إعلان براءة من حركة اللجان الثورية
أخر زيارة لي إلى ليبيا كانت في أواخر العام 2009 للمشاركة في المؤتمر العالمي لأنصار الكتاب الأخضر بصفتي باحث في النظرية الثالثة ، وكنت خلال المؤتمر من المشاركين في لقاء القذافي في خيمته المعهودة ، طبعا كان من المفروض أن يحاضر فينا عن الكتاب الأخضر وما يحتويه من حلول لكل مشاكل الكرة الأرضية – وما حولها -- وعلى كافة الأصعدة السياسية وأداة الحكم والمشكل الاقتصادي والمشكل الاجتماعي . اللقاء استمر على مدار ثلاث ساعات ، تكلم فيه القذافي وكل ثلاث دقائق تقريبا يتكلم بجملة أو فقرة ــ نحاول نحن المشاركين تجميع أجزائها ــ وبين كل فقرة أو جملة هناك استراحة للقذافي لاستعمال ( مهشة الذباب ) ويطوح بها يمينا ويسارا ــ وبالمناسبة هذا الأمر سوف اذكره بنهاية المقال للأهمية ــ المهم في الأمر أن المشاركين في هذا اللقاء وأنا من بينهم لم نفقه ولم نستطع تحليل واستنتاج ماذا يريد القذافي أن يقول ، تارة يتكلم عن الكتاب الأخضر ثم يتحول إلى أمريكا والامبريالية ، وتارة يتحدث عن النهر العظيم ويهمهم بكلمات مفعمة بالعربدة عن اوروبا وعلاقتها بالكتاب الأخضر ، وزاد ذهولنا واندهشنا لعبقرية القذافي هذه العبقرية التي تجاوزت حدود الزمان والمكان وقال هذا العبقري انه اكتشف أن سكان ايطاليا هم ليبيي الأصل والمنشأ خاصة سكان مدينة (( تريندو )) الايطالية وأن شعب ايطاليا هم احفاد الليبيين لذلك وجب على شعب ليبيا أن يتفقهوا بالكتاب الأخضر والنظرية العالمية الثالثة ، وعليهم أن يثوروا على نظام الحكم الايطالي ويجب أن تتحول ايطاليا إلى جماهيرية وإعادة السلطة للشعب ،
أبدى جميع المشاركين استغرابهم وانداهشهم وبدأت تقاطيع وجوههم تتغير تبعا لأهمية هذا الاكتشاف العبقري من عقلية عبقرية فذه ، وكل شخص منا يلعن هذا المختل عقليا ويتمنى لو قام من مقعده وصفعه على وجهه ،
القذافي يخاطب المشاركين من كتاب ومؤلفين ومهندسين وأطباء ومنهم من يحمل عدة شهادات دكتوراه يخاطبهم القذافي كأنهم تلاميذ مرحلة ابتدائية ويلوح لهم ( بمهشة الذباب )
وبعد ثلاث ساعات خرج القذافي وترك ( المهشة ) على الطاولة . وباعتقادي أنه نسي أن يأخذها معه ، ولكني فوجئت بشخص من حرسه الخاص يحمل معه ما يشبه الحقيبة بها مجموعة من ( المهشات ) الخاصة بطرد الذباب ، وفي كل جلسة للقذافي يستعمل واحدة جديدة ،،، نعود إلى قصة ( مهشة ) الذباب حيث تعتبر هذه ( المهشة ) جزء لا يتجزء من شخصية القذافي وسماته وموروثه ، إذ عندما عندما نشاهد المهشة تترائى لنا صورة القذافي وشخصيته والعكس صحيح . الذباب يأبى إلا أن يلاحق القذافي أينما حل وارتحل ( المهشة ) عنوان للقذافي لا يفترق عنه والذباب عنوان أخر يرافقه في حله وترحاله ،وإذا كان القذافي في مكان ما لا يوجد به ذباب أوصى حرسه أن يحضرو له ذباب يطلقونه من حوله ليكون استعمال ( المهشة ) مشروعا ـ الكل منا يعرف أين يمكن أن يتجمع الذباب وأين يستقر ــ القذافي الآن يعاني من نقص للذباب فاستغل ما يحصل من ثورة جماهيرية ، وتخيل القذافي وتفتقت عبقريته وإعجازه وأقنع نفسه أن الشعب الليبي تحول إلى ذباب تحاول أن تستقر على وجهه فقرر أن يستعمل ( مهشته ) لطرد ما قد يستقر على وجهه وينهش جلده وقام بتوزيع ( مهشات ) أخرى على أولاده لمساعدته وأعجبته اللعبة أكثر وأكثر فقام باستيراد مهشات أخرى من جنوب افريقيا وتطور الأمر وخرج عن السيطرة القذافية و(مهشاته) الأرضية فقام باستعمال ( مهشات) جوية واوتوماتيكية جديدة لم تستعمل من قبل
ــ وطبعا كل ذلك من تخيلات القذافي وعقليته المريضة ــ لقد انحصر العالم وتقزم بذهن القذافي إلى ( مهشة لطرد الذباب ) وهاهي (حركة اللجان الثورية) أو ما تسمى اليوم حركة اللجان التخريبية تتحول إلى (مهشات) تحيط بالقذافي لتدافع عنه وتحميه من مصيره الاسود إلى مزبلة التاريخ ،
القذافي لم ولن يتعلم الدرس من تونس ومصر وما زال عقله ــ وأنا أشك بذلك ــ يصور له أن ثوار ليبيا وأحرارها تحولوا إلى ذباب وعليه أن يحافظ على (مهشته) .
لقد جن الرجل وزاد جنون على جنون وفيه بلاهة وعته وتحول الى شيطان أخرق لا يرى ولا يسمع . تحول إلى أداة للقتل والارهاب والتنكيل ، وهاهو شعب ليبيا العظيم الثائر المقهور منذ أكثر من اثنان وأربعون عاما ، الشعب الثائر ينتفض ولن يستكين ، وما زال خليفة القذافي ( سيف الاسلام ) سائرا على درب أبيه وتورث عنه صفات البلاهة والجنون والعته العقلي ، لا مكان اليوم للكتاب الأخضر الذي تحول بدماء شهداء ليبيا العظام ، لا مكان للقذافي وذريته المتخلفين عقليا ، لا مكان اليوم لحركة اللجان الثورية المتسلطة والمتجبرة على الشعب الليبي.
لعنة الله تحل عليهم ، ولعنة الشعب الليبي الثائر تطاردهم أينما حلوا ، القذافي خرج من منطقة تسمى جهنم في ليبيا وسيعود الى جهنم الله قريبا ,
اليوم نوجه الدعوة إلى كل الاحرار اللذين تبنوا فكر الكتاب الأخضر على الساحة الأردنية وفي كل ساحات وطننا العربي من شخصيات ومفكرين ومثقفين ـ أدعوهم إلى وقفة جادة ومسؤولة لإصدار بيان إدانة واستنكار وبراءة يعلنون فيه برائتهم من هذا المجنون الأبله الأخرق ومن كل كتبه وأفكاره البلهاء ونظرياته الجوفاء ، وأدعوهم لنشر برائتهم في كل وسائل الاعلام والى مكتب الأخوة الليبي ،،،
وها أنا أعلن برائتي من هذا الأبله ومن نظريته الجوفاء البلهاء ومن حركة اللجان التخريبية ،،، وأقدم إعتذاري وأحني هامتي تواضعا ومحبة لليبيا وشعب ليبيا وشهداء ليبيا ،
وإنها لثورة حتى النصر والاطاحة بهبل ليبيا وباقي أصنام الكتاب الأخضر ،،
ولن نشاهد بعد اليوم القذافي ولا مهشاته ،،،،
عمر قاسم أسعد / كاتب ومؤلف
http://knol.google.com/k/عمر-قاسم-اسعد/القذافي-ومهشة-الذباب/emrfwy4lwbpw/42#