توجهت لدراسة هندسة الكهرباء في سوريا عام 1988 بعد انهاء الثانوية العامة، وكان من متطلبات الجامعة دراسة مادة الثقافة القومية الأشتراكية، تتعرض المادة الدراسية على ما اذكر للتعريف بالنظرية الاشتراكية العربية والاختلاف بينها وبين الاشتراكية الاوروبية، مثلا الاشتراكية العربية تعتمد على الروح في النضال خلافا للأوروبية التي لا تؤمن بالروح بل تعتمد على المادة كمحرك لنضال الشعوب "شوف الحكي شو كبير"، عموما تتطرق المادة الدراسية للأسباب التي من شأنها توحيد الشعوب والتي تشكل بمجملها نظريات الوحدة، فمثلا النظرية الجغرافية من شأنها إعتماد المكان كأداة توحيد للشعوب واللغة كذلك...الخ من مفردات الوحدة.
عموما كل المباديء تبقى مقبولة وهي مكتوبة بل إن بعضها "يبهر" بكسر الهاء، فحلم الوحدة العربية جميل لكنه حلم ولم يكن ولا باي حال قابلا للتطبيق مع الزعامات العربية التي كانت موجودة ولا زالت ولن تزول.
تلك الزعامات عمدت جاهدة لتجعل من نفسها آلهة فوق الشعوب، وجعلت من بعض حواشيها رسلا للتواصل مع عبادها، ولم يكن مفاجئا لنا ان ينزل هؤلاء الرسل للمظاهرات في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن حاملين رسالة "البلطجة" وأدواتها من عصي وهراوات وحجارة ورصاص حي ودبابات وما الى ذلك من أدوات دموية، ومن الطبيعي أن تكون تلك هي الرسالة التي يحملوها.
أما رسالتهم هم "كقادة" فقد اقتصرت على ذم الاسلام "كمبدأ" ما استطعوا الى ذلك سبيلا، حتى جعلوا من الاسلام وحشا قاتما وكأنّه هو الذي سيدمر الحضارة البشرية، معززين بذلك النظرة السلبية التي يحملها العالم عن الاسلام، كل ذلك للدفاع عن كراسيهم ومصالحهم فقط، وها نحن كما ترون أبسط ما نوصف به اننا عالم ثالث، مائة عام على التحرر من الدولة العثمانية مجرد التفكير بالرقم يشعرك بالصداع اما نتيجة ذاك التحرر فبلا شك تدفع ليس فقط للثورات بل حتى للأنتقام.
لينين "الف رحمة ونور عليه" خدم الامة الاسلامية أكثر من أي قائد عربي...إذا راجعنا أعداد الذين درسوا في الدول الاشتراكية بالمجان، لينين الذي لم يؤمن بأي إله عرف ان البشر بشر ولا يجوز "إمتطاؤهم".
سأطالب الاحزاب البعثية بإعتماد "الفساد" كنظرية جديدة من الاسباب التي توحد الشعوب.
طبعا لم اكمل دراسة الهندسة بسبب إنهيار قيمة الدينار الاردني أيام حكومة "زيد الرفاعي" مع ان كل الذي كان مطلوب هو ثمن أكل وشرب وأجرة سكن فقط.
قصي النسور
qusainsour@yahoo.com