تضاريس أي دولة.
حيث أتحدى بالمنطق العلمي عن تواجد المكامن الغازية في حقل الريشة امتياز شركتنا الوطنية للبترول والتي حفرت أكثر من (50) بئر ضمن تضاريس الحقل المختلفة وخلال عشرات السنين الماضية على نظام الموديل الجيولوجي المعتمد عليه في الشركة الوطنية والمسوحات الجيوفيزيائية المتوفرة لديهم ولم يحصل على النتائج المرجوة خلال هذه السنوات الطويلة حيث صرفت مئات الملايين على حفر هذه الآبار بالاعتماد على تقارير جيوفيزيائية خاطئة أو مقصود أن تكون خاطئة أو مضللة عن جيولوجيا حقل الريشة والتي تفيد بوجود أنهار جليدية في العصور القديمة تأثرت بها منطقة الريشة وبعد تراجع هذه الأنهار وما شكلته من أودية بسعات مختلفة وبعد أن غمرتها الرسوبيات الفتاتية والرمال تشكلت طبقات ذات مسامية ونفاذية علتها الطبقات الرسوبية قليلة المسامية حيث تشكلت ضمن هذه الأودية المصائد الغازية والنفطية على شكل طبقات لا تتجاوز سمكها الأمتار المحدودة وهذا ما يبحثون عنه في حقل الريشة.
وبعد الاعتماد على هذا الموديل الجيولوجي لسنوات طويلة لم تظهر النتائج المرجوة من حفر هذه الآبار إلا القليل منها وبكميات محدودة وبعضها تراجع وأصبح جافاً حيث ان الكميات المنتجة حالياً لا تغطي إلا جزءً بسيطاً من تكلفة حفر هذه الآبار الجديدة.
ألم يحن الوقت لتقييم نتائج هذه التقارير بعد الاعتماد عليها هذه المدة الطويلة من البحث عن المصائد الغازية في حقل الريشة من قبل أصحاب الكفاءات العلمية عاملين ومتقاعدين جيولوجياً.
أوكد على أن الآبار التي ستحفر مستقبلاً عن طريق هذا الموديل الجيولوجي سيكون نسبة نجاحها لا يتجاوز 10% والكميات المكتشفة ستكون محدودة وتتراجع وتجف لأنها لم تحفر في مكامن غازية ضمن الطيات المحدبة المتفق عليها عالمياً في علم البترول.
بالمعرف العلمية المتحصلة لدي تقدمت إلى شركة البترول الوطنية بثلاث احداثيات جغرافية ضمن حقل الريشة عن تواجد المصائد الغازية والنفطية وبعد دراستها من قبل المختصين في شركة البترول من خلال المسوحات الجيوفيزيائية المتوفرة عن حقل الريشة تبين من خلال هذه الأحداثيات وجود ثلاث طيات محدبة وهي على الشكل التالي:
1. طية محدبة بطول 10 كم وعرض 5 كم وبعمق 2500 م.
2. طية محدبة بطول 5 كم وعرض 4 كم وبعمق 2500 م.
3. طية محدبة بطول 7 كم وعرض 5 كم وبعمق 2500 م.
وهذه الطيات الثلاث دالة على مكامن غازية كبيرة في حقل الريشة وهي جزء من عشرات الطيات المحدبة بمساحاتها المختلفة أشرت إليها سابقاً لكن رغم تحديد هذه الطيات بأبعادها كان الموديل الجيولوجي المعتمد لدى العاملين في شركة البترول يقف حائلاً أمام اعتماد هذه الطيات الدالة على المكامن الغازية للعمل عليها علماً أن 80% من حقول النفط والغاز المكتشفة في العالم هي ضمن الطيات المحدبة وحسب الإحصائيات العلمية في مجال النفط والغاز.
موكداً من جديد أن سبب عدم اكتشاف ثروتنا البترولية هو “علمي فقط” حيث تقدر هذه الثروة بأكثر من “100” مليار برميل من النفط وأكثر من “2” تريليون متر مكعب من الغاز وتقدر قيمتها النقدية بأكثر من خمسة تريليونات دينار أردني.
بعض صور هذه الطيات في حقل الريشة والمناطق الأخرى من تضاريس الأردن.