من أول أيام إستلام الراية... لمقام صاحب الشأن الرفيع جلالة سيدنا ابو حسين ،وكلنا يعرف أن الملك سابق شعبه بسنوات عديدة ... ويريد نهج سياسات جديدة، ونبذ الحقبة الما ضية ، بقضها وقضيضها وطي صفحاتها... الى عالم النسيان,هي حقبة فتنة ايلول التي أردنت تبعياته الوظائف... في المملكة ،ومضى على أردنتها سبعة وثلاثون سنة بالكمال والتمام وفي جميع الدوائر بأستثناء التربية والتعليم لعدم وجود أعداد بشرية كافية ..وكذلك الصحة.. على الرغم أن سيدنا المغفور له حسين بن طلال ،حاول جاهدا أن يوازن الأمور الا أن الإصطدامات الأدارية... كانت تحدث من حين لآخر ومن خلال حكومة الظل.. التي تدعم الأردنة من تحت لتحت أو من خلف الكواليس ، ضاربين بالدستور ومواده عرض كل الجدران الحديدية والأسمنتية...وكلنا يعرف أن التعليمات المعلنة شيئ والمنفذة شئ ٌآخر ...وبعد الضغط الداخلي والخارجي ...قرر الملك فك إرتباط غربي النهرمع شرقيه .
وعلى أساس ذلك أجريت إنتخابات في الاردن، وصفت بالشفافة وكان الهدف منها رسم السياسة العامة في المملكة الأردنية الهاشمية على الرغم أن الإنتخابات جرت في أجواء عرفية وظهر فيها مرشحيين يسارين محظورين من الظهور... والعمل على الساحة الأردنية التي تتحسس من أي نشاط سياسي وحزبي. ومدعومين من قبل تنظيمات وأحزاب محظورة أردنيا ً ، وملاحقة أمنيا ً مع العلم أن الجهات الأمنية تفا جئت، كما تفاجئ الشعب الأردني بالسقف المرتفع غطائه في تسويق المرشحين... في وسائل دعائية وشعارات غير مسبوقة منذعام 1970 ومؤامراته على العمل الفدائي الشريف من قبل الأصدقاء قبل الأعداء...وكل ذلك تلبية لمخططات العدو لضرب الحركة التحررية الفلسطينية. التي تولدت بعد الهزيمة العربية نتيجة الخذلان العربي والتآمر الدولي بعد أن هزم العدو في حرب الكرامة، التي ردت فيها جزء من الكرامة العربية المفقودة... بعد حرب صورية قامت بها بعض الجيوش العربية الباسلة ، التي قام جنودها بخوض معارك فردية ،،وبدون أوامر من القيادات العليا وعلى جميع الجبهات العربية، التي هزم فيها الجمع كله.
أن الخطاب الارتجالي الذي ألقاه جلالة ُ الملك عبد الله الثاني امام الحكومة وممثلي الشعب وأعيان الملك... والأمراء وكبار رجالات الدولة ...إنما هو توضيح لخارطة أردن جديد يتوائم والمرحلة الحالية... المطلوبة دوليا ًلبناء شرق أوسط جديد تزول فيه الفوارق الشعبية بإصلاحات، واقعية حقيقية مجسدة على الواقع ملموسة...وبها يكون الملك فوت الفرصة على المتربصين..لخلق الأجواء المناسبة لفعل ما حدث في تونس ومصر من تغيرات جذرية... وقلب الوضع رأسا ً على عقب بواسطة الهبات الشعبية المدعومة أمريكيا ً والمحمية عسكريا ً ...من قبل جيوش نفس البلدان التي تغيرت آلية الحكم فيها بطرق غير مألوفة ولشعوبنا غير معروفة ... بأن يقوم الشعب بحراك ٍمتزايد يوما على يوم... إلى أن تدخلت الجيوش التي تتلقى الأوامر من الخارج ...حسب المعطيات وقد وقفت الجيوش أمام قائدها لا حول لها ولا قوة بيدها ... بل القوة خفية لم نعرف من يحركها ومن يوجهها... سيدنا تعدى الخطر في الأردن بحنكته وحكمته بالتعامل مع المواطن الذي أحب مليكه لأنه صمام أمانه ومصدر أمنه الوطني... واستقراره الاقتصادي والسياسي .
بفضل الله وقدرة جلالة مليكنا الشجاع ..وبوعي غالبية الشعب الأردني خاصة القاطنين في المدن الكبرى ومنها العاصمة ...كانوا على درجة كبيرة من الوعي... والمعرفة بحجم المؤامرة وما ينتج عنها من نتاج سياسي واجتماعي ...لمستقبل المنطقة العربية التي تغرق دولها في فساد مستشري ومتوطن في نفوس المواطنين المستفيدين الذين ذكرهم جلالة الملك أمس في خطابه.. أمام أركان الدولة في القصر الملكي..حيث قال الملك يجب أن نتابع مواطن الفساد ونحقق فيها ونحول من تثبت أدانته إلى المحكمة ... وينال عقابه ويريد الملك تفعيل مدونة السلوك والمضي في حوار شامل .. والمواطن الأردني قادر على التعامل مع التحديات ، من أجل الحفاظ على الإنجازات التي تحققت والبناء الذي وصلنا إليه .. ونتجاوز السلبيات المتراكمة في نفوس نفر من المواطنين ...أصحاب المصالح الضيقة والرؤى القريبة التي لا يحلو لها السير في الاتجاه الصحيح ، والعمل الجاد في تنمية وزيادة عجلة التقدم والتطور المرجو والمطلوب في عملية الإصلاحات الشاملة... والذي ذكره ابا الحسين وقال بدي إصلاح حقيقي وسليم ...أصحاب أجندات ما بدها إصلاح خايفة على مصالحها...ولا نريد يختبئ وراء أي واحد ويقول تعليمات وتوجهات من فوق.. وهنا المقصود كثيرا ً كانت تتخذ قرارات وتنفذ أجندات على حساب توجها من فوق... ولكن الملك كشف المستور.. ويجب تفعيل الدستور الأردني من أجل أن تتطور بلدنا ويستدام أاستقرارنا المفقود واقعيا ً والمتوفر أمنيا ً...بوجود الملك على رأس الهرم ورأس النظام وأسرته الهاشمية لها منا نحن مجاميع المواطنين العاديين كل الإحترام ولن نقبل دونها بديلا ً...أن يقود الأردن ويسوس حكمه... لأن وجودنا مصان مع وجود الهاشميين .
وغير ذلك سنبقى مهددين من هنا وهناك تارة نشمل وتارة نقبل ومرات عديدة نضيع في الوسط بين الأرجل والتناقضات... كان خطاب جلالة الملك واضح المعالم تكلم فيه عن مرحلة أفلت بكل تراكماتها وسلبياتها.. التي تحملته غالبية الشعب الأردني الذي ساهم في تطور المرحلة ...وما زال تتكاثف الجهود في أستمرار آلية التجديد.. بعمل جاد لمعالجة أخطاء الماضي المقصودة ،والتي كان يلمسها الجميع . وتركت في النفوس لبعض المواطنين غصة أفقدت الثقة بين بعضهم ... بالوطن ولكن المرحلة التي تكلم عنها ابا الحسين في تطور كل القوانين..وتحقيق التنمية السياسة وتحديث قوانين بعيدة عن العشائرية الضيقة والتوجه نحو التمثيل الحقيقي ضمن مكونات سياسية فاعلة بدون توجها ت من أي جهة أمنية .
كما كان وما زالت آثاره موجودة وبنفس الآلية التي تعود عليها مواطننا الأردني البسيط الذي يريد سلته فارغة دوما ً كما تعودنا جراء ظلم وقع على كثير منا...ولكن رياح التغير الهرمي تجاوزها الشعب الاردني وبوعي الجماهير نفسها وبحكمة القائد وبعض الخيرين من المواطنين الأردنين الشرفاء الذين يحبون الوطن ويحبهم شعب الوطن الذين يحافظون.. على ثوابت المملكة الأردنية الهاشمية الحقيقية ...وهي الإلتفاف حول الهاشميين بالفعل لا بالقول والوقوف مع جلالة الملك وعدم المساس بالهمس واللمس بأركان النظام ومكوناته ورجالاته الإكفاء المخلصين للعرش والقيادة.
وصونه والدفاع عنه بكل الوسائل لأنه مصان ووسيلة أمان لنا في أردن الهواشم العظام ..الذين نذروا أنفسهم للمحافظة على الوطن بانجازه والمواطن بأمنه وأمانه ... الإجتماعي والسياسي والوظيفي والمعاشي...
والثابت الآخر من مقومات المملكة والمحافظة على كينونتها هو صون الوحدة الوطنية التي يتكلم عنها الكثير كشعار يطحرح لمنافع شخصية لبعض الزعامات.. من المؤثرين على النهج العام وفي الواقع تستخدم كوسيلة للوصول لعُلا المجد الوظيفي والسياسي وليس الحقيقي نريد وحدة وطنية حقيقية ...ينال كل مواطن على حقه ويشعر بأنه مواطن بحق وحقيقة ..ليس مواطن للجباية ودفع الضرائب فقط ... ومحروم من كل الحقوق المواطنية ... التي يكلفها القانون والدستور ويتجاهلها الحاكم والمسؤل ... الذي إعتلى في الموقع وحاز على المنصب بالغش والواسطة المنتنة بطريقتها وحقيرة بآليتها...
كل الإحترام لسيدي ابا الحسين وكلنا معك نحو أردن جديد بعد العناء الشديد الذي تذوقه كثير المواطنين... وهو يراجع بعض الدوائر القمعية بموظفيها المتعالين والمتنفذين كدائرة المتابعة والتفتيش الذي حان الوقت أن لا تكون على الوجود لأنها دائرة بوليسية وقمعية ووجودها للإهانة فقط.. وموظفيها حادين الطبع كثيرهم وشديدين التصرف جلهم إلا ما ندر...
الشكر لله أولا ً...ولسيدنا والخيرين من مسؤليناالذين تداركوا الأمر وتصرفوا بحكمة وإقتدار لتلطيف أجواء ٌ تكهربتأيامها ومناطق تململ مواطنها وتجرء على الغير مألوف وتصرف بما لا يليق في بداية الطريق...ولكن والحمد لله كل شيئ على ما يرام وعلى الأردن وشعبه رعاية الله خالق الكون ورب الأنام...