زاد الاردن الاخباري -
يبدو أنها أكبر من مجرد “فتحة تهوية” أسفل باب الضغط والحصار غير المعلن.
الملك عبد الله الثاني يتلقى دعوة من أخيه خادم الحرمين الشريفين للمشاركة كـ”ضيف شرف” في قمة العشرين العام المقبل والتي تستضيفها الرياض.
هذه الخطوة السعودية لا تنطوي على “تكارم” سياسي بل تعكس انطباعا لم يتسن بعد للخبراء والمراقبين التوثق من تفصيلاته وتداعياته ونتائجه بأن “كوة في الأبواب المغلقة” أو “نافذة” بدأت تفتح للأردن الذي يعاني من الاستعصاء في العلاقات مع الصديق السعودي وعزل مع الحليف الأمريكي و”انقلاب” بتوقيع “الشريك الإسرائيلي”.
مسؤول بارز في القصر الملكي قال لـ”القدس العربي” قبل عدة أيام بأن بعض الجهات الدولية والإقليمية فتحت الباب أمامنا كأردنيين بمعدل ربع فتحة.
لكنه أضاف: “ثمة فتحة ولو صغيرة توحي بأن مصالح الأردن متاحة، لكن الرهان علينا نحن، والسؤال: هل نستطيع الاستثمار في الموقف وإعادة إنتاج دورنا؟”.
طوال العام الماضي وفي ظل الحديث عن “صفقة القرن”، بقي الأردن على الحافة سياسيا ويعاني مع “اليمينين” السعودي والإسرائيلي ويتلقى التحذيرات وأحيانا العبارات القاسية من مسؤولين أمريكيين بارزين.
الرياض أعلنت عن “تغيير محدود” في الخطة بعد ظهر الإثنين؛ فخادم الحرمين الشريفين قرر توجيه الدعوة رسميا لملك الأردن، ووجهت الدعوة لخارجية الأردن لحضور “تحضيرات قمة العشرين”، والنبأ الرسمي الأردني تحدث عن “عدد محدود جدا” من زعماء العالم توجه لهم مثل هذا الدعوة كضيف شرف لمراقبة قمة العشرين، كما تحدث عن “تقدير” القيادة الأردنية للدور الريادي الذي تلعبه “الشقيقة السعودية”.
هل يؤشر هذا التقدير على أن الرياض أصبحت معنية بدعم الأردن استثماريا واقتصاديا؟
السؤال الأخير هو ما يشغل العقل السياسي الأردني في ظل كل المؤشرات عن “تفسخ” الحصار السعودي الإماراتي على دولة قطر ومناخ المصالحة الخليجية؟
وفي السياق ثمة ما يوحي بالتزامن المنسق؛ فرئيس الأركان الأردني اللواء يوسف حنيطي في أول زيارة عمل له إلى دولة قطر، ويستقبله وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري ويبحث التعاون في المجال العسكري بعد عامين من البرود الشديد في العلاقات.
بمعنى آخر تفتح نافذة سعودية لتكريم الأردن والإقرار بأهمية دور قيادته ومؤسساته بالتزامن مع خطوات متسارعة لعلاقات أقوى في محور عمان- الدوحة.
وبمعنى أن انطلاقة العلاقات الأردنية القطرية وخلافا للمألوف لم تعد تثير حساسية وغضب وانزعاج “الشقيق السعودي”، الذي يسعى بدوره واستنادا إلى مصدر أردني مطلع جدا للنزول عن شجرتين وتحقيق هدفين بكرة واحدة فقط وبالتزامن، وهما مغادرة المأزق في اليمن والنزول عن شجرة حصار دولة قطر.
عندما يتعلق الأمر بالمسألة اليمنية، عمان قد تكون في موقع “مفيد جدا” فهي الخاصرة التي يمكنها استقطاب الفرقاء اليمنيين والحوثيين منهم تحديدا في حوار من أي صنف كما حصل فعلا قبل أسبوعين.
وعندما يتعلق بالمسألة القطرية، نمو العلاقات بين عمان والدوحة لم يعد يثير حساسية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تراجع حضوره الإعلامي على الأقل لصالح والده الملك سلمان بن عبد العزيز مؤخرا.
في خلفية المشهد أنباء تتواتر لمؤسسة الاستشعار الأردنية الخبيرة عن “خلافات بالجملة” بين الإمارات والسعودية، وعن “حرد” تمارسه مؤسسة الرئاسة المصرية، وانفلات محسوم في الأجندة القطرية، وتطلعات سعودية لم تكن منتجة نحو “اليمين الاسرائيلي”.
وفي الأفق تفكيك مفاجئ للحصار على حركة حماس سياسيا ومعركة أمريكية مع السلطة بعنوان منشآت تنمية اقتصادية في قطاع غزة، والقيادي الشيخ إسماعيل هنية يزور إسطنبول.
كل تلك معطيات صعب تجاهلها في حال قراءة دلالات دعوة العاهل السعودي لملك الأردن لحضور قمة ستعقد بعد عدة أسابيع باسم مجموعة العشرين.
تلك دعوة تؤشر حيويا على “فتحة الباب” الصغيرة أمام اللاعب الأردني لتحصيل ما يستطيع تحصيله، أما الرهان فيبقى على مهارة من يركضون حول ملعب المبادرات الملكية الأردنية المنتجة والصبورة من مكلفين بحصد المنتوج… هنا تحديدا أزمة الأدوات المحلية الأبرز والأعمق.عن القدس العربي