البلطجية ... سلاح سري جديد !!
بقلم : م. سائد العظم
لم يعد سرا أن كل نظام مستبد يملك اوراقا وأسلحة سرية يقوم باستعمالها عند الضرورة كآخر ورقة يمتلكها ، ومن هذه الأسلحة عصابات البلطجية والمرتزقة التي شاهدها العالم أجمع في مصر وتونس وليبيا وغيرهم من الدول العربية ، فهي جماعات من أصحاب السوابق والمنحرفين الذين تخطوا كل المحرمات على الصعيد الشخصي والوطني ، وهم يأتمرون من بعض أصحاب النفوذ من المسؤولين ورجال الأعمال الفاسدين أو من بعض الذين تسلقوا على أكتاف البسطاء فدخلوا المجالس المحلية والنيابية بانتخابات هزلية مزورة !!
هذا بشكل عام ، أما في الأردن فالوضع يختلف قليلا فعلى الرغم من التأكيد الرسمي على لسان رئيس الحكومة وعلى لسانكم بأنه ليس لكم اليد فيما حدث من أعمال زعرنة وبلطجة جرت مؤخرا في وسط البلد فإنني أضع بين أيدي المنصفين من بلدي واحسبك منهم يا عطوفة مدير الأمن هذه النقاط والحقائق التالية ، فإذا كنتم تريدون الخير والإخلاص لهذا البلد ولا نزاود عليكم بهذا برهنتم على ذلك بأخذ هذه النقاط على محمل الجد وإلا كان نفيكم بعدم وجود لكم يد فيما حصل هو كلام في الهواء لا قيمة له :
أولا : من المعيب بل ومن المخزي أن يسمح للبلطجية أن يزاودوا على شرفاء هذا البلد وأن يتستروا بعباءة الملك هاتفين بحياته لأن في ذلك إساءة كبيرة لرأس النظام !! فلا أعتقد أن الملك بحاجة لهتاف هؤلاء الزعران المرتزقة !! وبالتالي يجب أن يعتقلوا ويحاكموا بتهمة إهانة رأس النظام بسبب هتافهم له !! فهل يقبل الملك ان يُمتدح من هؤلاء الزعران ؟! لا أظن ذلك !!
ثانيا : من المخجل يا من أقسمت بشرفك العسكري أن نشاهد سكوت ضباط وأفراد الأمن العام وكأن الأمر لا يعنيهم ، وفي ذلك إهانة كبيرة لشرفهم العسكري الذي أقسموا به !! لذلك يجب أن يحاسبوا على صمتهم وسكوتهم غير البرئ جراء تلك البلطجة الممنهجة والمعدة سلفا !! فإذا لم تستعمل هيبتكم كأمن عام في تلك المواقف فمتى ستستعمل إذن ؟؟!!
ثالثا : وهذه النقطة انتخي فيها رجولتك وكرامتك بل وأردنيتك فأنت ممن أحسبك صاحب رأي وقرار ويدك نظيفة ، سمعت عنك قصصا كثيرة تمتدح إدارتك للأزمات ورفضك للبذخ والكثير من المواقف الرجولية المسؤولة ولا نزكي على الله أحدا ، لذلك أقول لك أن هؤلاء البلطجية يأتمرون بأحد الشخصيات المحلية التي تعرفها وتعرف حقيقتها وقد صنعت مجدها المزيف من أعمال البلطجة والزعرنة والرشوة وهم من الذين يعيثون فسادا في الأشرفية والجوفة والتاج ، يحركهم ذلك المتسلق كيفما يشاء هو أو ممن ينسقون معه من المسؤولين الفاسدين مبرهنا بل متحديا لهيبة الدولة بأنه على استعداد أن يحرك الشارع في عمل أي فتنة أو فوضى وبأنه أيضا من يطفأها حتى يرفع أسهمه أمام المنخدعين به وبوطنيته !!
ولم يعد يخفى على كل وطني حر سلوك وتصرفات زعيم هذه العصابة الذي يفتعل الأزمات في حيه بل وفي الأردن كلها باحثا عن شهرة تافهة مؤمنا بأنه لن يحصل عليها إلا من خلال الزعرنة والبلطجة والغوغائية وطولة اللسان وذلك بسبب فشله في تحقيقها في مجالس ودواوين المحترمين من أبناء الأردن !!
وأنا متأكد يا من أقسمت بشرفك العسكري كتأكدي من صدق قسمك بأنك تعرفه وقد وصلتك عشرات الرسائل التي توضح لكم بلطجته وقصصه وإخلاله بالأمن فهو باللغة البلدية وعذرا لمقامكم الرفيع " مش شايفكم !! "
وبالمناسبة وللتأكيد فهذا الغوغائي لا يعبر عن عائلته الشريفة المليئة بأصحاب الفضل والخير وهم يتنكرون لتصرفاته دائما ، ولا يعبر أيضا عن بلدته العريقة صاحبة التاريخ المشرف العريق ، لذلك يا عطوفة مدير الأمن العام أظن أن الله قد ابتلاك بهذا الإختبار !! فإما أن تضع حدا لهذه العصابات ومن يقف خلفها والتي تمأسس عملها وأصبحت تُؤَجر عند الطلب أو تستقيل من منصبك إحتراما لذكرك الطيب وتاريخك النظيف وسمعة والدك الشهيد وعائلتكم الكريمة !!!
ودمتم ...
عمان في 20/2/2011