محمد حسن العمري
-1-
لحسن الحظ كتب القدر لنا ان ترفض اسرائيل مبادة السلام التي قدمها الملك عبد الله بن عبدالعزيز عندما كان وليا لعهد السعودية ، ولو وافقت اسرائيل على هذه الاتفاقية لما كنا نقرأ اليوم للاستاذ جهاد الخازن ، الذي قال يومها اذا وقعت السعودية اتفاقا للسلام مع اسرائيل ، يكون شخصيا لا يفهم العمل الإعلامي والسياسي الذي امتهنه منذ اربعة عقود او يزيد ، رفضت اسرائيل المبادرة وظل الأستاذ الخازن كاتبا نقرا له كل حين..!
-2-
رغم ان الاستاذ الخازن الممتد بجذوره الفلسطينية واللبنانية ، الا انه احد الأذرع الاعلامية للدولة السعودية ، وكنت احسبه حتى اللحظة من الاذرع القومية الاعلامية للدولة السعودية ، وهو ليس بحال اذرع اخرى تبادلته في مواقع اعلامية متشابهة حال عبدالرحمن الراشد مثلا ، المعروف بتوجهه وانحيازه المطلق للغرب في صراعه مع الظاهرة الإسلامية ، وهو ليس حال المسيحي الفلسطيني الاصل جهاد الخازن الذي يعتز بثقافته الاسلامية، و في مقالة الاستاذ الخازن الاخيرة ، التي دافع فيها عن جلالة الملكة رانيا العبدالله فيما وصفه بالبيان السوقي لبعض المذيلين بأسماء العشائر الاردنية ، التي انأ مثله لا اعر كل أسماء الموقعين عليه ، لكن الأستاذ الخازن تجاوز الدفاع الى ان ينحى منحى أساء بالضرورة الى الأردنيين والى الاسرة الهاشمية التي ظن بثقافة المقيم بالغرب انه يدافع عنها..!!
-3-
يخطئ الأستاذ الخازن وبصورة عميقة عندما ظن ان الصراع هو بين العشائر الأردنية التي وصفها بما لا يليق وبين جلالة الملكة رانيا ، لأسباب اولها ان جلالة الملكة ذات الاصول الفلسطينية هي كذلك ابنة عشائر ، وليست طفرة على البلد الاردني وهو حال ما كانته جلالة الملكة عالية طوقان ، والدة الأميرين علي وهيا ، وان عائلة الياسين هي ايضا عشيرة فلسطينية وموروثها هو موروث العوائل الاردنية ، وليست العائلة من نسيج العولمة التي مهدت لجلالة الملكة ان تكون من السيدات الاوائل في العالم ، اعرف من هذه العائلة ابن عم جلالته الاول " فيرست كزن" ، الصديق حازم الياسين الذي درس في نفس مدارس الكويت حيث درست الملكة ، ولم يمنعه ذلك من العمل في الخليج ، زميلا وصديقا عزيزا ، في وظيفة تكفيه شائعات الثروات التي يتحدث عنها الكثيرون ، وهو حال يرافق كل المشاهير في السياسة وغير السياسة ، وليس ببعيد أن احد أبناء الأمراء الأردنيين الكبار كان يعمل في بنك اسلامي في ابوظبي يتكسب بعرقه حال اي اردني آخر ، اما مسميات " أم زعل، أو جروة، أو بزعة، أو حنيشي،" التي اراد ان يلصقها الاستاذ الخازن فهي من بقايا ذاكرته السبعينية العمر عن المسلسلات البدوية الاردنية التي كانت تنتج ليشاهدها الاخوة الخليجيون ، ليس اكثر ولم يقراها بالمطلق في اخبار التعازي في الجرائد الاردنية ، وليقرأ اليوم كشف الناجحين في امتحان التوجيهي الاردني بخمسين الف فتاة فليس ثمة اسم يرد على ما تخيله الاستاذ الخازن ، موضوعيا لأمانة رجل قضى عمره بالمفروض انه يبحث عن الحقيقة التي جانبها اليوم..!!
-4-
يمتلك الأردنيون والفلسطينيون ، وبالتاكيد يعرف ذلك الأستاذ الخازن ، ثقافة العشائر و أصولها ، وليست عائلة الياسين بخارج هذا الموروث ، يعرف الاستاذ الخازن انك عندما تذكر عائلات تختلط عليك اصولها لامتدادها بين الاردن وفلسطين ، انتمي لعائلة لها عضوان في مجلس النواب الاردني من شمال الاردن ومنها كان الذراع الأيمن لابو اياد زعيم الثورة الفلسطينية ومنها الذي صار مديرا لقناة الجزيرة في فلسطين ، عندما يصادفك مواطن اردني من عائلة المقدادي او التميمي او السرحان فلا يمكنك ان تعرف مسقط راسه لعشائر مشطورة بين ضفتي نهر الاردن..!!
سيدي أردت ان تنصفنا فما أنصفت ، وليس ببعيد على استاذ بحجم جهاد الخازن ان يخرج معتذرا عن سقطات قلم صمد كل هذه العقود ، فلا يسقط اليوم..!!!