شيء يخرج العقل من نصابه ويجعل الانسان يسير وهو يخرج كل الاحتمالات من عقله ، ويبدأ في حسابها من جديد بخلاف ما هو متعارف عليه ، خبر بسيط قيل هذا الصباح وتناقلته الوسائل الاخبارية أن جلالة الملك شخصيا أمر بحراسة مسلحة للمعارض ليث شبيلات ، هنا دعونا نقف وبكل بهدوء نسأل انفسنا من هم هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم ملكيون أكثر من الملك ويريدون أن يعتدوا على ليث شبيلات ، ففي تصريحات شبيلات الاخيرة وبعد احداث يوم الجمعة في ساحة الحسيني اشارة واضحة لكل من يحسب نفسه ملكي أكثر من الملك أن البلاد لابد وانها قادمة على التغيير وأن هذا التغيير لا ولن يمس جلالة الملك والعائلة المالكة ولكنه سيصيب اركان وزوايا من يمارسون التخبط في ظلمات الغرف سواء الموجودة في الديوان أو الرئاسة أو اية زاوية من زوايا الوطن الذي جميعنا نعشق ، ولعل في قسم مدير الامن العام بشرف العسكرية أنهم غير مسؤولين عما حدث يوم الجمعة لأكبر دليل على أن هذا الرجل من صلب رجل وقف الاردن جميعا له بكل إحترام وتقدير ، وهذا الرجل استطاع أن يغير من نظرة الشارع لرجل الأمن خلال مدة قصيرة بعد أن طبعوا الاخرين صورة تمثل العصا والقنوة والسلطة فوق كل السلطات ، واليوم يأتي تصريح جلالة الملك ليؤكد أن فعلا هناك من يعتقدون أنهم ملكيون أكثر من الملك ، وأن هؤلاء هم من يمتلكون عقليات الحرس القديم الذي مسك زمام الامور في الثمنينيات وبداية التسعينيات ، وهم الى الان لايؤمنون أن الشعوب لابد وانها تريد الحياة ولا بد وأن يستجيب القدر ، وسؤالنا التالي هو ممن يريد ان يحمي الملك ليث شبيلات ؟ ، ولماذا ؟ ، وهل فعلا اصبحوا هؤلاء يملكون من القوة والسطوة ما جعل جلالة الملك يضع هذا المعارض تحت حماية مسلحة وعلى مدار الاربعة والعشرين ساعة ، واذا وجد هؤلاء ماذا سيستفيدون في حالة تعرضهم لشبيلات وماذا سيستفيد الوطن؟ ،ومن المستفيد من حدوث مثل هذا التعرض بخلاف هؤلاء الملكيون أكثر من الملك نفسه واذا كانوا كذلك ، هذه اسئلة مفتوحة بحاجة لأجابة .....