ثمة فرق واضح وكبير بين من يخرج وبشكل سافر عن تقاليد وأدبيات وأخلاق المهنية الصحفية وبين منابر إعلاميه حرة من كل ارتباط وتبعية , هذا التفريق اللغوي ضرورة ملحه عند الحديث عن الالتزام وعدم الالتزام .. عن الأخلاق وانعدام الأخلاق .. أن تكون عبداّ أو تكون سيداّ وهكذا دواليك..!
لكن ما لا يدخل في باب المنطق أن ينقلب الرجال إلى جنس آخر عند أول إغراء ليتركوا كل ما وقفوا للدفاع عنه ذات زمان قريب جداّ لينقلبوا إلى موقع مهاجمته والتشهير به وتقزيمه رغم طول قامته التي تطاول السحاب .!
والذي لا نستطيع ان ندركه أيضاً هو ذلك الثمن الذي يقبل به جهاد الخازن مقابل لحظه يرى نفسه وقد نبت له ذيل في مؤخرته يهتز ابتهاجاّ عندما تستدعي الحاجة لذلك .!! فالمواقف السابقة له كنا قد توهمنا فيها الرجولة قبل أن تصبح وسيله رخيصة لبلوغ الفرصة المناسبة للإعلان عن مواهبه وكشف قدراته الإبداعية لينقلب على شرف المهنة والموقف إلى الاستجداء والمداهنة . وإلا فمن يستطيع أن يستوعب انقلاب هذا الرجل على نفسه وعلى مهنته وأخلاقه ليتشدق ويتطاول في حديثه السائل من لعابه على الورق ولا يتورع من التطاول على الشعب الأردني وعلى كل نشمية أردنية من تلك النشميات اللواتي لم يخلعن كرامتهن ولم ينحنين عند أقدام حاملي الدولار واليورو مقابل متعة لا يدرك مراميها سوى جهاد الخازن بل هن أخوات الرجال اللواتي أنجبن الرجال , هؤلاء الرجال الذين هم امتداد لمن استشهدوا على أسوار القدس , وهم من لقن العدو الإسرائيلي درساً قاسياً ذات حرب يذكرها الخازن جيداً .. ليكون ذلك مقابل أحقر الأثمان في عرفنا وأغلاها في نظر الخازن بعد خروجه وبكل وقاحة عن الأعراف والآداب العامة .!
فيا أيها المأجور .. إن الهجوم الغير مبرر على العشائر الأردنية لن يجدي نفعاّ لأن هذه العشائر كبرت في وقت صغر فيه الكبار , وهي التي أنجبت المناضلين والشرفاء على امتداد الوطن من أقصاه إلى أقصاه .. فالشعب الأردن يا سيء الذكر لا يعترف بسياسة حط رأسك بين الرؤوس ..هذه السياسة القطيعية التي جعلت كل ناعق ببعض الشعارات الفارغة قادر على الادعاء بأنه يقول الحق ولا شيء سواه .! بل هو شعب مسلح بالوعي والانتماء وقادر على كشف كل ما يحاك ضده في الخفاء , وقادر أيضاً على حماية الأردن ذي العمق العربي من كل ناعق ولن تؤثر فيه تلك النفايات الفكرية التي تحملها أنت وكل من هم على شاكلتك لأنه شعب يؤمن تماماً أن الرب واحد والأردن واحد والعمر واحد ! .
من هنا فأنا أعلن وبكل صراحة أن الأردنيون قادرون على تجاوز ما طفا على السطح من تجاوزات ومتغيرات هنا وهناك بأساليب مدروسة وليست مهروسة من أجل الأردن ومصلحة الأردن والشعب الأردني الذي أقسم بالأردن انه الوالدة والولد وانه لن يخون هذا البلد .
وإذا عدنا إلى المقدمة نجد أن الفارق كبير ما بين السافر والملتزم لذلك لا بد وان تعلو أحذيتنا أعناق المارقين المتطاولين الخائنين للأوطان والأقلام وشرف المهنة وان ندوس عليهم ونجبرهم أن يقوموا بعد ذلك ليعتذروا لأحذيتنا على ما أصابها من أذى نتيجة ملامسة أعناقهم النتنة .!!