عاطف زيد الكيلاني – الخميس 17/2/11 م ...
منذ البداية قلنا أنه لا يمكن للمنطقة العربية أن تكون بعد ثورتي تونس ومصر كما كانت قبلهما ... ذلك أن الثورتين اللتين تفجرتا في هذين القطرين العربيين قد فتحتا الباب على مصراعيه لثورات كثيرة قادمة في عدة بلدان عربية ... فما عانى منه الشعبين التونسي والمصري ، تعاني منه كل الشعوب العربية : الفقر والبطالة والحكم الدكتاتوري ومحاولات توريث الحكم والإستبداد وشعور المواطن العربي دائما بالإضطهاد ، وبأنه ليس أكثر من رقم ( لرأس ) في قطيع ، وليس مواطنا مكتمل الأهلية وله حقوق المواطنة الكاملة ... وقد تكون هناك بعض الفروقات البسيطة بين بلد عربي وآخر ( بحكم بعض الخصوصية لهذا البلد أو ذاك ) ، ولكنها في التحليل الأخير تقف جميعا تنتظر دورها لتستقلّ شعوبها قطار الثورة .
ففي ليبيا التي يحكمها حاكم يعتبر أقدم حكام العالم الأحياء ، هذا البلد الغنيّ بالثروة النفطية ، بينما نسبة كبيرة من الشعب الليبي تعاني الفقر والشباب يعانون البطالة ، ناهيك عما يعانيه الجميع هناك من الممارسات القمعية لنظام القذافي الذي يحكم شعبه بقبضة حديدية ، حارما إياه من أدنى حقوق الإنسان المتعارف عليها عالميا ، وأهمها حرية التعبير وتشكيل الأحزاب والأطر السياسية .
وفي اليمن ( السعيد ؟ ) ، ما زال علي عبد الله صالح ومنذ 30 عاما على رأس النظام في ذلك البلد الذي أنهكته الحروب الأهلية ومحاولات فرض الأجندة الخاصة بالرئيس وطغمته وقبيلته على الشعب اليمني ، ناهيك عما يشاع عن تهيئة الرئيس لإبنه ليكون رئيسا لليمن من بعده ...
أما عن البحرين ، فها هي الأنباء تنقل لنا صباح هذا اليوم ( الخميس ) ، أن دبابات وآليات جيش ملك البحرين قد اجتاحت شوارع العاصمة / المنامه ، في محاولة يائسة للنظام المتهالك هناك لكبح جماح الثورة الشعبية هناك ... هذه الثورة التي قدمت حتى الآن عددا من الشهداء على مذبح الحرية والإنعتاق ...
وفي بلد المليون ونصف المليون شهيد ... في الجزائر ، نجد أن الأوضاع لا تختلف كثيرا عن البلدان العربية الثلاث الآنفة الذكر ... بلد غني بالنفط ، وكان من الممكن ( والمفروض ) أن يتمتع شعبه بثروات بلاده ، لولا الفساد الهائل المستشري في كل مفاصل الدولة وأجهزتها ، على يد بطانة الرئيس بوتفليقة والمحيطين به والأقرباء ...
هذا هو المشهذ السياسي لأربعة أقطار عربية ، مرشحة للزيادة وليس للنقصان ... فالأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية في بقية الأقطار العربية ليست أقلّ سوءا ... ومرشحة للإنفجار في أية لحظة ( فلسطين ، العراق ، الأردن ) ...
أما ... ما هو المطلوب من هذه الأنظمة العربية للخروج من أزمتها مع شعوبها ، فهذا سيكون العنوان لمقال آخر قريب يلي هذا المقال ...